«ربما كنت سأتجه إلى كرة القدم يوماً ما، ولكن والدتي دفعتني أن أمارس هذه الرياضة الطائرة، ربما لأنها كانت في عداد منتخب سورية للكرة الطائرة، ولكن فيما بعد وجدت نفسي أعشق هذه اللعبة وأمنحها جل تفكيري، وكان أن أصبحت في عداد الفريق الأول لنادي "سلمية"، وأنا اليوم أخوض تجربة الاحتراف في نادي "الوكرة" القطري».

هذا ما قاله اللاعب "إبراهيم محمد هنداوي" لموقع eSyria وكان يستعد للسفر إلى دولة قطر مع بداية الموسم الرياضي الجديد.

الرياضة هي كل ما أقوم به في قطر، كثيرة هي الأشياء التي أشتاق إليها، لكن هذا لن يفيد لو تطلع المرء في نظرة سريعة إلى مستقبله الرياضي

عن سبب اختياره لهذه اللعبة قال: «كنت متعلقاً بوالدتي أين ذهبت، ولكونها كانت لاعبة كرة طائرة، كنت أتابع تمارينها، مبارياتها، وفي التمرين كنت آخذ كرة وألعب بها بقدمي، هذا التلاحم بيني وبين هذه اللعبة بدأ مبكراً، وتبلور عندما اشتد عودي».

ابراهيم هنداوي

وتابع قائلاً: «كذلك فإن هذه اللعبة تمنحك وتعرفك كيف تقود نفسك، تسيطر على أعصابك، ففي الوقت الذي يجب أن أظهر فيه بارد الأعصاب من الخارج تجاه الخصم، والجمهور معاً، يعتريني غليان من الداخل، وهذا ما يجب أن أسيطر عليه لكي لا نفقد توازننا في المباراة».

وعن سبب انتقاله إلى دول قطر ليعلب كمحترف في نادي "الوكرة"، قال: «لا أجد أي سبب لترك فريقي الذي نشأت فيه سوى عامل واحد، هو كيف يكون عليه مستقبلي كإنسان، فرياضتنا ما زالت تعيش الهواية، خاصة في أندية الريف كما يطلق علينا رغم أن "سلمية" باتت من المدن الكبرى في سورية، وبنظرة سريعة إلى ما سبقنا من اللاعبين وكيف آلت حالتهم المادية أجد أنه من المعيب أن أكرر خطأ من سبقني، لهذا حاولت أن أجد مستقبلي من خلال الاحتراف، وأتمنى أن أحقق ذلك».

"إبراهيم" في عملية صد هجوم

وعن مستقبل هذه اللعبة في نادي "سلمية" تحدث بحسرة، فقال: «ما يملكه نادي "سلمية" من مواهب، تضطر أندية أخرى لدفع مبالغ طائلة للتعاقد مع لاعب موهوب، في "سلمية" يولد لاعب الطائرة ولادة ولا يصنع صناعة، ككرة القدم في البرازيل، ولكن الوضع الإداري ولفترات طويلة لا تبشر بالخير، ولا يبدو أن هناك ما يمكن أن يحدث من نقلة نوعية على الساحة الرياضية بشكل عام، ولعبة الطائرة من جملة هذه الألعاب، فما زالت عقلية الهواية، وسمعة النادي تسيطر على الإدارات التي تعاقبت، وهذا ما يجعلنا نراوح في المكان ذاته، هذا إن لم نقل أن هناك تراجعاً وإن بدا بطيئاً، لكنه مؤشر خطير يبشر بكوارث على صعيد هذه اللعبة».

وماذا وجد من فارق بين ناديه الأصل، والنادي القطري، قال: «كل شيء بدا جديداً بالنسبة لي، العقيلة الاحترافية هي من يحكم النادي، لذلك أنا في نادٍ يعرف كل شخص فيه واجباته، وما له من حقوق، في "سلمية" العلاقة الاجتماعية والصداقة هي رابطنا الوحيد، وهذا ما لا يوجد في عالم الاحتراف، فعلى اللاعب أن يقدم الجهد الخالص، والمدرب يشرف على هذا الجهد، لكن الأهم من كل هذا هو ما يقدم من نتائج، ويفترض بها أن تكون إيجابية قدر الإمكان، فهناك أموال طائلة تصرف في سبيل تحقيق بطولة ما».

يتوسط والديه

وعن طريقة التعامل التي قوبل بها من قبل إدارة نادي "الوكرة"، قال: «ربما يمكن أن أنتهز هذه الفرصة لأوجه شكري للسيد "محمد الهاملي" لما قدمه من مساعدة لي في تخطي مرحلة الابتعاد الأولى عن وطني سورية، حيث جعلني أشعر أنني في بيتي الثاني، رغم أن عالم الاحتراف شبيه بعالم الإلكترون لا يعترف بالأخطاء، لكنه وقف إلى جانبي شجعني، وأنا أشكره من كل قلبي».

وعن شعوره وهو يلعب خارج الصالة التي أحبها- صالة "سلمية" الرياضية- قال: «ربما ما يميز الكرة الطائرة في "سلمية" أن لها جمهوراً أعتقد أنه الأول في الوطن العربي، وهذا محط حسد من كل الأندية السورية التي تزور "سلمية"، ومن كل الفرق الخارجية التي يجب أن تزور "سلمية" لأن جمهور هذه اللعبة عملة نادرة تدفع أموال طائلة لشده لكن دون فائدة، بينما في "سلمية" جمهورنا ينبت على مدرجات الملعب كالأشجار».

ويضيف: «الرياضة هي كل ما أقوم به في قطر، كثيرة هي الأشياء التي أشتاق إليها، لكن هذا لن يفيد لو تطلع المرء في نظرة سريعة إلى مستقبله الرياضي».

وتحدث إلينا عن طموحه الشخصي، فقال: «بعد حصولي على الشهادة الثانوية العامة كنت أتمنى دخول كلية الرياضة، فكان حلمي الدراسة الأكاديمية، ولو تحقق حلمي لما قررت السفر، لم يحالفني الحظ بدخول الكلية الرياضية، رغم حصولنا على تفوق رياضي لأكثر من سنة».

وتركنا ضيفنا لنلتقي والده السيد "محمد هنداوي" ليحدثنا عن ولده، وتجربته الاحترافية هذه، فقال: «منذ صغره وهو يحلم بأن يكون لاعباً مميزاً، شجعته على ذلك رغم أنني أحب كرة القدم، وكنت لاعباً في الفريق الأول لنادي "سلمية" أيام العز كما يقال، وبما أن "سلمية" لها شهرة على صعيد هذه اللعبة، فإنه كاف لأي لاعب أن يجد سبيلاً للعب في أي نادٍ آخر مقابل دخل مادي جيد، فنادينا لا يقدم سوى التشجيع وهذا لم يعد يفيد بشيء، وأنا سعيت له كي ينتقل إلى دولة قطر لأنه في النهاية سيعود بالفائدة على نفسه ووطنه ومدينته متى تبلورت قدراته في عالم الاحتراف».

والجدير ذكره أن اللاعب "إبراهيم محمد هنداوي" هو من مواليد "سلمية" في العام 1990، وحقق مع ناديه "سلمية" بطولة الجمهورية لعدة سنوات في فئتي الناشئين والشباب، يحمل الرقم (7) تحبباً بأفضل لاعب على مستوى العالم البرازيلي "جيبا".