«بدأت زراعة شجرة الكستناء في سورية منذ بداية السبعينيات في موقع "ضهر القصير" في "حمص" و"جبل النبي متى" في "طرطوس" و"برشين" في "حماة" وفي "اللاذقية" في التسعينيات، وعلى نطاق تجريبي مختلط مع غيرها من الأنواع الحراجية "صنوبر ثمري" و"أرز" و"شوح" و"روبينا" و"صنوبر بروتي" بهدف حماية التربة من الانجراف المائي، وحماية المواقع من التعديات».
هذا ما قاله الدكتور "زياد الجباوي" مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لموقع "eSyria" عند سؤالنا له عن تاريخ هذه الشجرة، مضيفاً: «إن مساحة أشجار الكستناء محصورة في منطقة ضهر القصير في حمص، وهي أكثر تجمع لهذه الأشجار في سورية، وهي منطقة محرجة اصطناعياً، حيث يتم جمع ثمار الكستناء في سورية في نهاية شهر تشرين الثاني وتبلغ المساحة المزروعة /702/ هكتار في حين يبلغ عدد الغراس المزروعة /728/ ألف غرسة إضافة إلى أن الإنتاج المتوقع تسعة أطنان ونصف».
إنه شجر طويل من الفصيلة البلوطية ذو لحاء خشبي قوي متين، وكل ثمرة أو اثنتين أو ثلاثة تكون مجتمعة في جيب شوكي واحد
الدكتور "الجباوي" أوضح: «إن معظم المساحات المزروعة بالكستناء في سورية غير قابلة للزيادة بسبب عدم مناسبة الظروف البيومناخية لزراعتها، وهي تحتاج إلى تربة حامضية ذات منشأ بركاني، وجو بارد، وحالياً هناك بعض المساحات المزروعة إضافة لما ذكر في كل من "القنيطرة"، و"السويداء" حيث قام الأهالي بزراعتها، وفي القنيطرة بعضها يحمل ثماراً كاذبة، كما أن مشاتل وزارة الزراعة تحوي نحو /100/ ألف غرسة كستناء».
الموقع أيضاً التقى الإعلامية، والخبيرة في الاقتصاد المنزلي "دعد الأيوبي" حيث قالت: «إنه شجر طويل من الفصيلة البلوطية ذو لحاء خشبي قوي متين، وكل ثمرة أو اثنتين أو ثلاثة تكون مجتمعة في جيب شوكي واحد».
وتابعت قولها: «إن الموطن الأصلي للكستناء في المناطق المعتدلة، كما تزرع في تركيا بشكل كبير وفي مصر أيضاً تسمى "أبو فروة" وقديماً كانت تكثر زراعتها في غوطة دمشق، أما اليوم فزراعتها محدودة جداً، ومعظم ما يرد منها إلى سورية يستورد من تركيا».
وأضافت "الأيوبي": «كانت الكستناء الغذاء الرئيسي للإغريق والرومان وبقيت على هذه الحال حتى زاحمتها البطاطا واحتلت مكانها، وكانت تقدم الكستناء مشوية على موائد الملوك في أوروبا وكانت الثمار تؤكل كحلوى بعد أن تغمر بماء الورد، إلا أن طريقة أكلها كانت بالشي على النار، وفي القرن الثامن عشر ظهرت الكستناء المثلجة في فرنسا "مارون كلاسيه" ومازالت إلى اليوم، وفي أوروبا تعتبر طبقاً رئيسياً ليلة رأس السنة ومن الغريب أننا لا نذكر الكستناء إلا إذا رأيناها في حانوت البائع، مع العلم أنها غذاء رئيسي لأكثر بلاد الدنيا، وكانت طعاماً للغني، والفقير على السواء».
وحول قيمتها الغذائية قالت: «غنية بالنشويات والمواد البروتينية، وتعتبر غذاءً مكملاً "كلور" و"منغنيز" و"بوتاسيوم" كما تحتوي على فيتامين "ب و س" وهي تحافظ على فيتامين "س" بعد الشوي مع العلم أن هذا الفيتامين يتخرب بالحرارة، وهذا يعود للقشرة السميكة الموجودة في الكستناء، كما تعتبر صعبة الهضم نوعا ما، لاحتوائها على النشاء بنسبة عالية لذلك فالحل الجذري لهضمها يجب أن يبدأ من الفم بعملية طحن كاملة تقوم بها الأسنان، والغدد اللعابية
وتوصف الكستناء للأطفال الهزيلين وضعيفي الأجسام، كما توصف للمصابين بالتهاب الكلى لما تقدمه لهم من بوتاسيوم يساعدهم على طرد الفائض من الصوديوم الضار بالكليتين، وذلك عن طريق البول، كما يجب أن يمتنع أو يقلل من تناولها البدين، ويستفاد من منقوع أوراقها كدواء مهدئ للسعال وقابض للإسهال، والجدير ذكره أنه يجب تجريح الكستناء قبل شيها حتى يتم استواؤها بالكامل».
أما حول محاذيرها فأشارت الأيوبي: «لا ينصح بتناولها نيئة لأنها تحتوي على مادة سامة وهذه المادة تتبخر عند الشوي فتزول خطورتها، كما أنها صعبة الهضم عند بعض الأشخاص الذين لديهم مشاكل معوية فلذلك يجب مضغها بشكل جيد».