تحملك أنامله الذهبية إلى عوالم أخرى، ويجعلك عزفه تتنقل في فضاءات كبيرة ورحبة لتذهب إلى أراض لم تطؤها أرض إنسان، فنان متميز على كل المقاييس؛ إنه عازف العود "نصير شمه".
قد لا تكفي الكلمات السابقة لتفي هذا الإنسان حقه، إلا أنها كانت تمهيدا للحديث عن الأمسية التي أقيمت على مسرح نقابة الفنانين يوم الخميس 30/4/2009 لهذا العازف المتميز والتي قدم فيها عزفا متميزا نال إعجاب الحضور واستحسانهم.
"حلب" مدينة الطرب والأصالة حيث هناك الكثير من كبار شيوخ الطرب قد تخرجوا منها، هذه المدينة العظيمة تحتاج إلى ميزانية خاصة بها من أجل تشجيع الثقافة والفنون فيها. هناك الكثير من المطربين القديرين مثل الشيخ "عثمان الموصللي" والذي جاء إلى "حلب" ليتعلم منها، و"سيد درويش" الذي قدم ليكتشف الألحان المميزة والقدود التي تشتهر بها المدينة، ما تحتاجه "حلب" حاليا هو فقط دار "أوبرا"
"قصة حب شرقية" ... "من آشور إلى اشبيلية "... "حدث في العامرية" وغيرها... مقطوعات موسيقية متميزة من عازف جعل العود آلة لا تضاهيها آلة، قدم بها وبوساطتها مقطوعات كانت أقل ما يقال عنها أنها متميزة.
أما المفاجأة فكانت في تقديمه مقطوعة "قصة حب شرقية" عازفا فيها على العود وبيد واحدة! في تكريم لصديق له فقد ذراعه في أثناء الحرب، فأحب الأستاذ "نصير" أن يثبت له أن هذه الإصابة لن تثنيه عن الاستمتاع بالعود، فكان له أن قام بتأليف وأداء هذه المقطوعة كلها بيد واحدة فقط بطريقة أدهشت كل الحاضرين وأمتعهم وألهبت أكفهم بالتصفيق.
وقد تضمنت الأمسية أيضا تحويل العود إلى آلة "الجيتار" الغربية من خلال تخلي العازف "نصير" عن ريشة العزف، واستبدالها بأصابعه الخمسة في أسلوب قال عنه أنه مأخوذ من طريقة العزف الآشوري قبل إدخال الريشة إلى العود.
وقد أحب مدينة "حلب" وتواجده فيها والحفاوة التي تم استقبالها بها حيث يقول عن ذلك:
«"حلب" مدينة الطرب والأصالة حيث هناك الكثير من كبار شيوخ الطرب قد تخرجوا منها، هذه المدينة العظيمة تحتاج إلى ميزانية خاصة بها من أجل تشجيع الثقافة والفنون فيها. هناك الكثير من المطربين القديرين مثل الشيخ "عثمان الموصللي" والذي جاء إلى "حلب" ليتعلم منها، و"سيد درويش" الذي قدم ليكتشف الألحان المميزة والقدود التي تشتهر بها المدينة، ما تحتاجه "حلب" حاليا هو فقط دار "أوبرا"».
ويتابع بأن كلماته ليست مجاملة وإنما تعبير عن واقع رآه وعرفه وسمع عنه وحتى عاشه حيث يتابع:
«في "حلب" الكثير من المعاهد الموسيقية والفنية، إنما تحتاج هذه المدينة إلى عناية استثنائية ليس فقط من داخل "سورية" إنما من خارجها أيضا، يجب تدريس القدود الحلبية للأطفال لكي يتخرج منهم أناس يحافظون على التراث ويتناقلونه جيلا بعد جيل، كنت البارحة في احتفال أقامه لي نادي "شباب العروبة" مع تكريم لي منهم سمعت فيه أصوات غنائية رائعة، وأعتقد أنه آن الأوان لنسمع أسماء أخرى تعتبر عن الطرب الحلبي تتابع مسيرة الأستاذ "صباح فخري" ومن معه، في "حلب" وتحت كل قوس هناك صوت جميل ومميز».
وقد قدم العازف "نصير شمه" وعدا منه على المسرح بتبني كل المواهب الحلبية التي سمعها أثناء وجوده في "حلب" من خلال تقديمها ضمن كل المحافل التي هو فيها سواء على صعيد الوطن العربي أو على الصعيد العالمي من خلال كل القنوات التي يعرفها وكل الهيئات التي تشجع الموسيقى في العالم.
قدم لنا "نصير شمه" أمسية جميلة بكل المقاييس ومميزة بكل المعاني؛ أطرب فيها وأبهج الناس بها مقدما لهم أمسية سوف يتذكرونها طويلا.