حين تكون الضحكة هي من يفرض الحضور في اللقاء، وحين يكون مافي رأس الضيف عميقاً ودافئاً إلى الحد الذي يأسرك، يكون كل شيء بعد ذلك سهلاً.. بسيطاً.. ومليئاً بالدفق.
"هني السيد" هي واحدةٌ من أكثر الشخصيات الإذاعية التي تنقل إليك عدوى الفرح والأمل والطاقة حين تسمع صوتها عبر الأثير، فكيف إذا كان ذلك عبر لقاء شخصي؟
(eSyria)كان معها بتاريخ 23/11/2009 في مكان عملها في إذاعة المدينة(FM) وكان الحوار التالي:
**"قبل افتتاح الإذاعة كنت في حوار مع صديقي "ميشيل سكر" الذي يترأس إدارة الإذاعة الآن، وكان محور ذلك الحديث إنشاء محطة إذاعية ذات اتجاه لايشبه أحداً، وليست حسب المعتاد، كان ذلك قبل خمسة سنوات من تاريخ اليوم فقبلت العمل بشرط وحيد: أن أكون أنا "هني السيد" بشخصيتي وبكل ماأحمله في داخلي، وهذا ماحدث فعلاً ،حيث بدأت العمل بدوام جزئي في بداية الأمر، ثم أصبح مستمراً بعد سنة واحدة من افتتاح الإذاعة وكان برنامجنا الذي تسمعونه كل يوم: Good Morning Syria
*هل تعتقدين أن الموهبة هي التي تساعد على التطور أم أن دراستك للإعلام في "الجامعة الأمريكية " في "لبنان" ساعدك أكثر؟
**"أنا تخرجت من قسم الإعلام لكن ذلك لم يكن الأساس في عملي، الدراسة تعطي الفكرة والقاعدة للعمل، وهي ساعدتني كثيراً ووسعت معلوماتي، لكن حتى القواعد تتغير.
الخبرة والبحث عن الجديد من أجل التطور هما الأساس، ومع ذلك لابد من توفر الموهبة أولاً.. والصدق ثانياً."
*ماهي الصعوبات التي واجهتك حتى الآن أمام هذا الجهد والمثابرة؟
**"العمل إن لم يواجه صعوبات فلن يكون هناك تحديات، وأنا حين بدأت كان في ذلك مجازفة كبيرة لتقديم الجديد بشكل كامل بمعنى أن يعمل هذا الجديد على قلب الموازين ليسترع انتباه الناس.
إن الاستمرار والتميز في العمل حتى هذه الساعة هو الذي استمر، لذلك كان علينا جميعاً في إذاعتنا أن نعرف الإجابة عن الأسئلة التالية: هل نلفت انتباه المستمع؟ هل يتقبلنا؟ وهل يستمر معنا؟
قد يكون لكل واحد يعمل هنا برنامجه الخاص، وجمهوره الخاص، لكننا جميعاً في (المدينة FM ) نملك نفس الصورة في العمل، ونفس الهوية، ونفس الرسالة."
"الصعوبة هي الشيء العادي وليس الأساس، هدفنا إعطاء المستمع التسلية الايجابية، فاخبارنا إيجابية، وطريقتنا بإيصال الرسالة إيجابية، ونحن نتعامل مع المستمع وكأنه واحد منّا لذلك يكون الاحترام متبادلاً، وكذلك الحب.
نحن لانحاضر بالمستمع وإنما نستمع له ونحترم مايقوله ونوصل إليه رسالتنا بمحبة وعفوية."
*كيف تتعاملين مع معجبيك من المستمعين؟
**"هم كل حياتي، ولن يكون لي وجود دونهم، فهم الدافع لي، وهم الحماس الذي يقويني، وهم يرونني حسب مايصلني من رسائلهم طاقة ايجابية لهم، لكني أنا أيضاً آخذ منهم هذه الطاقة ولو كان ذلك عبر السمع. هم يحسون بي حتى حين لاأكون بمزاج جيد فأراهم يرسلون الرسائل بتتابع غريب ويطلبون أن أضحك، وهذا مايعطيني القوة للعمل والحب لهم."
"أحيانا يتصلون بي ليطلبوا دعائي لهم بالتوفيق وأن أمدهم بكلمة ايجابية تضيء نهارهم، أنا دوري أن أجعل الجميع إيجابياً ليعيش الأمل فأؤكد عليهم أن يكونوا كذلك."
"نحن لسنا فرديين، والواحد فينا يستطيع أن يؤثر على كل الذين حوله بشكل جيد إذا كان هو كذلك. إن ذلك كرجفة فراشة في "إفريقيا" مثلاً لكنها تشكل عواصف في مكان آخر."
*كيف يؤثر هذا التفاعل في حياتك؟
** "أنت تعرفين أن الكلمة الحلوة تؤثر بنا جميعاً، والاعلامي في النهاية هو شخص من المجتمع الذي آمن به، وأنا حسب برنامجي الصباحي المستمر منذ خمسة أعوام استطعت أن أكون مع جمهوري بالتزام لم يثنيني فيه حتى المرض عن القدوم لأكون معه مازاد من شعوري بالمسؤولية اتجاهه خصوصاً حين أرى اهتمامهم ورغبتهم الحقيقية بنقل مشاكلهم وأحزانهم لأجد لهم الحلول ماجعلني لاأتوقف أبداً عن المزيد من القراءات في "علم النفس" و"الروحانيات".
"إن التزامهم في سماع برنامجي هو مؤشر التزامي معهم وهذه هي سعادتي."
*إن التنوع في الحديث بين اللغتين العربية والانكليزية وخصوصاً باللهجة الأميركية ساعد في توسيع دائرة المستمع ليشمل الأجانب المقيمين في "سورية" فكيف ترين الأمر؟
**"اللغة تعني احترام الآخر حين نتحدث بها، وانا أتعامل مع الناس باحترام لأني أعرف أنهم يستطيعون فهمي وأنهم يستمعون لي. الكلمة الطيبة التي أقولها لمستمعي أقولها من القلب.. وبكل الصدق، وهكذا أصل إلى قلوبهم، وعندما نعطي من قلبنا دون انتظار الأخذ نأخذ المزيد."
"نحن نحتاج التغيير كثيراً، والناس تزداد محبتها لكنها تريد الجديد، لذلك لابد من التطوير ولابد معه من الحذر كي نستمر."
*كم ساعدك هذا العمل على إغناء تجاربك في الحياة؟
**"كثيراً وعلى كل الصعد، فالإذاعة لها الفضل الكبير على كل حياتي سواء بعلاقتي مع الإدارة، أو الزملاء، أو المستمعين، لقد تغيرت حياتي من خلالهم، وواجبي مع كل هؤلاء أن أغير حياتهم بالأمل."
*كيف يتم التحضير لبرنامجك، وكم يستغرق ذلك؟
** "هناك تحضيران دائمان : التحضير الصباحي ومايتعلق به من أخبار الاقتصاد، والطقس، والأعمال، والأبراج، والمحليات، والتحضير الثاني الذي يأتي بعد انتهاء البرنامج حيث يبدأ العمل الجدي للغد وهو الذي أبدأ فيه بالبحث، والقراءة، والمتابعة، والاهتمام بما يتعلق بالناس من مواضيع يريدون أن يسمعوها، والشخصيات التي سأقابلها،، والمتابعة مع المعلنين، لذلك علينا إرضاء جميع الأطراف للتواصل مع الجميع."
*هل هناك أية اضافة تودين أن تخبرينا بها؟
"هناك أمر أحب أن أضيفه وهو أن الإعلام الأجنبي وأقصد هنا المحطات الأجنبية(CNN,BBC,FOX NEWSوجريدة الفيغارو الفرنسية) اختاروا إذاعة (المدينة FM) ليتحدثوا من خلالها عن التغيير والتجديد الاعلامي في "سورية" من خلال عمل ريبورتاجات عن "سورية" وعن الاعلام الخاص في "سورية"لما أحدثته هذه الإذاعة من ضجة إيجابية من خلال احصائيات الاستماع لإذاعتنا وماشاهدوه من روح التعاون والمحبة التي تجمعنا سوياً داخل هذا المكان، ومن خلال أحدث الأجهزة التكنولوجية في استوديوهاتنا، ومن خلال روح الشباب التي نحملها في قلوبنا لمستمعينا. إننا نعمل بيد واحدة، لأن أساس النجاح لأي عمل هو التعاون. والقاعدة لأي شركة نجاحها، وماأحب قوله في النهاية: أحبوا أنفسكم.. آمنوا بها.. احترموها وكل شيء بعد ذلك ممكن."
التقينا السيد "ميشيل سكر" ليحدثنا عن "هني السيد" كما يراها في العمل فقال: "هي انسانة عذبة، ضحوكة، وذات طاقة عالية، وفوق ذلك هي نشيطة ومثابرة من الطراز الرفيع، ولاتمل العمل أبداً مهما كانت الظروف التي تواجهها، ونحن بحاجة لأن نعيش ذلك في ساعات الصباح الأولى، وكانت "هني" هي النموذج الممتاز لهذه الحاجة. لقد استطاعت بلهجتها "الشامية" ولغتها "الانكليزية" أن تتواصل مع الجميع لدرجة أن المستمعين أنفسهم كانوا يأتون إلى إذاعتنا ويكونوا معنا على الهواء. إنها صديقة للمستمعين وليست مذيعة. باختصار شديد: "هني" هي الضحكة."
أما السيد "عبد الله شعبان" مديرالبرامج والبث في الإذاعة فقال :" في البداية تخوفنا من موضوع الحديث باللغتين العربية والانكليزية لكن ببراعة "هني" وصدقها وتجاوبها مع الجميع استطعنا إقناع الجميع أن "سورية" قادرة على التواصل مع الجميع سواء في الداخل أو الخارج والدليل حصولنا على عدة جوائز من إذاعات أجنبية مهمة في العالم.
أنا لاأستطيع أن أقول عن "هني" إلا أنها إنسانة وهذا يكفي."