في البداية كان الأمر غير مقبول أن نجري لقاءات صحفية مع طلاب ثانوية "محسن عباس" المتفوقين، بوجود أساتذتهم كي يكونوا مرتاحين أكثر في الحديث...، لعل لديهم بعض الملاحظات، لكن ما إن بدأ الحوار واكتشفنا تلك العلاقة بين الطلاب وأساتذتهم، حتى عرفنا أن الصداقة فيما بينهم ليست زخرفة تجميلية أمام كاميرات الصحفيين، بل كانت حقيقة تظهر في أحاديث الطلاب والأساتذة على حدّ سواء.

ثانوية "محسن عباس" في "حمص"، اعتادت التألق كل عام في تقديم نسبة من المتفوقين في الشهادة الثانوية على مستوى المحافظة والقطر بالفرع العلمي، هذا العام حقق الطالب "مضر عبد اللطيف طهماز" من الثانوية المجموع التام.

عندما تنظر لنا الآن قد تعتقد أننا أصبحنا أصدقاء ونجلس سوية مع أساتذتنا فقط بعد التفوق، لكن صدقني هذا الأمر كان منذ اليوم الأول للموسم الدراسي

هذه الثانوية التي أصبحت مختصة بتخريج المتفوقين زارها موقع eHoms والتقينا عدداً من الطلاب المتفوقين فيها، والبداية كانت مع الطالب "محمد زعزوع" الذي نال علامة /284/ والذي تحدث عن المدرسة فقال: «كنت مرتاحاً جداً في مدرستي، التركيز كان بمستوى عالٍٍ والأساتذة كانوا مساعدين لنا على تحصيلنا رغم أن لكل أستاذ أسلوبه الخاص، إلا أننا كنا نعرف أن أحد أولوياتهم هو تفوقنا وليس نجاحنا فقط».

المتفوق مضر طهماز بجانب أحد أساتذته

"محمد" يقول إنه كان يدرس بين /8/و/13/ ساعة يومياً، ولم يكن لديه هوايات تذكر طوال السنة لأن تركيزه كان فقط على الدراسة.

أما صاحب العلامة التامة "عبد اللطيف طهماز" فقال: «صدقني لم أكن أفكر بالمجموع التام، كنت أدرس إرضاءً لضميري وجهد أساتذتي، متابعة كل أستاذ لطلابه وحثهم الدائم لنا بين الفصلين على متابعة التفوق أمر أثر كثيراً بنا». وأضاف "مضر": «عندما تنظر لنا الآن قد تعتقد أننا أصبحنا أصدقاء ونجلس سوية مع أساتذتنا فقط بعد التفوق، لكن صدقني هذا الأمر كان منذ اليوم الأول للموسم الدراسي». وكذلك كان رأي "أشرف عيّاش" الذي نال علامة /287/ فهو لم يأخذ أي درس خصوصي، اعتمد على بعض الدورات قبل بداية العام الدراسي ثم تابع مع أساتذته وكان لهم الفضل في تفوقه.

المدير محمد اليوسف

أما "حسام صليبي" الذي نال العلامة الكاملة دون علامة التربية الدينية فقال: «لكل أستاذ في المدرسة أسلوب قد يلاءم بعض الطلاب ولا يلاءم البعض الآخر، لكن الأهم هو الطالب نفسه ومتابعته اليومية لدروسه وتصميمه على النجاح بتفوق». مدير ثانوية "محسن عباس" الأستاذ "محمد اليوسف" أكد على موضوع شعبيّة الأستاذ لدى الطالب، وقال إنه عندما كان يلاحظ أن هناك أستاذاً مرغوب به كان يكثف من ساعاته لطلاب البكالوريا.

المدير أكد أن باب الإدارة مفتوح دائماً أمام الطلاب، وأضاف الأستاذ "محمد" بالنسبة لتحصيل الطلاب: «لاشك أن العلامات تدخل في موضوع الحظ أحياناً، بالنسبة لي أعتبر جميع المتفوقين بمستوى من نال العلامة الكاملة، وإن المتفوقين الحاليين كان سلوكهم واضحاً وتوقعنا لهم التفوق رغم أننا توقعنا من ينال العلامة الكاملة حوالي /3/ طلاب، لكنهم تراجعوا في علامات قليلة، المهم أن الأغلبية تقدموا إيجابياً وحسنوا نتائجهم بين الفصلين.

ثانوية محسن عباس

السيد المدير أكد أن الأستاذة والطلاب كانوا بالفعل أسرة واحدة داخل وخارج المدرسة، وأضاف: «إن ضغط الطلاب علينا كبير، فالجميع يريد نقل ابنه إلى "محسن عباس" فهذه المدرسة تفاخر المعاهد الخاصة أن مدرسيها يدرسون في "محسن عباس"».

وختم السيد المدير حديثه أن زمن المدير المخيف قد ولّى، وأن سياسة الإقناع قبل التهديد هي المتبعة مع الطلاب.

الجدير بالذكر أن ثانوية "محسن عباس" تضم إضافة إلى /9/ شعب علمي بكالوريا؛ /8/ حادي عشر؛ ونفس العدد للصف العاشر، وقد تقدم للعام /2009/ لامتحان الثانوية /267/ نجح منهم /205/ بنسبة وقدرها 76% تقريباً، وعدد الطلاب الحائزين على مجموع /280/ فما فوق /7/ طلاب بينما وصل عدد الذين حازوا على مجموع /270/ فما فوق /15/ طالباً.