بينما يعيش المسرح في حالة من الاحتضار بسبب وأد مقوماته، يصارع المسرحيون في تقمص دائم للشخصيات والأرواح، متعلقين بقشةٍ تطفو على أمواج هادرة، علّهم يبلغون شاطئ الأمان، في عالم بات يحتوي على كل شيء عدى الأمان...

في عرض البحر...التقى الثالوث المتصارع على وجه البسيطة، في ظروف معيشة تشبه الغابة، التي لا يوجد فيها مكان للضعيف، موقع eHasakeh تابع العرض على خشبة المركز الثقافي في الحسكة والتقى المخرج "دحام السطام" حيث قال:

تصور المسرحية ثلاثة أشخاص وجدوا أنفسهم في عرض البحر، على متن قارب للنجاة بعد غرق سفينتهم

«تصور المسرحية ثلاثة أشخاص وجدوا أنفسهم في عرض البحر، على متن قارب للنجاة بعد غرق سفينتهم».

جانب من تفاعل الجمهور مع العرض

ويصف "دحام" الشخصيات بأنها تلعب على تجسيد الواقع على الأرض، فالشخصية الأولى هي الكبير، يؤديها الفنان"عبود الأحمد" وهي تعبّر عن الغطرسة والهيمنة ويؤيدها الشخصية الثانية وهي المتوسط الفنان "بشار الضللي"، الذي ينحاز إلى الأقوى حسب ما تقتضيه مصلحته.

كما يلعب الفنان "عبد الله الزاهد" دور الصغير، الذي يمثل حالة من الرومانسية والسلام والألفة، كلسان حال للعام الفقير، تشاطره العمل زوجتة "جورية الحمد" التي أقحمها على النص المخرج "دحام السطام"، متمرداً على الكاتب البولوني العالمي "سلافومير مروجك"، أما الشخصية الرابعة فهي ساعي البريد ويلعب دورها"محمود معيسر" الذي أصر المخرج على تسميته بالنجم».

بداية العرض

ويقول المخرج"دحام":

دحام مع الفريق خلف الكواليس

«اخترت هذا النص لأن أغراني عندما قرأته، لأنه يحكي الزمن الراهن وما آل إليه الحال من ممارسة الغطرسة وتدخل أصحاب النفوذ العالمي في الشؤون الدولية».

أما عن واقع المسرح في المحافظة يضيف "دحام": «هناك تجارب مهمة في مسرح "الحسكة"، ولغاية هذا اليوم لم نصل إلى المسرح بشكل أكاديمي، فنحن نحاول أن نتعلم المسرح بشكل صحيح».

وبحديثنا عن التطلعات المستقبلية يذكر المخرج: «سوف يتم عرض هذا العمل في "الحسكة" لمدة خمسة أيام متواصلة، من 6-12/2009م، ومن ثم ننتقل إلى "دمشق" لنعرض العمل لمدة أسبوع كامل، ونطمح أن نذهب إلى أبعد من ذلك أي إلى خارج الحدود "السورية"».

الدكتور"فيصل الراشد" مدير المسرح القومي "بالحسكة" يقول:

«شعارنا "بالحب يبنى المسرح"، فكان العمل الأول بعنوان"المنشار يعزف أحياناً" ونحن اليوم بصدد عرض مسرحية"في عرض البحر"».

ويضيف: «أستطيع القول أن ما قدمناه في هذا العام لم يقدمه المسرح القومي في "حلب" منذ عشر سنوات، ولم يقدمه المسرح القومي في "طرطوس" منذ خمس سنوات، أما نحن فقدمنا عملين متكاملين خلال هذا العام، جمعنا فيهما كل كل الممثلين الشباب القدامى وحديثي العهد بالمسرح».

المحامي "عبد الكريم سليمان" يقول:

«إن المسرح القومي تجربة جيدة خصوصاً في "الحسكة" بسبب تأثيرها على المشاهد، مع العلم أنها لا تزال جديدة وفي طور التكوين، ومع كل هذا فهي نقلة نوعية لعين المشاهد التي أدمتها الفضائيات بالبرامج المسفة، أما المسرح القومي فيقدم أموراً هادفة كما تمتاز برتم معين لأنه يعتمد على الكتابات العالمية ذات الطابع "النخبوي"».