لم يكن السيد "فؤاد قيصر" صاحب مطعم "برج صافيتا" يعلم أن الضيافة التي يقدمها للسياح القادمين لزيارة برج "صافيتا" الأثري في مدينة "صافيتا"ستحوله إلى صاحب أشهر وأقدم مطاعم الساحل السوري .
كان السيد"فؤاد" في السابق الطفل الذي يزور ساحة البرج ليلعب مع رفاقه كرة القدم ينتظر قدوم السياح ليقدم لهم بعض الضيافات الخفيفة "عصير وما شابه" مقابل أجر مادي بسيط إلى أن تطورت الفكرة التي دفعته لإنشاء المطعم.
أعرف هذا المطعم منذ "30" عام تقريباً وآتي إلى هنا لتناول وجبة الغداء أو العشاء فتناولها بجانب هذا البرج يشعرك بالأصالة
وخلال الزيارة التي قمنا بها بتاريخ "1/9/2009" إلى مطعم "برج صافيتا" التقينا السيد "فؤاد قيصر" الذي حدثنا عن بدايات عمله قائلاً:«في البداية حاولت تجميل واستثمار جميع أوقات اليوم الذي يأتي فيه السائحين لزيارة البرج من خلال الإنارة التي وضعتها حول "البرج" ليتمكن الزوار من البقاء حتى أوقات متأخرة».
«قدمت في البداية الطعام المحلي من الفروج البلدي المشوي على الحطب وبعض أنواع السلطة التي صنعتها مع رفاقي الذين شجعتهم على العمل معي حيث كنت أعطيهم أجرهم مما أجنيه وذلك في فصل الصيف فقط».
عملية الترويج والإعلان عن مطعمه كانت بطريقة خاصة وعن ذلك يخبرنا: «شجعت الأهالي على القدوم إلى ساحة البرج للسهر من خلال إحضار التلفاز لأول مرة إلى "صافيتا" فكان الأهالي ينتظرون بشوق وشغف عرض حفلات لمطربين متميزين مثل "وديع الصافي" و"وردة الجزائرية"، كانوا يجلسون على الحصر والمقاعد الخشبية التي صنعتها بنفسي من جذوع الأشجار».
كثيرة هي محاولات شراء المطعم حدثنا عنها قائلاً:«عرض علي الكثير من الأشخاص من زوار المطعم ومن مناطق مختلفة بيع المطعم وذلك مقابل الرقم المالي الذي يناسبني فرفضت لأن هذه القطعة من الأرض تمثل بالنسبة التاريخ و الماضي الذي عشت والحاضر والمستقبل الذي أعيش لأجله».
أطباق متنوعة وحسب الرغبة يمكن طلبها في المطعم وعن ذلك يقول: «نقدم "الكمأة" التي تعتبر من الوجبات الغنية والمميزة في المطعم مع أنواع السمك والمشاوي بأنواعها حتى الطيور والمقبلات ولدينا صاج لصناعة الخبز والمناقيش ويمكن أن نقدم أطباقاً متنوعة حسب الطلب مثل "البرغل بالحمّص " و"المناسف"».
اللافت للأمر أن هناك خيمة عربية داخل المطعم رغم أنها لا تعبر عن تراث المنطقة وعن سبب وضعها في المطعم يقول:«المطعم مقسم إلى قسمين قسم يمثل خيمة عربية تحتوي على الفرش العربي القديم وكافة محتوياتها مثل "دلة" القهوة و"منقل" الفحم وفرو الغنم وبعض القطع الأثرية التي أحضرتها من كافة المحافظات السورية خلال رحلات الصيد التي كنت أقوم بها والقسم الثاني عبارة عن الطاولات والكراسي الخاصة التي توحي بالقدم والتي أحضرتها من مدينة"حلب"، وقد وضعتها هنا كدليل على أصالتنا العربية ولتقديم صورة جميلة عن الحياة العربية القديمة لكل من يزور "البرج" والمطعم خاصة من الأجانب».
ويوضح السيد "فؤاد جبور" مدير صالة المطعم أن:« المعاملة الطيبة والاستقبال اللطيف أساس العمل في المطعم فالاستجابة للطلبات تتم بأقصى سرعة لكي يشعر الزبون بالاهتمام إضافة تقديم الأطباق الشرقية المتميزة وأهمها المنسف الشرقي».
تعديلات مستمرة على المطعم يوضحها السيد"بشار جبور" مدير المطعم قائلاً :«قمنا ببعض التعديلات من حيث الديكور والإنارة لتتناسب مع المحيط الأثري للبرج من حيث الكراسي والطاولات والسقف الخشبي ونقوم بأعمال التجديد بشكل مستمر كي لا يتكرر مشهد المطعم لدى الزبون مرتين، لكننا نعاني هذا الصيف من ضعف العمل لأسباب كثيرة منها ضعف السياحة وغلاء الأسعار».
يقول السيد"نجيب جبور" أحد زوار المطعم الدائمين :«أعرف هذا المطعم منذ "30" عام تقريباً وآتي إلى هنا لتناول وجبة الغداء أو العشاء فتناولها بجانب هذا البرج يشعرك بالأصالة ».
«وأتذكر أننا عندما كنا نأتي قديماً إلى هنا كنا نشاهد الذبيحة معلقة ومغطاة بقماش من أجل الحفاظ عليها من التلوث بالغبار ومنع الحشرات من الوصول إليها وذلك ليكون الطعام على مرأى عين الزبون حيث لم تكن تتواجد هنا البرادات لحفظ الأطعمة».
في حين يرى "مراد بيلونه" أحد زوار المطعم من محافظة "اللاذقية" أن :« الساحل السوري يتمتع بمقومات سياحية رائعة ولكننا لا نمتلك الكوادر القادرة على الاستفادة منها ولكن في هذا المطعم تمت الاستفادة من مقومات السياحة بطريقة ليست مثلى وإنما مقبولة، فهذا المطعم المطل على أجمل المناظر الطبيعة وعلى أقدم المعالم الأثرية مكان يستحق الاهتمام و الزيارة».