«لم استطع السيطرة على نفسي لما شاهدته من انسجام هؤلاء الأطفال مع طلاب مدرسة التمريض وراحت عيناي تفيض دمعاً، وصدقاً هي المرة الأولى التي أرى فيها "احمد" يلعب ويمرح بهذه السعادة فلم اعتد إلا رؤيته حزيناً وبائساً، أما اليوم فهو بكامل حيويته».
الحديث للسيدة "زينة خلف" والدة الطفل "احمد محسن الصالح" عندما التقاها موقع eHasakeh بتاريخ 25/6/2009 في روضة الشهيد "باسل الأسد" وذلك خلال الحملة التي قامت بها مديرية الصحة بالتعاون مع المشروع الاسباني- السوري لتطوير التمريض في المنطقة الشرقية والمتمثل بطلاب مدرسة التمريض للمصابين بمرض "متلازمة داون" الاسم الشائع سابقاً "المنغوليين".
عملنا على ان نكون نحن السباقين في تسليط الضوء على فئة مهملة، وأحث الآخرين على المشاركة معنا في الاستمرار بما بدأناه
أما السيدة "روعة داوي" والدة الطفلين "وائل" و"وئام" فقالت: «عكست الحملة أحساساً جميلاً لأطفالنا ونمت لديهم مواهب كثيرة وخاصة ان "وئام" خطاط ويحب الخط ومن خلال الأستاذ "عامر رمو" تعلم أشياء كثيرة طورت مهارته وجعلته يتقن بعض المبادئ الأولية للرسم، وما أود قوله ان الحملة التي مثلها طلاب مدرسة التمريض وبمساعدة المشرفة كان لها كبير الأثر في نفوسنا، فلهم كل الشكر فلقد تعبوا كثيراً مع أولادنا».
"هناء حنا" والدة الطفلة "سيرينا" قالت: «لا اعلم من أين ابتدئ، فقد قدم طلاب مدرسة التمريض إلينا خدمة لا تقدر بثمن من خلال الدروس التثقيفية عن المرض وماهيته وكيفية التعامل مع المصابين وما هي آخر التطورات العلمية التي حصلت من اجل التعامل مع هذا المرض».
"فاطمة إسماعيل عبوش" قالت: «المصابون بمرض "متلازمة داون" أو "المنغولون" مغيبون ومحرومون من الرعاية، وهم فئة تحتاج الدعم من مستوصف ودور رعاية وملاه ومدارس، فلا نستطيع إرسالهم الى المدرسة بسبب ما يتعرضون له من مضايقة من قبل الطلاب فيتحتم عليهم البقاء في المنازل منعزلين عن العالم الخارجي. والحق يقال ان طلاب مدرسة التمريض بإدارة مشرفتهم فاجؤونا فلم نكن نتوقع ان يتقبل أطفالنا الوضع فراحوا يستمعون لنصائحهم ويرسمون ويلعبون ويرقصون بعضهم مع بعض منسجمين، فحبذا لو كانت هناك داراً تهتم بهم دائماً».
الرسام "عامر رمو" قال: «شاركنا الأطفال من خلال تعليمهم مبادئ الرسم وقمنا بتوزيع الأدوات اللازمة للرسم مع الأقلام الخاصة بالتخطيط، ووزعنا الورق المقوى مع علبة ألوان وأقلام الرصاص حيث قاموا برسم لوحات فنية من وحي خيالهم ووجدنا ان هؤلاء المصابين بمرض "متلازمة داون" لديهم المقدرة على تطوير أنفسهم ان وجدوا من يساعدهم على ذلك».
"ندى" طالبة دبلوم تمريض أعربت عن مدى استفادتها من الحملة فقالت: «قمت بعدة زيارات منزلية مع زملائي الى بيوت الفئة المستهدفة، تعرفنا خلالها على بيئة هؤلاء الأطفال وعلى معلومات صحية واجتماعية عنهم، وازدادت من خلال الحملة معرفتي بهذه الحالة وكذلك كيفية رعايتهم وكل ما أتمناه أنني استطعت ان ارسم ابتسامة فرح على وجوههم».
الطالب "عبد الحميد محمد" قال: «جميل ان تبث الفرح في قلب إنسان حزين محروم من ابسط مقومات الحياة، نرجو ان نكون حققنا مبتغانا ألا وهو الحالة الإنسانية في المقام الأول، والتوعية الصحية للمصابين ولأهلهم في المقام الثاني».
الطالب "صالح ناصر" قال: «عملنا على ان نكون نحن السباقين في تسليط الضوء على فئة مهملة، وأحث الآخرين على المشاركة معنا في الاستمرار بما بدأناه».
الطالب "شعلان محي الدين" قال: «ابتهجت بالعمل الذي من خلاله أدخلنا السرور على قلوب هؤلاء الأطفال والشباب لكونهم محرومون من التعايش الجماعي، فقمنا بزيارات الى منازلهم ورحلات الى الملاهي ورسمنا ولعبنا وأكلنا معهم فاليوم هم منا ونحن منهم».
الطالب "مظلوم نبي" قال: «الخبرة العملية التي اكتسبناها من الحملة والتعرف على صحة المجتمع عن كثب عن طريق معلمتي "جهينة" زادت لدينا الإصرار ان العمل ينطلق من خلال الاحتكاك بالآخر بعيداً عن الكتب والمحاضرات النظرية، فالتجربة خير برهان على تطوير مهاراتنا العملية وخاصة نحن على أبواب تخرج».
الطالبة "هدى حسين" قالت: «الفئة المستهدفة هم أناس لهم حق رعايتهم والاعتناء بهم من قبل المجتمع فما كان منا إلا ان نعمل على الاحتكاك بهم ومعايشتهم ليشعروا بهذه الإنسانية ولكي يعلموا أنهم جزء من هذا العالم».
الطالبة "خطر الهويدي" قالت: «لا يسعني في ختام الحملة إلا ان أقول إنهم تركوا بصمة كبيرة في قلبي فلم أتوقع ان يكونوا بهذه الطيبة فالكل يحمل اعتقاداً خاطئاً عنهم وهم بالأساس أشخاص يتصفون بالإنسانية أكثر منا».
الطالب "علاء احمد" قال: «قضينا أيام جميلة وممتعة سواء مع الأهل أو الأشخاص المصابين بمرض "متلازمة داون"، ولا استطيع ان اخفي دموعي من شدة تعلقي بهم، فقد أصبحوا أصدقاءنا، فلهم منا كل الحب والتقدير».
الطالب "سيبان كلش" قال: «اعجز عن الكلام وما أود قوله ان تكون هناك رعاية فعلية من قبل المختصين بهذه الفئة لكونها محرومة من الكثير من الرعاية والاهتمام».
الطالبة "ستية عثمان" قالت: «تعلقت كثيراً بالطفلة "سيرينا"، والطفل "عدنان" تعلق بي ولو أعطوني إياهم لأخذتهم معي الى المنزل لشدة ولعي بهم، فقد عشت معهم ذكريات جميلة واعتبرتهم صديقين رغم صغر سنهما فـ"سيرينا" تتعامل معي كأنني أختها وسأعمل على زيارتها الى المنزل دوماً فلن ينتهي عملنا هنا وإنما سنكون دائماً وزملائي في مدرسة التمريض برفقة مشرفتنا في خدمة المجتمع وصحته».
الدكتور "خالد الخالد" معاون مدير الصحة في "الحسكة" قال: «تقام هذه الفعالية ضمن نشاطات مديرية الصحة بهدف التواصل مع المجتمع المحلي ومعرفة المشاكل الصحية للفئة المستهدفة حتى ولو كانت فئات قليلة في المجتمع. وهذا في سبيل الارتقاء بالخدمة الصحية وبصحة المواطن، كذلك تسليط الضوء على فئة مهملة في المجتمع وتعريف الأهالي على إمراض أبنائهم وحقائق لم تكن معروفة لديهم من قبل».
وعن مضمون الحملة قالت "جهينة الحسو" اختصاص المجتمع والمسؤولة عن مادة صحة المجتمع وعن تطبيق الجزء العملي بمادة صحة المجتمع في مدرسة التمريض: «إن الهدف من الحملة التي استمرت ثمانية أيام توعية أولياء أمور الأطفال حول كيفية التعامل مع المصابين "بمتلازمة داون" المعروفة سابقا باسم الطفل "المنغولي"، وطريقة دمجهم بالمجتمع بإلقاء محاضرات التوعية لأولياء الأمور. كما نفذنا نشاطات فنية متعددة تبرز مواهب هذه الشريحة من المجتمع للاهتمام بهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، كما قمنا برحلة ترفيهية الى حديقة الملاهي لعب من خلالها الأطفال مع أقرانهم الأطفال الأصحاء بهدف خلق حالة من التعايش مع الآخر وكسر حاجز الخوف المتكون لدى الكثيرين من "المنغوليين" بأنهم غير مرغوبين في المجتمع واكبر دليل على هذا الكلام ان الأطفال الأصحاء اختلطوا بالفئة المستهدفة وجلسوا معهم في مقعد واحد ولعبوا معهم بنفس اللعبة ما حقق الهدف الأول من حملتنا وهو الاندماج مع العالم الخارجي بجميع إشكاله. وقد سبقت الحملة مجموعة من الزيارات المنزلية للفئة المستهدفة وذلك لكسب ثقة الأطفال والأهالي، كما قمنا بتحديد موعد ثابت للاجتماع بهم، كل ذلك في محاولة منا الاتجاه خطوة نحو الأمام للاهتمام بهذه الشريحة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وأطلقنا على المجموعة اسم "طيور الحب" آملين ان نكون قد أدخلنا الحب الى نفوس هؤلاء المصابين بمرض "متلازمة داون" وأهليهم، ورفعنا شعار "مثلي مثلك"، ولا ننسى ان الحملة كانت بدعم من مديرية الصحة وبالتعاون الكبير من فرع الاتحاد النسائي الذي امن خصوصية الموقع الذي تحتاجه هذه الشريحة من الأطفال المصابين "بمتلازمة داون"».