تمتاز اللهجة الريفية الساحلية بالعديد من الكلمات التي يعتبرها الكثيرون غريبة، فبعضها ما يزال يستخدم منذ الاحتلال العثماني، وبعضها استحدث لسهولة اللفظ، والبعض يدعي أن اللهجة تختلف باختلاف المياه، وفي اعتقادهم تشكل المياه السبب الرئيسي للنطق بلهجة معينة. وتبقى اللهجة الساحلية لهجة مميزة، تتميز تماماً كما أهلها بالبساطة والسهولة الخالية من التعقيد.

موقع eTartus قام بجولة للتعرف أكثر على بعض مفرداتها.

في البداية عانوا قليلاً، ولكن مع التدريب أصبحت أكثر سهولة

والبداية كانت في قرية "كفر جوايا" التابعة لمنطقة "دريكيش" حيث التقينا فيها السيدة "سميرة مهنا" والتي قالت: «ماذا أخبرك عن لهجتنا، إنها لهجة مثل كل اللهجات تزينها بعض المفردات التي يعتبرها البعض غريبة وغير مفهومة، ولكننا تربينا عليها واعتدناها حتى بتنا نستغرب معها استغراب الناس منها».

سميرة مهنا

  • هل يمكن أن تخبرينا عن بعض تلك المفردات؟
  • ** «هناك "إدعفر": وتعني مَنْ تعثر في الطريق ووقع، وهناك "النتوفة": وتعني الشيء القليل جداً. وهناك "التختية": وهي السقيفة. و"التكاي": أي الوسادة. و"المخل": وهي عصا معدنية طويلة تستخدم لتحريك الصخور الكبيرة. و"الجعيلة": وهي وعاء نحاسي كبير نسلق به "الحنطة". و"الحاكورة": وهي قطعة أرض زراعية صغيرة المساحة وتكون مسورة. و"الخمونة": تعني البناء الترابي المخصص للبهائم ووضع مستلزمات العمل الزراعي».

    أحمد ابراهيم أحمد

    وختمت حديثها قائلة: «هذا ما أسعفتني الذاكرة به، واعذروني أريد أن أكمل طريقي إلى أرض "الشير"- تضحك- قبل أن تسألوني "الشير": تعني الصخور العالية والشديدة الانحدار وهي موجودة في الأرض لذلك نطلق عليها اسم أرض "الشير"».

    ويقول العم "أحمد ابراهيم" وهو من بلدة "حمام واصل": «يوجد لدينا الكثير من المفردات التي أعتبرها تراثية، والحمد لله أن هناك من يحافظ عليها على عكس البعض الذين يغيرونها بعد أن يسكنوا المدينة إنها أصلنا يا "عمي" "كيف بدك يانا ما نعرفها"».

    سهيل العلي

    *هل تذكر بعضها؟

    ** «بل أذكرها كلها.. قيدي عندك لقلك.. "أي ابدأي بالتسجيل لما سأقول" "الدَجـِنْ": هو الطعام القليل. "التنكة": وعاء معدني متوسط الحجم على شكل مستطيل. "السارود": مجرى مياه الأمطار مثل السيل ولكن أقل غزارة. "الحواش": حديقة المنزل. "الرعش أو الرعيشي": جدار طبيعي من الصخر قليل الارتفاع يكون حافة لشيء ما. "الساموك": عمود من الخشب على شكل حرف T يحمل سقف البيت الترابي. "السخلي": أنثى الماعز حديثة الولادة. "النابورة": عصا تستخدم لقطاف الزيتون. "الشموط": ثمرة التين. "الطراحة": الوسادة التي نجلس عليها. "الكاسوحة": منجل صغير يستخدم لقطع الحشائش. "القرقة": الدجاجة الحاضنة للبيض. "الكانون": المنقل الذي يشغل فيه الحطب للتدفئة. "القفة": وعاء يصنع من أعواد الريحان يستعمل في نقل الحنطة المسلوقة وهو كالمصفاة. "الكزلك": النظارة. "كومي": الشيء الكثير. "الدروخ": دالية العنب. "تـَخـِّرْ": ارجع لخلف والكثير من المفردات الأخرى التي لن ينساها أحد».

    ويقول العم "سهيل العلي" من "الشيخ بدر": «هذه المفردات التي تسألين عنها هي أصلنا وتاريخنا ولغتنا اليومية في التعامل مع الناس، فكلمة "خايس": تعني معطل. و"دوارة": تعني الأرض المدورة. "زيعقة": صاعقة وهذه الكلمة شهيرة منذ فيلم رسائل شفوية "الله يبعتلك بزيعقة؟" وكثيراً ما نستخدمها للمزاح. و"زمكّ": شخص صغير الحجم. "زمّـيتي": يعني برد كتير. "زنطر": تعرض لبرد شديد. "شدوق الخبز": كسرة من الخبز. "شراطيط": قطع ممزقة من الثياب. "شلوف": هو الفروج. "شحاري": للتعبير عن المصيبة. "طنجر": زعل. "قلشين": جوارب. "كدوش": قضمة كبيرة. "كهين": أي حقود. "كمشة من الشيء": أي ملء قبضة اليد منه. "مقنصة": مغرورة. "ملبص": وصف للشخص الذي يحل على قوم ولا يعود يتركهم. "يدقدس": يتحرى عن الشيء».

    وفي لقائنا مع الآنسة "هالة علي" وهي خريجة لغة عربية قالت: «إن المفردات الجبلية تعتبر من ضمن اللهجة الساحلية، وكثير من الناس يجهلون مفرداتها، خصوصاً عندما تكون اللهجة ثقيلة أي لم تتطور مع الزمن، ولكن أغلب المفردات في وقتنا الحالي محسنة عما قبل، فالاحتكاك مع أهل المدينة عن طريق الوظائف والتعامل اليومي ساهم في التخفيف من ثقل مفردات تلك اللهجة الجميلة».

    وكما لاحظنا فقد اتجهت الأعمال التلفزيونية مؤخراً إلى بث أعمال كثيرة ناطقة باللهجة المحكية، وقد لاقت رواجاً كبيراً منها "ضيعة ضيعة" و"بارود اهربوا" و"العريضة" و"قمر أيلول"، وللتحدث في هذا الموضوع التقينا المخرج "علي شاهين" وهو مخرج المسلسلات الآنف ذكرها عدا "ضيعة ضايعة" حيث قال: «اللهجة الريفية بسيطة جداً وملأى بالمفردات الجميلة، ونحن اتجهنا إليها في أعمالنا ليس بقصد إبرازها فكاهياً، وإنما نحن نتحدث عن هذه الفئة البسيطة من الناس، وليس من المنطقي أن نجعلهم يتكلمون بلهجة أهل المدينة، وهم يمثلون سكان الأرياف، وكان قصدنا المصداقية في طرح همومهم وقضاياهم».

  • كيف كانت استجابة الممثلين للتحدث بهذه اللهجة؟
  • ** «في البداية عانوا قليلاً، ولكن مع التدريب أصبحت أكثر سهولة».

    وعند لقائنا بالآنسة "ردينا سليمان" قالت: «تعلمت هذه المفردات من مسلسل "ضيعة ضايعة" ومازلت أمازح أصدقائي بها فمثلاً دائماً نقول لبعضنا "كيفك أخوي؟" و"يحرق ديبو متل الطبيعة ملزق" تضحك بشدة إنها مفردات جميلة وأتمنى دائماً أن أسمعها وأحب أن أتابع المسلسلات المحكية بها».