في زمن تتحول فيه جميع وسائل وأنظمة التعلم والبحث العلمي إلى أنظمة إلكترونية، يقع على عاتق الشركات البرمجية السورية المزيد من المهام والمسؤوليات لخلق بيئة تعليمية محلية تناسب ثقافتنا، لتلبية المتطلبات المحلية في التعلّم، خاصة وأن تجربة استيراد وسائل التعلم من دول أخرى وأخذها كما هي دون دراسة التبعات بات اليوم يشكل خطراً كبيراً على أطفالنا وعلى مستقبلنا.
وتعدُّ شركة "الموسوعة المعلوماتية" الشركة السورية الوحيدة المرخصة والتي تقوم بصناعة برمجيات تعليمية، وهي عضو في منتدى صناعة البرمجيات في الجمعية السورية العلمية للمعلوماتية منذ ثلاث سنوات.
بدأنا بصناعة برمجيات بسيطة، كنّا نبيعها لشركات لبنانية وسعودية، ومن ثم قمنا بدراسة تسويقية فوجدنا في السوق السورية سوقاً واعدة، وكنّا بحاجة إلى ضمانات، وبالفعل استفدنا من صدور قانون الحماية الفكرية، الذي مهّد لانطلاقتنا في السوق السورية
موقع eSyria زار مقر شركة "الموسوعة المعلوماتية" في حيّ "العادية" بحماة بتاريخ 7 تشرين الثاني 2009 والتقى بمدير الشركة المهندس "وسام العموري" والذي حدثنا عن بدايات التأسيس قائلاً : «بدأت الفكرة منذ أيام الدراسة في الجامعة، كنّا مجموعة من مهندسي "الحاسبات" قررنا إطلاق مشروع يحمل اسم "الموسوعة"، تقاسمنا العمل لبناء هذه الفكرة ، فاختص كل مهندس منّا في أحد مجالات البرمجة وقواعد البيانات والتصميم، واستمرينا من خلال هذا العمل، لكن الظروف شاءت بأني الوحيد الذي بقي منهم في سورية أما باقي فريق العمل فوجدوا لهم عملاًً خارج القطر، فأسست الشركة عام 1994م».
وأضاف "العموري": «بدأنا بصناعة برمجيات بسيطة، كنّا نبيعها لشركات لبنانية وسعودية، ومن ثم قمنا بدراسة تسويقية فوجدنا في السوق السورية سوقاً واعدة، وكنّا بحاجة إلى ضمانات، وبالفعل استفدنا من صدور قانون الحماية الفكرية، الذي مهّد لانطلاقتنا في السوق السورية».
وعن منتجات الشركة قال مدير شركة "الموسوعة المعلوماتية": «تعمل شركتنا في ثلاث اتجاهات، الاتجاه الأول هو اتجاه تعليمي للأطفال، وقد بدأنا بقصص الأطفال من خلال أقراص تعليمية، تطبق نظرية التعلم عن طريق اللعب. الاتجاه الثاني هو اتجاه تعليم اللغات الأجنبية، من خلال برامج متخصصة وعلى مستوى العالم العربي، حيث بتنا ننافس في السوق العربية، ولدينا تعاقدات مع شركات سعودية وإماراتية وعراقية، بالإضافة إلى البرامج التعليمية الخاصة بالمدارس. الاتجاه الثالث هو تعليم برامج الكمبيوتر، وهو ما نقوم بتصديره إلى خارج سورية، ويتم صناعته من قبل محترفين ومن خلال الأمثلة التفاعلية».
وعن ماهية المنتجات برمجياً وامتداداتها قال "العموري": «برامجنا ليست برامج مشاهدة بواسطة الفيديو، بل هي برامج تفاعلية تطبيقية، وفيها ذكاء صنعي، حيث يتم تخزين المراحل التي أجتازها الطفل ونتيجته، كذلك يتم إخضاع الطالب لمجموعة من الاختبارات، ومن خلال نظام خطوات، حيث لا يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية إلا بعد اجتياز المرحلة الأولى».
وعن طموح "الموسوعة المعلوماتية" قال مدير الشركة ومؤسسها "وسام العموري": «طموحنا كبير، وبما أننا بدأنا عندما لم يكن هناك أي شركة مختصة بصناعة البرامج التعليمية في سورية، فنحن أدرى بمتطلبات السوق السورية حالياً، ومستقبلاً، وعام 2009 كان العام الأنجع لنا عربياً، حيث استطعنا الدخول إلى عدة أسواق عربية، وهناك مفاوضات لدخولنا أسواق أخرى، وهذا ليس سوى البداية».
من الجدير بالذكر أن شركة "الموسوعة المعلوماتية" سيكون لها مشاركة من خلال منتدى صناعة البرمجيات في معرض شام 2009.