يذكر الأستاذ "حسام بو سعيد" من أهالي "السويداء" عبر الهاتف أن وزيري الإدارة المحلية والنقل أكدا بعد وضعهما حجر الأساس على إنجاز طريق "دمشق- السويداء" خلال عامين، إثر الحادث المؤلم الذي جرى بتاريخ 31/3/2005 والذي أودى بحياة 35 شخصاً ونحو 40 جريحاً معظمهم كانت حالاتهم حرجة.

ثم حادث آخر في 14/4/2005 أودى بحياة أسرة بأكملها، والحبل على الجرار، وقد صرحا في حينها انه بغية ربط محافظة "السويداء" بشريان رئيسي بالعاصمة "دمشق" تم وضع حجر الأساس لطريق "دمشق- السويداء" الجديد ورفع سوية هذا الطريق إلى مستوى الطرق الدولية التي تأخذ صفة الدرجة الأولى للطرق ليبدأ من "دمشق" وبواقع أربع حارات مرور، تضمن السلامة العامة كهدف رئيسي له، كما سوف يتم تأمين سرعة اتصال المحافظة مع المحافظات الأخرى، وإن العمل قد بدأ منذ تاريخ 26/6/2005 حيث تم إزالة جميع المعوقات التي تعترض حسن سير العمل، مشيراً إلى أن المشروع في مرحلته الأولى يشمل مسافة 30 كم وبكلفة تقديرية 250 مليون ليرة سورية، على أن تكون المدة الزمنية لانتهاء المرحلة الأولى منه بمدة 500 يوم، ويأتي هذا الاتوستراد على مسار الطريق القديم في بعض الأمكنة ومستقلاً في الأمكنة الأخرى ولكن الفرع الثاني سيشكل الأتوستراد، مبيناً أنه سوف يتم متابعة تنفيذ هذا المشروع خطوة بخطوة وبشكل يومي ليتم إنجازه بالوقت المحدد له إن شاء الله، كما تم تنفيذ الطريق الحدودي بين "السويداء وصلخد"، وقد تم إعطاء أمر المباشرة للمتعهد لتنفيذ الطريق باتجاه الحدود السورية- الأردنية حيث تم إنجاز ما يقارب 10 كم كمرحلة أولى بعد مدينة "صلخد"، وسوف يتم إجراء اجتماع مع الجانب الأردني لتحديد نقطة المنفذ وعند الاتفاق سيتم إجراء الدراسات اللازمة للموقع وتنفيذه بمدة زمنية أيضاً لا تتجاوز/500/ يوم.

إن أهل القرية سارعوا إلى مكان الحادث بسبب الصوت القوي الذي يشبه الانفجار وذلك في ساعة متأخرة من الليل، إذ وجدت المنظر المرعب والمؤلم

وروى السيد "معضاد أبو خير" القادم من "السويداء" إلى "دمشق" كشاهد عيان لموقع eSuweda بتاريخ 6/6/2009 قائلاً: «خلال أربعة أعوام جرت حلقات جديدة تضاف إلى المسلسل الذي لم تنته حلقاته إذ دخلت عدد حلقاته وضحاياه موسوعة غينيس للأرقام القياسية واليوم يطالعنا طريق الموت بحلقة جديدة لكنها مؤلمة هذه المرة أيضاً، إذ بتاريخ 4- 5/6/2009، وبعد منتصف ليل الخميس- الجمعة، كانت سيارة من نوع "بيجو" متوقفة على جانب الطريق بين قرية "الصورة الكبرى" والمساكن ولا يوجد ما يدل على وقوفها، عندما جاءت شاحنة كبيرة محملة بالحصى، فتفاجأت بها وحاولت تفاديها، لكن بولمان شركة "الوسيم" المتجه إلى "دمشق" وخلفه سيارتين سياحيتين كانتا بنفس اللحظة التي انحرفت بها الشاحنة، أدى لسقوط أكثر من 13 من الضحايا ناهيك عن 16 جريحاً خمسة منهم بحال الخطر».

معضاد ابو خير

وعلى الهاتف بين الأستاذ "فوزي عليوي" وهو ابن قرية "الصورة الكبرى" قائلاً: «إن أهل القرية سارعوا إلى مكان الحادث بسبب الصوت القوي الذي يشبه الانفجار وذلك في ساعة متأخرة من الليل، إذ وجدت المنظر المرعب والمؤلم».

يُذكر أن هناك عائلة من آل "حمشو" إضافة إلى طلاب وعساكر ومن ضمن الضحايا شاب يبلغ الخامسة والعشرين من العمر ويدعى "نمر السمان"، كان مع خطيبته ووالديها يحظرون لحفلة زفاف في قرية "الحقف"، وأصبحوا جميعاً كتل لحم مبعثرة في مشهد لا يمكن وصفه، وإن منظر البولمان والشاحنة بعد الحادث دليل على الاصطدام المرعب، والسبب الرئيسي في الحادث المروع يعود إلى السيارة المتوقفة على جانب الطريق، ولم يعرف إن كان للسرعة سبب في ذلك.

الطريق الذي لم ينتهي

وكما أشرنا سابقاً لابد من الإشارة مجدداً إلى أن الطريق أصبح خطراً على أرواح أهل محافظة "السويداء" وكل زائري المحافظة، إذ بالأمس أطلق مهرجان الجبل الأول للسياحة، فكيف على الزائر أن يضمن وصوله إلى "السويداء" آمناً، حتى يتسنى له التعرف على المواقع السياحية؟ وهل إقامة المهرجانات لا تحتاج إلى بنى تحتية؟

والسؤال المشروع أين أجهزة المراقبة /سارب/ على البولمان لتحديد السرعة والمخالفة؟

على أمل الأنتهاء

ألم يئن لعيون "السويداء" أن تشاهد طريقها قبل أن تصبح دريجة الأكفان؟ إذ في كل عام تسجل إحصاءات الحوادث بما لا يقل عن 125 ضحية جراء الطريق المشؤوم. ولماذا وعلى ذمة من، ومن هو المسؤول عن تأخر طريق "السويداء" منذ تاريخ 26/6/2005 إلى يومنا الحالي والتعهد بعامين فقط... وقد مضى على عامين، عامين ونيف؟

وهناك أسئلة كثيرة نتركها لمن يحبون الحياة.