انتسبت إلى المدرسة الحقلية "الشرفة" بهدف تنمية ثقافتي الزراعية والوصول إلى زراعة نظيفة بأقل التكاليف ومن أجل حماية صحتنا وصحة أبنائنا وهذا هو الشيء الأهم والكلام السابق للمزارعة "رباب برهوم" إحدى المزارعات اللواتي انتسبن إلى مدرسة "المشرفة" الحقلية في منطقة "الخراب" في ريف مدينة "بانياس" التي يتم خلالها تطبيق الإدارة المتكاملة للآفات بهدف الوصول إلى زراعة نظيفة خالية من الأثر المتبقي للأسمدة.

وتتابع السيدة "رباب" خلال اللقاء الذي أجريناه معها بتاريخ "2/5/2009" أثناء حضورها فعاليات اليوم الحقلي الذي التقى فيه الدكتور"عادل سفر" وزير الزراعة والإصلاح الزراعي مزارعي المنطقة وتعرف منهم إلى مدارسهم ونتائج العمل بها فتقول: «تعلمنا الكثير من المدرسة الحقلية فبدأنا كتلاميذ نتلقى التعليم من بداية العام "2009" وحتى اليوم نتعلم خطوة بخطوة أصول الزراعة النظيفة فبداية كان التعقيم الشمسي ومن بعدها أصول زراعة الشتول في المشتل وحتى البيت البلاستيكي وكيفية العناية بها ومكافحتها بالوسائل الطبيعية قدر الإمكان إلى أن وصلنا إلى مرحلة القطاف وكان الإنتاج جيداً جداً والنتائج مرضية بالنسبة لنا وأصبحت لدينا القناعة التامة بأن تطبيق الزراعة النظيفة في أراضينا أمر لابد منه وقد تخللت مدرستنا أيضاً فقرات مرافقة مثل دورات فنية لصناعة الخيزران وندوات طبية صحية تمت كلها في جو من المحبة والألفة».

أشكر مديرية زراعة "طرطوس" التي تابعت المدرسة بكل اهتمام وقدمت لنا الدعم اللازم ولكن نتمنى أن تتبنى وزارة الزراعة موضوع الإعلام عن منتجنا والتسويق له وتمييزه عن غيره من المنتجات العادية

وأضافت السيدة "رباب": «أشكر مديرية زراعة "طرطوس" التي تابعت المدرسة بكل اهتمام وقدمت لنا الدعم اللازم ولكن نتمنى أن تتبنى وزارة الزراعة موضوع الإعلام عن منتجنا والتسويق له وتمييزه عن غيره من المنتجات العادية».

عيسى ساره

ويقول المزارع "عيسى سارة": «انتسبت إلى مشروع مدارس المزارعين منذ تأسيسها في عام "2004" كمزارع في مدرسة "الروضة" وكمساعد مشرف مدرسة في الموسم الثاني ومشرف مدرسة في الموسم الثالث وكنت وما أزال أقوم بتطبيق برنامج الإدارة المتكاملة للآفات في الأنفاق العائدة لي وقمت بدراسة عدة تجارب على أنواع عديدة من التعقيم والمكافحة والتسميد وحتى الأصناف وكان لي الشرف أن أستحق ملصق وزراة الزراعة للمنتج النظيف منذ ثلاث سنوات وعملت جاهداً وبإمكانياتي الخاصة أن أسوق منتجي ممهوراً بهذه اللصاقة أو الشعار ولكن دون جدوى، وهذا برأيي لسببين الأول عدم اهتمام المستهلك لهذه اللصاقة لأسباب عديدة منها عدم الثقة وعدم اهتمام التاجر المسوق لأن همه الوحيد هو الربح بغض النظر عن نوعية المنتج ولعدم شعور المزارع بأن إنتاجه يتميز في السوق خلال المواسم الثلاث الماضية».

وعن مقترحاته الخاصة لتعميم تنفيذ تجربة مدارس المزارعين يقول السيد "عيسى": «لابد من دعم أسعار المنتج أو تبني الجهات المختصة له وتسويقه بأسعار تشجيعية ومميزة وإنشاء مركز لتربية الأعداء الحيوية المختلفة والمخصصة للزراعة المحمية بـ"طرطوس" كونها تحوي أكبر عدد من الأنفاق البلاستيكية وإنشاء مخابر متخصصة للكشف على النيماتودا والفطريات المختلفة بالتربة إضافة إلى إقامة ندوات إعلامية لتعريف المستهلك بهذا المنتج ودعم المزارعين الذين يصرحون بالتزامهم بالزراعة النظيفة بالقروض الزراعية، وذكر تسعيرة باسم منتج زراعي نظيف ضمن لائحة الأسعار الصادرة عن وزارة التموين، وتأمين لصاقات للمنتج النظيف بشكل كافٍ للمزارعين مكتوباً عليها عام الموسم الزراعي».

من الحضور

السيد وزير الزراعة وبعد اطلاعه على واقع مدارس المزارعين قال: «ستعمل الوزارة على متابعة قضايا المزارعين ما بعد الحصاد ومنها التسويق والتعريف بالمنتج النظيف حيث سنعمل على أن تكون جمعية مسوقي ومصدري الخضار والفواكه في "سورية" هي المسؤولة عن تصدير المنتج العضوي».

ويقول المهندس "حمزة إسماعيل" مدير زراعة "طرطوس": «إن المحاصيل التي تنتجها الزراعات المحمية من أهم المحاصيل في المحافظة وقد تم خلال مدارس المزارعين الحقلية التحضير الجيد لزراعة موسم جديد واستبدال طرق التعقيم التقليدية بطريقة التعقيم الشمسي التي توفر الجهد والمال وتحافظ على نظافة البيئة وإدخال فطر "التريكوديرما" لمكافحة فطريات التربة والنيماتودا إضافة إلى استخدامه رشاً على المجموع الخضري لمكافحة عفن الزيتون والعفن الرمادي وإحكام إغلاق البيت الزراعي، وعدم ترك أية فتحات أو شقوق لمنع دخول الحشرات، وتحليل التربة قبل الزراعة والابتعاد عن العشوائية في التسميد والاعتماد على نتائج التحليل، والمراقبة الدورية لتحديد الحاجة من الأسمدة إضافة إلى استخدام بدائل المبيدات الزراعية الضارة بالبيئة والصحة كمواد صديقة للبيئة، والابتعاد عن استخدام المبيدات الحشرية لمكافحة الديدان والاستعاضة عنها بإطلاق الأعداء الحيوية، والابتعاد عن استخدام مبيدات العناكب والاستعاضة عنها بإطلاق المفترس "فيتوسيلاس بيرسييمللس" والابتعاد عن استخدام الهرمونات كمثبتات عقد المسببة لأمراض عديدة خاصة السرطان والاستعاضة عنها باستخدام النحل الطنان والطرق الميكانيكية وتشجيع وصيانة تربية الأعداء الحيوية المحلية "أسد المن وأبو العيد" ومقاومة الصقيع عن طريق استخدام الري الرذاذي الخارجي واستخدام طبقة البلاستيك الرقيق داخل البيت واستخدام الوسائل البديلة والأساليب الزراعية للتقليل من أضرار الآفات ومسبباتها وإنتاج ثمار طبيعية متجانسة نظيفة ممتلئة بالبذور، إضافة إلى التواصل الدائم بين الجهاز الفني في المديرية والإخوة المزارعين من خلال الزيارات الدورية، وإقامة الأيام الحقلية».

من الحضور

يشار إلى أن عدد البيوت البلاستيكية في المحافظة وصل في عام "2009" إلى "107813" بيتاً يصل إنتاجها في الموسم الواحد إلى "398755" طن يصدر منها يومياً حوالي "1000" طن إلى مختلف أنحاء العالم.

شارك في اليوم الحقلي السادة "عدنان وسوف" أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بـ"طرطوس" والدكتور"عاطف النداف" محافظ "طرطوس" و"فايز سويقات" رئيس مكتب العمل والفلاحين الفرعي والمهندس "فداء غريب" عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة والدكتور "عبد الله بن يحيى" مدير مكتب الفاو بدمشق وخبراء من منظمة الفاو العالمي للأغذية وجمهور من المزارعين وأهالي المنطقة.