شجرة "عيد الميلاد" رمز من رموز العيد الذي يحتفل به في كل أنحاء العالم. حيث ترى البيوت والكنائس تحتضن في إحدى زواياها شجرة مضيئة ترحب بقدوم العيد. عن رمز الشجرة لهذا العيد ومصدره التاريخي يحدثنا الباحث في التاريخ والتراث الأستاذ "محمود محفوظ سمور": «بدايةً، يرتبط تقليد شجرة الميلاد بالأعياد الرومانية وتقاليدها، ثم قامت المسيحية بإعطائها معان جديدة، فقد استخدم الرومان شجرة "شرَّابة الراعي" كجزء من زينة ميلاد الشمس التي لا تُقهر. ومع تحديد عيد ميلاد السيد المسيح يوم 25/ كانون الأول أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمَّ اعتبار أوراقها ذات الشوك، رمزاً لإكليل "السيد المسيح" وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المهراق من أجل خلاص البشر».

يكمل "سمور": «ثم تطور هذا التقليد حول هذه الشجرة انطلاقاً من حَدَث هروب "العائلة المقدسة" من "فلسطين" إلى "مصر". فقد تناقلت رواية مفادها أن جنود القائد الروماني "هيرودوس" الحاكم في "فلسطين" كادوا أن يقبضوا على "العائلة المقدسة" غير أن إحدى شجرات الراعي مدَّدت أغصانها وأخفت العائلة. فكافأها الرب بجعلها دائمة الخضار وبالتالي رمزاً للخلود، بالطبع، ليست هذه القصة حقيقية وإنما أتت كجزء من محاولات إضفاء الطابع المسيحي على عيد كان بالأساس وثنياً».

أول شجرة ذُكرت في وثيقة محفوظة إلى اليوم كانت في "استراسبورغ" سنة 1605م. ولكن أول شجرة ضخمة كانت تلك التي أُقيمت في القصر الملكي في "انكلترا" سنة 1840م على عهد الملكة "فيكتوريا". ومن بعدها انتشر بشكل سريع استخدام الشجرة كجزء أساسي من زينة الميلاد

وعن استخدام الشجرة يقول "سمور": «أما استخدام الشجرة فيعود حسب بعض المراجع، إلى القرن العاشر في "انكلترا"، وهي مرتبطة بطقوس خاصة بالخصوبة حسب ما وصفها أحد الرحالة العرب، وهذا ما دفع بالسلطات الكنيسية إلى عدم تشجيع استخدامها. ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكال مختلفة في أوروبا خاصة في القرن الخامس عشر في منطقة "الألزاس" في "فرنسا"، حين اعتبرت الشجرة تذكيراً بشجرة الحياة الوارد ذكرها في سفر التكوين ورمزاً للحياة والنور. ومن هنا كانت عادة وضع الإنارة عليها، وقد تمَّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش».

شجرة الميلاد

ينهي "سمور" حديثه معنا بقوله: «أول شجرة ذُكرت في وثيقة محفوظة إلى اليوم كانت في "استراسبورغ" سنة 1605م. ولكن أول شجرة ضخمة كانت تلك التي أُقيمت في القصر الملكي في "انكلترا" سنة 1840م على عهد الملكة "فيكتوريا". ومن بعدها انتشر بشكل سريع استخدام الشجرة كجزء أساسي من زينة الميلاد».

هكذا وأصبحت شجرة الميلاد إحدى الرموز الأساسية التي ترمز إلى الخصوبة والإنارة ورمزاً للمحبة والسلام.

محمود سمور
أضواء العيد