بقايا آثار دارسة، وخرب لم يبقى منها سوى أبنية متهدمة وقطع فخارية متناثرة وغيرها من الأدوات التي تشهد أن هذه المنطقة كانت عامرة بالحياة منذ أقدم العصور، كل ذلك يشكل عنوانا لمدينة "الحارة" التي زارها موقع eDaraa والتقى فيها الأستاذ "هايل البركات" ليحدثنا عن أهم الخرب التي تحيط بهذه المدينة وعن أهم معالمها، فعن هذه الخرب يقول:

«تحيط "الحارة" ومن جميع جوانبها الخرب الأثرية ومن أهم هذه الخرب هي "خربة اللطيم" تقع شمال شرق "الحارة" بنحو(3,5 كم ) وإلى الشرق منها "عين الدير" امتدادها شمالي جنوبي (2كم×1كم)، ترتفع عما يجاورها ( 10 ـ 15 م) انحدارها من الشمال نحو الجنوب حيث يلاحظ انتشار وتوزع المباني الأثرية في تجمعات متباعدة تتصل مع بعضها بمسالك مرصوفة بالحجر، وهذه المباني متهدمة لم يبق منها إلا الجدران والأكوام الحجرية، وينتشر على سطحها كسر الفخار والزجاج وهي تعود لفترات قديمة, يوجد فيها عدة برك مائية، دمرت في نهاية العصر العباسي من قبل قبائل غزت المنطقة أثناء الغزو المغولي، فحين قام المغول بقتل النساء والأطفال راحت النساء تلطم على وجهها الأمر الذي أخذت منه هذه الخربة اسمها».

ومن الخرب المهمة أيضا يوجد"خربة دير السوج"و تقع جنوب مدينة "الحارة" بـ (5كم) يحدها غرباً وادي "العلان" الذي يبعد عنها 1كم, فيها بقايا أبنية قديمة، تقع ضمن أرض مرتفعة، يوجد فيها عين ماء قديمة تسمى "عين مرداش" طمرت مع مرور الزمن يستدل على ذلك من القول النبطي التالي : تمر الهدايا من بين ذقني وشاربي واتحسبونا يا أخوي حرف لاش لا بد من ارمش العــين ما يــــمر وينوخ ذلوله على عيــن مرداش

وهناك أيضا:« "خربة ماما" التي تقع إلى الشرق من "الحارة" بـ (3 كم )و ترتفع (760 م) عن سطح البحر، إلى الجنوب منها نبع صغير يسمى "بئر الحجل" ( نسبة إلى طائر الحجل الذي يرد الماء فيها), والخربة بكاملها تقع على السفوح الشرقية لتل "الديرة" الذي يرتفع (54م) والذي ينحدر نحو الشرق، يوجد فيها بقايا لأبنية قديمة ينتشر على سطحها كسر فخارية وزجاجية مختلفة، والخربة محاطة بسياج من كل أطرافها، و إلى الشرق منها بركة ماء وجنوبها بركتي ماء وإلى الغرب منها تجمعات مائية، مرت الخربة بمراحل تاريخية مختلفة». يضيف الأستاذ "هايل"فيقول:«ومن الخرب المهمة أيضا يوجد"خربة دير السوج"و تقع جنوب مدينة "الحارة" بـ (5كم) يحدها غرباً وادي "العلان" الذي يبعد عنها 1كم, فيها بقايا أبنية قديمة، تقع ضمن أرض مرتفعة، يوجد فيها عين ماء قديمة تسمى "عين مرداش" طمرت مع مرور الزمن يستدل على ذلك من القول النبطي التالي :

خان الحلابات

تمر الهدايا من بين ذقني وشاربي واتحسبونا يا أخوي حرف لاش

لا بد من ارمش العــين ما يــــمر وينوخ ذلوله على عيــن مرداش».

الاستاذ هايل البركات

وعن أبرز معالم المدينة يقول الأستاذ "هايل":«وجد على قمة "تل الحارة" بقايا معبد يوناني (روماني) هلنستي، أصبح مع الأيام مزاراً يقال له "عمر شهيد"، كنا في طفولتنا نشارك الآباء والأجداد في الصعود إلى هذا المزار للدعاء والتقرب إلى الله من أجل سقوط الأمطار أو شفاء مريض، يتجه هذا المزار إلى الشرق، طوله حوالي 6م وعرضه يزيد على 4م، ويوجد له ثلاث نوافذ صغيرة، وفي الطرف الغربي من "تل الحارة" يوجد مغاور وكهوف وجدت فيها آثار نبطية،كما عثر على مدافن قديمة إضافة إلى بعض الأدوات كالأسرجة الفخارية والأواني الزجاجية الصغيرة وبعض القطع التي كانت تستخدم للزينة، إن موقع التل الحصين قد منحه أهمية ممتازة منذ القدم،يظهر ذلك من خلال ارتباط القرى المجاورة به، بواسطة طريق رومانية مرصوفة، ماتزال آثار هذه الطريق باقية تحكي أهمية تاريخ هذه المدينة».

يعد "خان الحلابات" من أهم معالم مدينة الحارة وعنه يقول الأستاذ "هايل":«يوجد في الجهة الغربية لمدينة "الحارة" خان قديم بني بطرقة هندسية رائعة يدعى "خان الحلابات"، بناه خلفاء بني أميه كنقطة استراحة لهم أثناء الصيد أو حين ذهابهم إلى فلسطين، وكذلك مركزاً لنقل البريد، وهو يلي سلسلة من الخانات التي تبدأ من "دمشق" ثم "خان دنون" ثم "خان دير البخت" ثم "خان الحلابات" بالحارّة ثم "خان سهل مرج ابن عامر" في "فلسطين" وصولاً إلى "القدس"، يقع هذا الخان على أرض فسيحة وبالقرب من "وادي العلان"، يزوره السياح والمتنزهون للتمتع بمناظره الجميلة والهواء المنعش نظرا لوقوعه قرب "سد الهجة"، يحتوي هذا الخان على مقبرة قديمة، يعتبر "خان الحلابات" واحد من عدة أبنية تحمل نفس الطراز، فهو مبني على أربع قواعد إرتكازية تحمل قوسين متقاطعين، البعد القطري بين القواعد 9م».

مدينة الحارة