أقامت الجمعية الوطنية للتنمية البيئة يوم الخميس 6/8/2009 الندوة العلمية بعنوان "بحيرة الجبول... مشاكل وحلول" وذلك ضمن غرفة صناعة "حلب" بحضور عدد من الصناعيين والمهتمين بالبيئة حيث جرى تناول واقع بحيرة "الجبول" والذي تقول عنه الدكتورة "ميسون بريمو" رئيس مجلس إدارة "الجمعية الوطنية للتنمية البيئية":

«تقع منطقة بحيرة "الجبول" جنوب شرق مدينة "حلب" على بعد /22/ كم منها، وهي بقعة كانت من في مجرى نهر الذهب حيث كانت المياه تتبلور هناك لتشكل الملح والذي ذكر تاريخيا في أكثر من مرجع. إلا أن هذا الملح تعرض إلى مخلفات صناعية وزراعية من المنطقة المحيطة به، وبدأ التلوث يغزو المنطقة. في البداية، كان التلوث مقبولا ولكن مع ازدياد التلوث من خلال المعامل التي زادت في المنطقة والذي زاد من حجم المخلفات التي توجد في المنطقة، أدى ذلك إلى منع عملية استخراج الملح لازدياد نسبة التلوث فيه مع تدهور الموارد الطبيعية في المنطقة. في المنطقة أيضا بحيرة تدعى "بحيرة باريس" خلقت تنوعا حيويا كبيرا وسميت بهذا الاسم لأن هناك تنوع نباتي وحيواني محيط بها بشكل جميل للغاية».

كانت مداخلتي تتحدث عن الأمراض والجراثيم والكائنات الممرضة وبيوض الديدان التي تصب في البحيرة قادمة من قنوات الصرف الصحي حيث قدمت عددا من الاقتراحات في هذا الموضوع

وتتابع الدكتور "ميسون" بأن الندوة تم تنظيمها بالتعاون مع كل من "اللجنة الاستشارية لبحيرة الجبول" التي تقع في مدينة "حلب"، وبالتنسيق مع "وزارة البيئة" وجامعة "الأندلس" الخاصة للعلوم حيث تتابع قائلة:

«يعتبر الهدف الرئيسي من الندوة هو التعريف بأهمية بحيرة "الجبول" والوصول إلى نقط حقيقية تفيد في درء التدهور البيئي عنها والذي تتعرض له بشكل لا يمكن السكوت عنه. للبحيرة أهمية كبيرة ليس فقط على الصعيد السوري وإنما على الصعيد الدولي أيضا وهي موطن للطيور ولبعض أنواع الحيوانات المهاجرة، وهي مكان يشكل دعما للاقتصاد والتنمية المستدامة أيضا».

وتتابع بأن الباحثين هم من كبار الباحثين في المجال البيئي ومعنيون في قضايا التدهور البيئي والتنمية المستدامة حيث تضيف بأنها قدمت ورقة بحثية تدور حول كيف يمكن المحافظة على تلك البحيرة وجعلها نقطة للتنمية المستدامة؛ حيث تضيف بالقول:

«نرى أن مثل هذه المحاضرات تقدم نقطة هامة وإنذار بيئي وعملية دق لناقوس الخطر بأن هذه البحيرة تتدهور وتتعرض بعض الحيوانات فيها للانقراض، ويجب تلافي هذا الموضوع قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة وهي النقطة التي تصبح فيها البيئة غير متسامحة ولا تكون قادرة على تجديد نفسها بنفسها».

أما عن "الجمعية الوطنية للتنمية البيئية" فتقول الدكتورة "ميسون" عنها:

«تأسست الجمعية في العام /2005/، ومجال عملها هو التطرق إلى القضايا البيئية الكبيرة والهامة إضافة إلى تنمية الوعي البيئي، وإجراء البحوث لأصحاب القرار وتنبيههم من حدوث خطر بيئي لا يمكن التهاون معه وإنذارهم بالعواقب الوخيمة التي قد تحدث للبيئة من جراء المخلفات الصناعية إضافة إلى تقديم المشورة والنصائح للجهات المعنية. وقد قمنا بعدد كبير من الندوات والحملات وعمل قضايا إعلامية وتعريفية كثيرة؛ ونحن حاليا بصدد إحداث مركز للتعليم البيئي في الجمعية بدعم من برنامج التعاون السوري التركي وسيكون هو أول مشروع لجمعية بيئية حيث يمكن أن يكون هذا المشروع قدوة للجمعيات البيئية الأخرى».

مداخلات قيمة...

عدد من المداخلات القيمة كانت قد قدمت في هذه الندوة حاولنا محاورة أصحابها واستطلاع ما قدموه حيث كانت البداية مع الدكتور "محمود كمال" عضو الهيئة التدريسية في كلية العلوم في جامعة "حلب" ومشرف في جامعة الأندلس للعلوم التقنية ومدير البحث العملي هناك والذي قال لنا:

«كانت مداخلتي اليوم هي عما قمنا به في بحيرة "الجبول" من رصد للتلوث عن طريق إجراء دراسات علمية لمعرفة مدى التلوث فيها، فوجدنا أن نسب التلوث تتزايد بشكل واضح على مر السنين نتيجة لمياه الروافد القادمة من قنوات الري الكثيرة التي تصب فيها».

وقد قدم الدكتور "محمود" عدد من الاقتراحات منها كما يقول:

«اقترحت في البداية منع هذه الروافد من أن تصب في بحيرة "الجبول"، والقيام بعملية تنقية الملح تنقية جيدة لتصديره إلى خارج القطر لأن ملح "الجبول" يمتلك أجمل بلورات والمواصفات، كما اقترحت أيضا بناء سد ترابي حول البحيرة. إذا لم نكن قادرين على العناية بهذه المنطقة يمكن الالتجاء إلى منظمات عالمية مثل المفوضية الأوروبية أو البنك الدولي».

أما الدكتور "هيثم قربي" الحاصل على درجة الماجستير من جامعة "حلب" ورئيس لجنة "التنوع الحيوي في بحيرة الجبول" فيقول بأن البحيرة تعتبر موطن للتنوع الحيوي وهذا الموطن مهدد بالزوال حيث يضيف قائلا:

«في منطقة "الجبول" بدأ ناقوس الخطر بالقرع، إلا أنه ما زالت هناك مساحة جيدة يجب العمل عليها قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة. هناك كل من الصيد الجائر والرعي الجائر واستخدام الأهالي للمركبات الكيماوية مثل الكلور كل هذه العوامل بدأت تضر بالمنطقة. يجب ألا ينبهنا الأوروبيون إلى ما يحدث في المحمية فقط لأن طيورهم المهاجرة ترعى في المنطقة، بل يجب أن نعمل عليها من تلقاء أنفسنا. كانت محاضرتي تتحدث عن التنوع الحيوي والتلوث الذي فيه حيث طالبت بوقف التلوث ومعالجة ما سببه التلوث على مدار السنوات الماضية».

ويختم بأن اهتمام السيد المحافظ بالموضوع هو أمر يثلج الصدر على اعتبار أن التوصيات التي ستصدر سيتم النظر إليها وأخذها بعين الاعتبار لاحقا.

أما المهندس "فواز الرفاعي" رئيس "دائرة المعالجة في محطة المعالجة" في "حلب" فيقول:

«كانت مداخلتي تتحدث عن الأمراض والجراثيم والكائنات الممرضة وبيوض الديدان التي تصب في البحيرة قادمة من قنوات الصرف الصحي حيث قدمت عددا من الاقتراحات في هذا الموضوع».

ويضيف بأن ما يعيق الوضع في محطات المعالجة هو الوقت الناتج عن انتظار اكتمال الدراسات حيث دراسات محطات المعالجة تتأخر مضيفا بأنه في حال أصبحت الدراسات أسرع ستحل المشكلة بشكل أقرب.

تعتبر هذه المنطقة أقرب إلى محمية طبيعية يجب الحفاظ عليها ومتابعتها من الناحية البيئية الأمر الذي تحاول أن تتوصل إليه هذه الندوة من خلال الأوراق والمقترحات التي قدمت فيها.