اختتم طلاب "مدرسة الفن المسرحي" في "دار الفنون" أولى مراحلهم الدراسية ظهر الاثنين 28/12/2009 بمشاهد مسرحية مأخوذة عن مجموعة قصصٍ قصيرة للكاتب الروسي الشهير "تشيخوف" استعرض من خلالها خمسة عشر طالباً ما اكتسبوه من مهاراتٍ أولية في فن التمثيل.

أعدّ المشاهد وأشرف عليها د. "سمير عثمان"، والفنان "جمال منيّر" أستاذا مادة التمثيل في "مدرسة الفن المسرحي"، لتكون بمثابة امتحانٍ للطلاب يتقرر من خلاله من سيجتاز مرحلته الدراسية الأولى التي امتدت لثلاثة أشهر، من ستة مراحل تكون المنهج الدراسي للتمثيل في "دار الفنون".

نحن نعتمد مناهج "ستانسلافسكي" في إعداد الممثل، وما يصب فيها من تجارب وأبحاث، وآخر المعطيات في علم "فن التمثيل"، وكل ذلك يتم تدريسه للطلاب بشكلٍ تفاعلي

حضر العرض مجموعة من الأساتذة، المهتمين، وأهالي الطلاب، ليعيشوا معهم على مدى ساعتين إرهاصاتهم الإبداعية، وتجاربهم الأولى في الأداء أمام الجمهور، والتي اتخذت من أرجاء الفناء الداخلي للدار مكاناً لها، حيث تمت الاستفادة من عناصر البيت العربي المتنوعة، والزوايا المتعددة للرؤيا التي حاول الطلاب استثمارها بكل ما يتوفر لديهم من إمكانات.

أغافيا

موقع eSyria حضر العرض، والتقى المشرف عليه؛ الفنّان "جمال منيّر" الذي حدثنا عن أسلوب التدريب في المدرسة قائلاً: «تم العمل مع الطلاب على مجموعة كبيرة من تمارين التمثيل بإشراف د. "سمير عثمان"، بالإضافة إلى التدريبات التي تشمل الصوت، حركة الجسد، وكل ما من شأنه إطلاق الطاقات التعبيرية الكامنة لديهم، عملنا في البداية على مشاهد من الحياة، وأفكار الطلاب، وفي مرحلة ثانية بدأنا العمل على مجموعة من القصص القصيرة للكاتب الروسي "تشيخوف"، حيث قمنا بتحويلها إلى مشاهد مسرحية، ليخوض الطلاب تجربتهم الأولى في المقاربة بينهم، وبين الشخصيات المكتوبة على الورق، واليوم قدموها للمرة الأولى أمام الجمهور، وهذه مرحلة أولية من العمل الذي ينبغي أن يستكمل في المراحل الخمس القادمة، مع إضافة مواد وخبرات أخرى تتعلق باستخدام أدوات الممثل الفيزيولوجية، وحسـّه الإبداعي، وعوالمه الداخلية، وكيفية قراءة الدور والتعامل معه، وأعتقد أن معظم الطلاب أدوا ما طلب منهم بشكل جيد، وسيخضع أداؤهم اليوم لجلسات نقاش من قبل الأساتذة ليقرروا من خلالها من تمكن من اجتياز المرحلة الأولى».

كما حدثنا "د. سمير عثمان" عن مناهج التدريس المتبعة في "مدرسة الفن المسرحي" قائلاً: «نحن نعتمد مناهج "ستانسلافسكي" في إعداد الممثل، وما يصب فيها من تجارب وأبحاث، وآخر المعطيات في علم "فن التمثيل"، وكل ذلك يتم تدريسه للطلاب بشكلٍ تفاعلي».

فانكا

ويعتبر "د. عثمان" الموهبة المعيار الأساسي لقبول الطلاب في المدرسة، مع المرونة في شرط العمر مقارنة بشروط "المعهد العالي للفنون المسرحية"، حيث يتم قبول الطلاب في "مدرسة الفن المسرحي" بين عمر السبعة عشر عاماً، وعمر الثلاثين، وقال: «نستهدف بشكل أساسي صقل المواهب الموجودة عند الطلاب».

وأضاف: «وجود المعاهد أو المدارس الخاصة التي تدرس فن التمثيل أمر في غاية الأهمية لخلق الجو التنافسي في هذه المهنة الإبداعية، مع إتاحة المجال للموهوبين ممن لم تتح لهم فرصة القبول في المعهد العالي لأسباب مختلفة، وتمثل المعاهد الخاصة برأيي وجهة نظر أخرى غير وجهة النظر السائدة في "المعهد العالي للفنون المسرحية"، ونريد أن نثبت من خلال هذه التجربة في "دار الفنون" أن خريجي المعاهد الخاصة سيكون لهم مكانهم الجدير بهم على الساحة الفنية».

المغفلة

وتتفاوت دوافع الطلاب للدخول إلى "مدرسة الفن المسرحي"، إلا أن من التقينا بهم أجمعوا على أنهم استفادوا من الالتحاق بهذه المدرسة، لاسيما على مستوى المناهج الدراسية المتبعة، وإليكم ما رصدناه من انطباعات الطلاب؛ يقول "ميسم ماضي": «تساعدني هذه الدورة على التحضير لامتحانات "المعهد العالي للفنون المسرحية"، خاصة فيما يتعلق بأداء المونولوج، وكيفية التعامل مع الجمهور، في المراحل السابقة لم أكن اشتغل على النص، وكيفية الاستئثار باهتمام المتلقي، بدأت الأمور تصبح أسهل بالنسبة لي، بالإضافة إلى التمارين المهمة التي تلقيناها على يد أساتذة كبار فيما يتعلق باستخدام الصوت، والجسد».

وتقول "لارا سعادة": «سبق لي الدراسة في معاهد خاصة، لكنها تجربتي الأكثر واقعية في التعامل مع فن التمثيل، خاصة حينما أديت مشاهد مأخوذة عن "تشيخوف"، ووجود مشرف مثل "د. سمير عثمان"، والأستاذ "جمال منيّر" أضاف لنا الكثير من الخبرات، فالدكتور "عثمان" كان يفاجئنا دائماً بطريقة تفكيره في إعداد الممثل، رغم أننا كنّا ندرس على نفس المنهج في معاهد مماثلة».

"علاء ديار بكرلي": «استطعت من خلال هذه الدورة تجاوز كل الأخطاء التي كانت موجودة لدي كممثل في تجارب مسرحية سابقة، بفضل إشراف "د. سمير عثمان"، استفدت كثيراً على صعيد الصوت والإلقاء والتحكم بالجسد، ويمكنني القول أننا بدأنا من الصفر، وأعتقد أن "مدرسة الفن المسرحي" قدمت وستقدم لي ما أحتاجه من خبرات في هذا المجال، فالأساتذة هنا هم نفس أساتذة "المعهد العالي للفنون المدرسية"».

ونختم مع "كنان حميدان": «تطوّر أدائي كثيراً عبر هذه التجربة من خلال الدروس، والملاحظات، والمتابعة المباشرة من "د.عثمان"، وأعتقد أنني أصبحت أكثر استعداداً للتقدم مجدداً إلى امتحانات المعهد العالي، وأكثر ما استفدت منه؛ التعامل مع النصوص الواقعية، وفرصة أداء المشاهد أمام الجمهور».

بقي أن نذكر أسماء الأساتذة في "مدرسة الفن المسرحي"- "دار الفنون"؛ مادة التمثيل:

"د. سمير عثمان، جمال منـّير"، التمثيل أمام الكاميرا: "غطفان غنوم"، أدب مسرحي: "نديم محمد"، بانتوماين وليونة: "مازن منى"، الصوت: البروفيسور الروسي "فيودور"، وكلهم أساتذة في "المعهد العالي للفنون المسرحية".