بدأت الفكرة من لعبة قطار صغيرة حملها طفل صغير يلعب في أرض منزله أمام عمه الذي حول اللعبة إلى قطار يجول أنحاء المدينة ينقل الأطفال ويدخل الفرحة إلى قلوبهم.

وفي "بانياس" لابد لكل زائر إلى الكورنيش البحري أن يرى الأعداد الكبيرة من العائلات التي تركب القطار الذي حمل اسم قطار "طيور الجنة".

قمت بتعديل وتقوية المحاور التي تربط الفركونات ببعضها وتصفيح الفركونات من الأسفل إضافة إلى وضع عدة مرايا كبيرة على الجوانب وفي الأمام لأرصد حركة كل الركاب من جميع الاتجاهات

يقول الطفل "جود عصفري": «أتمنى أن أنزل كل يوم إلى الكورنيش كي أركب بالقطار مع أهلي لكونه يحقق لنا متعة كبيرة من خلال الرحلة القصيرة التي يقوم بها على الكورنيش بكل هدوء حيث نغني الأغاني الجميلة ونصفق ونستمتع برؤية البحر والناس».

سعادة الأطفال

أما الطفلة "جودي علي" تقول: «لا أتمنى النزول إلى البحر إلا لأركب القطار الذي يحمل رسومات "عصومي" و "وليد" لأتمتع بالموسيقا والرحلة التي أتمنى أن تصبح أطول زمناً فالتجوال في فترة المساء على متن القطار بالنسبة لي ولأختي "ميمي" سعادة لا توصف فأختي تضع أصبعها في فمها فور صعود القطار وهي لا تضعها أبداً إلا عندما تكون سعيدة».

وخلال اللقاء الذي أجريناه بتاريخ "25/6/2009" مع السيد "محمد عابدين" صاحب قطار طيور الجنة أحد القطارين المتواجدين في مدينة "بانياس" قال: «فكرة القطار أتت إلى "بانياس" من مدينة "جبلة" من شخص اسمه "محمد يوسف" يعمل حداداً وهو من قام بتصنيعه والعمل عليه في "جبلة" أولاً وقد أحببت الفكرة ووجدت أنها فرصة عمل مناسبة فالناس يحبون دائماً الأشياء الجديدة المتميزة وكان القطار أحد هذه الأشياء حيث يمكن للركاب رؤية الطبيعة كما هي من خلال رحلة قصيرة تصل مدتها حوالي "ثلاثة أرباع" الساعة على طول الكورنيش البحري».

محمد عابدين

ويتابع السيد "محمد": «العمل لا يقتصر على الفترة المسائية على الكورنيش فقط بل هناك بعض الحارات التي أزورها يومياً خلال النهار ليركب أطفالها في القطار ونقوم بنزهة ضمن الحارة والحارات المجاورة إضافة إلى تعاقدي مع عدد من الحضانات لأخذ أطفالها برحلات إلى الكورنيش كما تعاقدت أيضاً مع أهالي قرية "العديمة" لأخذ أطفالهم برحلة من القرية إلى الكورنيش كل يوم وقد استدعاني أهالي قرية "العنازة" لتوزيع هدايا "بابا نويل"».

وعن سعة القطار وآلية عمله يقول: «يعمل القطار بمحرك "مازدا" مازوت "2700" وزنه حوالي "1500" كغ وأسير به بسرعة لا تتجاوز "15" كيلو متر في الساعة في حين تصل سرعته إلى "35-40" كيلو متر في الساعة وهو مؤلف من عدة فركونات تتسع كل فركونة إلى حوالي "16" راكب، مصنوعة من ألواح الصاج الحديدية بسماكة من "1-2" ميليمتر وحركته على مبدأ حركة القاطرة مقطورة وبإمكان القطار أن يدخل أماكن وحارات ضيقة ليس بإمكان السيارات العادية الدخول فيها لكن ذلك يعود إلى مهارة وهدوء في القيادة».

حتى الكبار يركبون القطار

وعن وسائل الأمان والاحتياط التي يتبعها لضمان سلامة الركاب والأطفال بشكل خاص يقول: «قمت بتعديل وتقوية المحاور التي تربط الفركونات ببعضها وتصفيح الفركونات من الأسفل إضافة إلى وضع عدة مرايا كبيرة على الجوانب وفي الأمام لأرصد حركة كل الركاب من جميع الاتجاهات».

وعن وسائل المتعة والرفاهية والأجور التي يتميز بها القطار يقول: «في كل شهر أقوم بتغيير لون القطار والرسوم المرسومة على جوانبه وتغيير الزينة والإضاءة حتى لا يمل الأطفال من ركوبهم فيه وقد وضعت عليه هذه الأيام رسوم أطفال قناة "طيور الجنة" وقد أسميته بهذا الاسم حباً بهذه القناة التي تهواها بناتي الأربعة بشكل كبير بالإضافة إلى تركيب مجموعة صوت موسيقية ليتمتع الأطفال أيضاً بالموسيقا أثناء الرحلة ومقابل كل هذا لا أتقاضى سوى "10" ليرات للراكب الواحد».