«تتربع "ديريك" (المالكية) في أقصى الشمال الشرقي من الجمهورية العربية السورية في محافظة "الحسكة" وتعني كلمة "ديريك" الدير القديم وهي كلمة سريانية، وسميت "المالكية" نسبة إلى مدير منطقتها آنذاك ماجد المالكي بعد أن طلب وزير الداخلية السوري صبري العسلي عام 1946 تعريب الأسماء».
هذا ما قاله السيد "سليمان عنتر" من أهالي بلدة "المالكية" أثناء لقاء eSyria معه ليحدثنا عنها وتابع السيد "عنتر" قوله: «هي على ارتفاع /422/ متراً عن سطح البحر وعلى خط 37,10 شرقي "غرينتش" وعلى خط عرض 42 شمال الاستواء وتصل الحرارة شتاء إلى الصفر وصيفاً 39 ْ، ونسبة الهطولات المطرية سنوياً 523مم والمساحة الإجمالية للمنطقة 25560كم2 يتبع لها من قرى ومزارع 397 وثلاثة نواحي هي "اليعربية" و"الجوادية" و"معبدة" التي أحدثت مؤخراً وتبلغ المساحة القابلة للزراعة 230.337 ألف هكتار، المروية منها 46 الف هكتار تنتج "المالكية" سنويا من مادة القمح من 150 الف طن إلى 200 الف وسطيا ومادة القطن من 50 الف طن إلى 70 الف، أما فيما يخص الثروة الحيوانية فهناك 200الف رأس غنم، و30 الف رأس بقر و267 رأساً من الخيول و310 جواميس و180 الف من الماعز، وهناك ستة سدود فيها: "السفان, المنصورة, الحكمية, باب الحديد, الجوادية", وما يميز منطقة "المالكية" الصناعة النفطية حيث مديرية حقول "الحسكة" ومديرية "استثمار الغاز المرافق" ومديرية "كهرباء السويدية"».
قدمت لشركة جامايكا اليابانية دراسة مكثفة وواسعة لواقع المدينة من ناحية الصرف الصحي والبيئة حيث وضعت المدينة ضمن أولويات المدن التي تحتاج إلى مشروع أقامة محطة تصفية لمياه الصرف الصحي
وعن تاريخها ووضعها التنظيمي حدثنا المهندس "جان القس" رئيس مجلس البلدة قائلا: «حتى عام 1933 كانت "عين ديوار" مركز المنطقة وفيها القائم مقاميه وبموجب المرسوم /14143/ تاريخ 18/7/1933 تم أحداث بلدية "ديريك" وكانت تسمى "منطقة دجلة" وفي عام 1938 أصبحت ديريك مركز القائم مقاميه بالمرسوم رقم 346 تاريخ 24/3/1957 حيث سميت "ديريك" ب"المالكية".
تبعد عن مركز المحافظة 185 كم وعن "القامشلي" 98كم وعن العاصمة 900كم وعن الدجلة 17كم، ومخططها التنظيمي حينها 55 هكتاراً وتتالت التوسعات لثلاث مرات في عام 1994 وعام 2005 وعام 2009 حتى وصل المخطط الحالي إلى 850 هكتاراً ويبلغ عدد السكان حسب القيد فقي السجل المدني 89210 نسمة يبلغ عدد الحدائق 31 حديقة على المخطط والفعلي 18 حديقة بمساحة 10.36هكتارات وهناك 18 مدرسة مختلفة وروضة أطفال واحدة بينما على المخطط /11/ روضة، تبلغ موازنة البلدية لهذا العام/ 64.268/ مليون ليرة سورية منها /27.153/ استثماري و/37.115/ أنفاق جاري، وأما في مجال الصرف الصحي والطرق فالمجرور المنفذ الفعلي/ 67,5/ كم أي بنسبة تنفيذ 99% وأصبح قسم منها قديماً جدا حيث نفذ في عام 1968 ويلزمه استبدال طول /8/كم ضمن المدينة فقط نسبة الإنارة 90% وتشرب البلدة من المياه الجوفية والآبار الارتوازية وهناك مشروع رائد أنشئ حديثا وهو جر المياه من سد "السفان" إلى "معبدة" و"الجوادية" الذي جر منه فرع إلى "المالكية" للدعم إذا لزم الأمر».
وما قاله السيد "نعمان المحيله" نائب رئيس المجلس: «يعتمد أهلها في المعيشة على الطابع الزراعي في الدرجة الأولى حيث تقع "المالكية" على ما يسمى خط العشرة والأسواق المحلية حيث بلغ عدد المحال التجارية ما يقارب 2000 محل تجاري. أما من حيث المعامل فلا يوجد سوى معمل واحد لمادة الطحينية والذي تميز على مستوى سورية بجودة هذه المادة. وفي مجال الإشادات والعمران نهضت البلدة بالعمران بعد عام 1970 ولوحظ التطور العمراني بعد عمليات الاغتراب التي تميز أهالي "المالكية" وهناك مجموعة دوائر خدمية كأي منطقة، وهناك جملة مشاريع لها أهمية بالغة في البلدة وأهمها القصر العدلي الحديث والمشفى الوطني الحديث والذي سعته 120 سريراً والمنطقة الصناعية بعد تعديل المخطط والبالغ عدد محالها 144محلا وتم إنشاء أربع جسور على النهر المحاذي للكورنيش توسيع مدخل الجنوبي للمدينة باتجاه "القامشلي" بطول 3كم وعرض 20 م بقيمة 14.341 مليون ليرة وتهذيب وتعميق وتحسين مجرى النهر إلي يتوسط المدينة بقيمة 40.185 مليون ليرة سورية، توسيع مدخل المدينة الشمالي باتجاه "عين ديوار" بقيمة 40 مليوناً، ضم حيي "الزهور و"ميسلون" من الجهة الشمالية للمدينة وتأسيس تزفيت شارع "خالد بن الوليد" بكلفة تصل إلى 9.301 ملايين ليرة وبعض هذه المشاريع بحاجة إلى استمرارية».
في حين قال السيد "عبد الله البازو" احد أهالي "المالكية": «قدمت لشركة جامايكا اليابانية دراسة مكثفة وواسعة لواقع المدينة من ناحية الصرف الصحي والبيئة حيث وضعت المدينة ضمن أولويات المدن التي تحتاج إلى مشروع أقامة محطة تصفية لمياه الصرف الصحي».
وعن الكنائس تابع "البازو" قائلا: «هناك 12 كنيسة في المنطقة 8 منها في المدينة و4 في الأرياف، وهذه الكنائس قديمة جدا وخاصة كنيسة السيدة العذراء والتي تعود إلى القرن الرابع ميلادي وتسمى كنسية الزيت نسبة إلى الزيت الذي كان يخرج من احد جدرانها والذي كان يتبارك به الناس. مع العلم أن هناك ما يقارب 21 كنسية موزعة في أرجاء المنطقة لم يبق سوى آثارها.
مدينة "المالكية" من المدن التي أخذ الاغتراب دورا كبيرا في حياتها حيث هناك عدد كبير من المغتربين موزعون في أوروبا وأمريكا واستراليا لهم دور فاعل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال دعمهم للمشاريع المقامة في البلدة ومن خلال الابنية الحديثة التي شيدت، ويعتبر فصل الصيف فصل لم الشمل مع الأقارب والأهل في البلدة، فتصبح المدينة خلية من النشاطات والفعاليات التي تقام فيها، ولتلبية احتياجاتهم أقيمت عدة منتجعات ومطاعم تتميز بها "المالكية" من غيرها من المدن في المحافظة حيث بلغ عددها 6 مابين مطعم ومنتجع».