كإحدى نشاطات المسرح القومي، وبعد ثلاثة عروض في ريف “اللاذقية”، وصل فريق عمل مسرحية "اكتشافات" الكوميدية ليعرض عمله المسرحي على خشبة المركز الثقافي العربي في "اللاذقية" لحوالي الخمسة أيام إبتداءً من 2/5/2009، ومن كواليس هذا العرض موقع eLatakia التقى بعضاً من نجوم العمل، الذين تحدثوا لنا عن العرض والصعوبات التي واجهتهم أثناء تنفيذه.
الأستاذ "سلمان شريبة" مخرج العمل حدثنا عن النص بشكل، حيث قال: «النص بكل تأكيد كوميدي وشعبي، فقد أعددت وأخرجت العمل ليكون بمثابة مسرح جوال، وهناك إمكانية لعرضه في أي مكان حتى في الساحات العامة، وهو كوميديا سوداء فيه المضحك والمبكي، فقد وضعنا السلبيات تحت مجهر كبير كي نبالغ بها ولنا قصد من وراء هذه العملية»، وأضاف: «أحب أن أشكر الفنانين والفنيين الذين كانوا معي طوال فترة التحضير، فلولا تكاتفنا جميعاً، ما كان العمل ليصل لمرحلة العرض، وهذا يؤكد على مقولة أن المسرح فن جماعي، فالمخرج لوحده لا يمكن أن يقوم بعمل، وبرأيي الفضل الأول والأخير في إنجاز العمل هو إخلاص الشباب الذين كانوا معي».
نحن كأي عرض مسرحي قدمنا أفضل ما نستطيع رغم كل المعوقات والصعوبات التي واجهتنا
وعن الصعوبات التي مر بها العرض، يضيف "شريبة": «مررنا بظروف صعبة خلال التحضيرات للعمل، فالعرض الأول كان بمثابة الصعود الأول للشباب على الخشبة ضمن هذه المسرحية، والمرة الأولى لتنفيذ الصوت والإضاءة، حتى الديكور المستخدم هو من إنتاج محلي، فكل واحد من الشباب أتى بشئ من منزله حتى وصلنا إلى هذا الديكور، فعندما يكون هناك مجموعة متفانية ومخلصة للعمل لا يمكن لكل صعوبات الكون أن تقف في وجهه».
كما التقينا الفنان القدير "عبد الله شيخ خميس" بطل العمل، والذي حدثنا عن شخصيته التي أداها في العمل، بالقول: «الشخصية التي لعبتها هي شخصية موظف قديم، روتيني بحياته، بسيط جداً، لا يحب أن يدخل في متاهات الحضارة وتعقيدات الحياة، وأثناء تصليح الحمام عنده يتم إكتشاف آثار فيه، فيتفاجأ بوجود منقبين ومنقذين وتجار عقارات وآثار عنده في المنزل، مما جعل كل هذا بمثابة ضربات متوالية على رأسه، حتى وصل إلى مرحلة الجنون بالنهاية».
وعند سؤالنا للأستاذ "شيخ خميس" عن وجود ربط بين شخصيته الحقيقية والشخصية التي مثلها، ابتسم وقال: «أنا لست بسيطاً إلى هذه الدرجة، فأنا بحياتي لا أحب أن أؤذي أحداً أو أزعج أحد، ولكنني لست قليلاً أبداً في حال محاولة أحدهم إيذائي أو جرحي»، كما تحدث لنا عن الجهود التي بذلت في هذا العمل، حيث ذكر أنه قد أخذ مجهوداً كبيراً منهم مع الأستاذ "سلمان شريبة"، فقد بحثوا عن تفاصيل الشخصيات التي لعبوها، وكيف خلقوها وحولوها من الكتابة إلى الحياة، فهي موجودة بكثرة في مجتمعنا هذا، حسب رأيه.
أما الأستاذ "حسين عباس" نقيب الفنانين في محافظة "اللاذقية" وهو مشارك في هذا العمل، قال: «نحن كأي عرض مسرحي قدمنا أفضل ما نستطيع رغم كل المعوقات والصعوبات التي واجهتنا»، وعند سؤالنا له إن أثّر ترميم المسرح القومي على مسار هذه المسرحية، قال: «بالتأكيد أثرت ورشات ترميم المسرح على العرض بشكل عام، فنحن تدربنا في غرفة لمدة شهرين، وقد كان العرض الأول هو المرة الأولى التي نكون فيها على الخشبة خلال هذا العمل».
أما عن تقديم فرقة المسرح القومي عملها على خشبة الثقافي العربي، قال "عبّاس": «تبقى لخشبة المسرح القومي حميميتها أكثر من خشبة المركز الثقافي العربي، فنحن لم نألف المكان بعد ولم نعرف إن كانت المشكلة من جانبنا أم من المسرح نفسه، ولكن للضرورة أحكام، فالمسرح القومي قيد الترميم حالياً»، وختم بقوله: «محافظة "اللاذقية"-صراحةً- فقيرة بموضوع تأمين مكان للبروفات أو حتى للعرض، وكل نشاطات المحافظة مرتكزة على المركز الثقافي العربي، ونتمنى أن يكون المسرح القومي جاهزاً -فعلاً- بعد الترميم».
كما التقينا الشاب "وسام مهنا" وهو أحد المشاركين بالعمل، وسألناه عن رأيه في تأدية عرض كوميديا سوداء، فكان رده: «الكوميديا السوداء شئ جميل للممثل أن يقوم به، فأن تبكي الجمهور في المسرح، أسهل بكثير من أن تضحكه وخصوصاً أن عرضنا كان يعتمد على كوميديا الموقف، كما كان العمل تجربة جميلة وخصوصاً بعد ثلاثة عروض على هذا الشكل في "القرداحة"، "كلماخو"، و"عين البيضا"».
وعن تعامله مع أسماء كبيرة في مجال المسرح، قال: «إن التجربة ليست سهلة وليست صعبة، بل بالمفيدة»، وأضاف: «أنا أستفيد من العمل مع أساتذة كبار ولهم باع طويل في المسرح مما يزيدنا خبرة في هذا المجال لنصبح أفضل ونغني رصيدنا، فالإنسان لا يتوقف تعلمه حتى آخر يوم في حياته».
ومن أهم السلبيات التي رافقت العرض بشكل واضح وخصوصاً بعرض الإفتتاح كان وجود الكثير من الأطفال الغير هادئين فعلياً،ً مما أثر بشكل سلبي على الحضور، ولمعرفة تأثير ما حصل على الممثلين، سألنا الأستاذ "عبد الله شيخ خميس" حيث قال: «أعتقد أن المشكلة الأساسية أن الأهالي لا يجدون مكان ليضعوا أطفالهم فيه أثناء العرض مما يضطرهم إلى اصطحابهم، ولكنني أتمنى عليهم أن يضبطوا أولادهم قليلاً كي لا يخلقوا بلبلة أثناء العرض مما يزعج المشاهد والممثل على حد سواء»، وختم: «لم أتضايق منهم لأنني لا أنتبه إلى المدرج أثناء عرضي فأنا أبحث عن "الماكياج" الداخلي قبل الخارجي».
ومن الجدير بالذكر أن الممثلون في هذا العرض هم كل من: "عبد الله شيخ خميس"، "بسام جنيد"، "سوسن عطاف"، "وسام مهنا"، "هاني محمد"، "نجاة محمد"، "بسام سلكان"، "ابراهيم سعيد" بالإشتراك مع "حسين عباس".