من صعوبات التعامل مع المستوردين ومتطلبات الزبائن لأفضل مستويات الجودة، إلى ضرورات السفر للتعرف على الشركات المنتجة، وبعض المعوقات في الحصول على الكميات التي تحددها، وصولاً إلى إنشاء مصنع بإنتاج سنوي يصل إلى مليون ونصف زوج من الأحذية الرياضية.
هي رحلة ما يزيد عن عقدين من الزمن، خاضها السيد "كمال أحمد" والسيدة "جميلة الموعي" في مجال العمل بالتجهيزات والأدوات الرياضية، وهما اليوم يتحدثان لموقع eTartus عن الصعوبات التي واجهتهما خلال هذا العمل للوصول إلى ما يناسب نشاطهما التجاري وحاجة السوق.
تعاملنا مع مستوردين وموزعين رئيسيين لهذه الأدوات والتجهيزات، فظهرت مشاكل تتعلق بمستوى الجودة في قسم من البضائع التي يستوردونها، مما سبب بعض الإشكالات مع الزبائن، وهذه الصيغة من التعامل أجبرتنا على التوجه نحو الاستيراد
يقول السيد "كمال أحمد" عن العمل بالتجهيزات الرياضية: «بدأنا في الثمانينيات، فلم تكن هناك مراكز مشابهة».
ويضيف: «تعاملنا مع مستوردين وموزعين رئيسيين لهذه الأدوات والتجهيزات، فظهرت مشاكل تتعلق بمستوى الجودة في قسم من البضائع التي يستوردونها، مما سبب بعض الإشكالات مع الزبائن، وهذه الصيغة من التعامل أجبرتنا على التوجه نحو الاستيراد».
لتوفير كافة التجهيزات المطلوبة بالجودة والأسعار المناسبة كان لا بد من اختيار شركات منتجة للتعامل معها بشكل مباشر كما يبين: «قادتنا الظروف للسفر إلى عدة بلدان للتعرف على الشركات ومنتجاتها، فبعد التواصل مع عدة شركات ومراسلتها اهتدينا إلى ماركة Pro-Supra التايوانية، ولها عدة مصانع في "تايوان" والسوق الحرة في "الصين".
برهنت هذه الشركة منذ بداية تعاملنا معها خلال عام 2002 على مصداقيتها، احترامها للمستهلك، اعتدال أسعارها، دقة صناعتها والجودة العالية لمنتجاتها والمواد الأولية المصنعة منها مع سلاسة الأداء، وهي من الشركات السباقة إلى ابتكار الأجهزة الحديثة».
بالإضافة إلى الجودة واعتدال الأسعار، توفر أجهزة المعالجة الفيزيائية الحديثة وإمكانية تحديث جميع التجهيزات بحسب طلب التاجر هو كل ما يبحث عنه، كما يوضح: «تقوم هذه الشركة من خلال خبراء ومعالجين فيزيائيين بتطوير الأجهزة وتصنيع أجهزة خاصة بمراكز "المخزن الكبير" بما يتناسب مع المتطلبات المتطورة في المعالجة الفيزيائية أو تحديث هذه الأجهزة.
وقد اكتسبت شهرة عالمية من خلال تميز منتجاتها واشتراكها بالمعارض الدولية، حيث أصبحت تصدر منتجاتها لأكثر من خمسين دولة».
كمرحلة بدائية في عملية الاستيراد قد يبدو التعامل مع الشركة معقداً، لكن لا بد من تجاوز هذه المرحلة لتوفير التجهيزات المطلوبة: «واجهتنا بداية بعض الصعوبات التي تتعلق بكميات البضائع المصنعة خصيصاً لمراكزنا في "سورية"، وهذا يتطلب مبالغ ضخمة ومستودعات كبيرة، حيث يجب شراء كميات محددة من كل صنف.
وقد تجاوزنا هذه الصعوبات من أجل تلبية متطلبات الزبائن والسوق المحلية، وأصبح لدينا فرع في محافظة "اللاذقية"».
وبما يتعلق بوصول هذه المنتجات إلى داخل القطر فكل شيء على ما يرام بالتقيد بالقوانين المطبقة: «يقتصر نشاطنا التجاري على القطر، وبما يتعلق بقوانين التجارة والاستيراد فنحن نلقى كل التشجيع من خلال التسهيلات الجمركية لتقيدنا بقوانين "وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية" والقوانين الجمركية، وأهمها ذكر مواصفات القطعة ومصدرها».
يستمر المشروع التجاري، لكن وجود مشروع صناعي يلبي جزءاً من التجهيزات المطلوبة كان الحل الأمثل لمزيد من الاستقلال في هذا المجال: «من خلال تجارتنا في مجال التجهيزات الرياضية ومن ضمنها الأحذية الرياضية، لاحظنا سوء صناعة الأحذية الرياضية المحلية، إضافة إلى ارتفاع التكاليف الجمركية المستوردة بالنسبة لها، فولدت فكرة إنشاء مصنع أحذية رياضية ذات جودة عالية، وحصلنا على الترخيص اللازم وفق أحكام المرسوم رقم ثمانية، وأصبحنا في طور تشييد البناء، حيث سيتم إنشاء البناء عن طريق شركة "الزامل" السعودية».
إنتاج يلبي حاجة "المخزن الكبير" وغيره من المراكز المشابهة، إضافة إلى التصدير وفرص العمل: «سيتم تشغيل هذا المعمل بثلاثة خطوط متكاملة لينتج جميع أنواع وموديلات الأحذية الرياضية الحديثة والمواكبة للتطور، ويشغل 485 عاملاً في الواردية الواحدة على هذه الخطوط، بإنتاج مليون ونصف زوج من الأحذية الرياضية سنوياً، والإنتاج سيعد للتصدير وللسوق المحلية، وموقعه قرية "يحمور"».
إمكانية تطوير وتحديث التجهيزات المتوفرة لدى الشركة التايوانية، إضافة إلى اعتمادها على أصحاب الخبرة في هذا المجال هو ما ساهم في استمرار تعاملهم معها، كما تبين السيدة "جميلة الموعي": «من ضمن أجهزتنا توجد أجهزة ينصح بها أطباء المعالجة الفيزيائية لمرضاهم، ولهذا نحن حريصون على الحفاظ على تلبية متطلبات الزبائن بمختلف شرائحهم وحاجاتهم للأجهزة، حيث يمكن تعديل تفاصيل الأجهزة التي نختارها قبل شرائها بالتنسيق مع الشركة، مثل تحديث أجهزة التدليك اليدوية والكهربائية والمناسبة للتشنجات».
وذلك يشمل أيضاً الأدوات البسيطة وكل ما يتعلق بالألعاب الرياضية: «جميع المنتجات التي نستوردها خصصت لمركزنا "المخزن الكبير" بنسبة حوالي 90 % وما تبقى عبارة عن مكملات من مستوردين.
تخضع التجهيزات والأدوات في مراكزنا إلى فحوصات واختبارات منوعة للتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة التي نريد توفيرها للمستهلك، وتضم كافة المستلزمات الرياضية من لباس وأحذية وأدوات بسيطة بأنواعها إلى التجهيزات الرياضية، بما يلبي الحاجات المنزلية والأندية الرياضية الحديثة».
إلى جانب تجارة الأجهزة والأدوات الرياضية، تحدثنا مع رواد هذه التجهيزات في المحافظة عن مشروع إضافي يمكن أن يوفر الكثير من فرص العمل، ويؤدي إلى زيادة الإنتاج المحلي من مواد البناء، توضح عنه قائلة: «قمنا بتوقيع عقد مع شركة صينية في العاصمة "بكين" لصناعة الحديد المغلفن، وما زالت المراسلات جارية مع الشركة الصينية حول هذا الموضوع، حيث تتم دراسته والاتصال بنا بين الحين والآخر للاستفسار عن بعض المواضيع مثل تكلفة ك و/سا من الكهرباء أو تأمين المياه وغيرها».