تدرج في صغار نادي "الحرية" الرياضي في "حلب" ولعب في فئة الأشبال والناشئين، أما في مرحلة الشباب فقد أحرز مع فريقه "الحرية" بطولة الدوري عام/1991/م، كما نال الفريق بطولة الترتيب العام والرجال والشباب، وكان ذلك بإشراف المدرب الوطني الخبير"محمد دهمان"، لعب لفريق الرجال موسماً واحداً /1993-1994/وسجل هدفاً واحداً أيضاً كان كافياً لأن يحرز فريقه بطولة الدوري.

eSyria انطلق إلى مقر نادي "الحرية" في مقره التقليدي بـ"السريان الجديدة"يوم الخميس 19/3/2008، والتقى بالكابتن"عدنان أبو عجوز" المشرف الإداري لفريق "الحرية" الرياضي، لنتناول قصة لاعب عشق الرياضة كلاعب، فأكمل مسيرته بها كمشرف.

بالتأكيد نعم، لأن اللاعبين في السابق كانوا يستحقون أن يتوفر لهم الاحتراف الحقيقي، لكن الآن معظم اللاعبين لا يستحقون ذلك، ويمكن مقارنة ذلك من خلال إمكانيات اللاعبين في السابق وبين إمكانيات اللاعبين في الوقت الحالي، اللاعب الحديث اتجه نحو المادة فقط وهو لايهتم بمستواه، ولا بأخلاقه الرياضية، وهو يعيش في ظل حالة غياب الانتماء للنادي الذي لعب فيه ونشاً وتعلم منه، فكنا في السابق عندما نخسر أي مباراة نخرج من الملعب والدموع تغمرنا ولانستطيع أن ننظر بوجه مدربنا، أما اليوم فالموضوع اختلف كلياً وللأسف

سجل "أبو عجوز"هدفاً واحداً خلال مسيرته مع فريق الرجال، هذا الهدف ساهم بوصول الفريق لنيل بطولة الدوري، وعن قصة هذا الهدف يحدثنا، فيقول:

من ملاعب التدريب بالحمدانية

«ترفعت من فئة الشباب مع أربعة لاعبين هم "عبد الله الحلو، بسام عويس، عبد القادرحسن، نذير طاهر"، ولم يشركنا المدرب في مباريات مرحلة الذهاب، وأول مباراة شاركت فيها أساسياً استطعت أن أسجل هدفاً في مرمى فريق"الشرطة" المركزي، هذا الهدف كان سبباً وراء إحراز نقطتين هامتين كانتا الفارق بيننا وبين فريق "جبلة" ليحرز الفريق بطولة الدوري، ولم أسجل في مسيرتي سوى هذا الهدف، وكنت ألعب في مركز خط الوسط وتكمن مهمتي في توزيع اللعب وتنويعه وتمويل المهاجمين، فريقنا كان متميزاً آنذاك حيث ضم تشكيلة ممتازة من خيرة لاعبي "الحرية"، واستمريت باللعب مع الفريق حتى موسم/1997- 1998/، حيث كانت الظروف أقوى من بقائي معه كلاعب، ففضلت أن ألتفت إلى مجال التدريب».

ترك لعب كرة القدم واتجه إلى التدريب في سن مبكر، عمل مشرفاً خلالها لفريق الأشبال في النادي الذي أحرز بطولة الدوري موسم2007- 2008م جنباً إلى جنب مع المدرب"إدريس ماردللي"، كما أنه عمل مشرفاًُ للمدارس الصيفية في النادي أيضاً، وعن طبيعة عمله خلال هذه الفترة يحدثنا فيقول:

فريق أشبال الحرية

«أعمل مشرفاً مع مدربي الكرة في النادي لمدة تزيد على عشر سنوات، وخلال عملي كمشرف على المدارس الصيفية في النادي عملنا على انتقاء اللاعبين الصغار واكتشاف مواهبهم التي تمكنهم من أن يكونوا مواهب واعدة، وهي بصراحة مهمة كبيرة وعبء ثقيل يحتاج إلى تركيز واهتمام وجهد عالٍ، وفي المقابل يتم رفد هؤلاء الصغار لزجهم في فرق النادي حسب أعمارهم والاستفداة منهم، وكل هذا يتم عن طريق برامج أساسية متضمنة قواعد كرة القدم الرئيسية ومبادئ رمية التماس والتسديد من مواقع بعيدة ناهيك عن التكتيك في مراوغة الخصم والتسجيل، كما أن للأخلاق الرياضية حصتها الكبرى في هذا المجال، لأن الاخلاق والروح الرياضية والفن عندما تجتمع هي التي تصنع اللاعب المميز، وهذا يتم بالتعاون مع الخبرات الموجودة في النادي».

كل ماسبق يدعو للتساؤل، وهو لماذا تنجح فرق القواعد في بلدنا، في حين تفشل هذه الفرق نفسها في المراحل العمرية المتقدمة؟ وهو مايجيب عنه الكابتن"عدنان" قائلاً: «هذا يعود إلى ثلاثة أسباب وهي : التفاوت بين المدربين ومزاجياتهم، فمثلاً عندما يبدأ اللاعب بالتدرب بإشراف مدرب معين وينجح معه لفترة طويلة ويكون ناجحاً، فيتغير هذا المدرب، فيعتبر هذا اللاعب فاشلاً في نظر مدرب آخر، ويتم استبعاده نهائياً من اللعب مع الفريق وتجاهله، وثانياً أن لعبة كرة القدم هي لعبة الفقراء، فأحياناً ظروف اللاعب المادية تجعله يضطر إلى أن يترك الرياضة ويتجه نحو العمل وذلك إما بضغط من عائلته، أو ضغط نفسي يعاني منه شخصياً، وهو مايجعل بعض اللاعبين يفقدون مستقبلهم الرياضي، وثالثاً يبقى هاجس الخدمة الإلزامية التي تلاحق كل لاعب وتجعله يفكر بالانتقال إلى نادٍ آخر يدعمه ويؤهله خلال هذه الفترة، وبهذا يفقد النادي هذا اللاعب الذي قدم له وأعطاه وانتظر عطائه ليفقد ويقدمه لنادٍ آخر، وأعتقد أن الحل يكمن في أن يصعد المدرب مع الفريق دربه ويتدرج معه خطوة بخطوة، لأنه الوحيد الذي يعرف مستوى لاعبيه وقدراتهم ، والشيء الآخر هو مطالبتي لمدربي الفرق بعدم التكبر على تدريب فرق الصغار لأن كثيراً منهم من يعبر لك أنه نقطة سلبية متناسين متعة هذا الفن».

المدرب ادريس ماردللي والكابتن أبو عجوز

سؤال يخطر ببال الكثيرين الذين عرفوا "عدنان أبو عجوز" وتابعوه صغيراً، لكنهم لم يجدوه في صفوف الفريق خلال الفترة الماضية، وعن سر اعتزاله اللعب في سن مبكر، هو مايفصحه لنا، فيقول: «لنفس السبب الذي تحدثت عنه في السابق هو مزاجية المدربين، ولست أنا الوحيد ضحية ذلك ففي عالم الرياضة هناك الكثير ممن يملكون المواهب والقدرات الفنية لكنهم ظلموا من قبل مزاجيات مدربيهم وحرموا من متابعة هدفهم، فعندما يشعراللاعب أنه لا يأخذ حقه فهو يحبط كلياً، ومفهوم العدل في الرياضة شيء أساسي، وعنصر هام جداً ينبغي الاهتمام به والعمل عليه كثيراً، واللاعب كأي إنسان هو كتلة أحاسيس ومشاعر، وأنا أقول للمدربين أن اللاعب ليس موهبة فنية فقط وينقصه رفع القدرات الفنية وتعليم المبادئ الأساسية، فاللاعب أيضاً بحاجة إلى رفع معنويات دائماً، وهناك كثير من اللاعبين إذا لم تدربهم وقمت برفع معنوياتهم فهم يقدمون أكثر من اللاعب الذي توفر له التدريب الجيد والمستمر، لكنه حُطم نفسياً».

*باعتبارك لم تعاصر زمن الاحتراف، هل كنت تتمنى أن تعيش هذه الأجواء؟

**«بالتأكيد نعم، لأن اللاعبين في السابق كانوا يستحقون أن يتوفر لهم الاحتراف الحقيقي، لكن الآن معظم اللاعبين لا يستحقون ذلك، ويمكن مقارنة ذلك من خلال إمكانيات اللاعبين في السابق وبين إمكانيات اللاعبين في الوقت الحالي، اللاعب الحديث اتجه نحو المادة فقط وهو لايهتم بمستواه، ولا بأخلاقه الرياضية، وهو يعيش في ظل حالة غياب الانتماء للنادي الذي لعب فيه ونشاً وتعلم منه، فكنا في السابق عندما نخسر أي مباراة نخرج من الملعب والدموع تغمرنا ولانستطيع أن ننظر بوجه مدربنا، أما اليوم فالموضوع اختلف كلياً وللأسف».

**أمل على "فريق الأمل" ..

يعول الكثيرون في نادي"الحرية" على فريق الناشئين، والمنتظر أن يكون فريقاً واعداً من خلال الخبرات التي تشرف عليه والتي تنتظر أن تقطف ثماره، وهو ما يحدثناعنه الكابتن"عدنان"، فيقول: «نعمل في النادي على فريق الناشئين ونعول عليه كثيراً لأن يكون مستقبل النادي وأمله في أن يعيد البطولات للنادي، وخصوصاً أننا نعيش في أزمة صعبة تمرعلى النادي خلال هبوطه لأندية الدرجة الثانية، لكن إصرار الإدارة والمدربين واللاعبين أنفسهم على تطوير هذا الفريق والعمل عليه هو سر نجاحنا، وإن شاء الله سوف لن نحتاج إلى أكثر من سنتين ليعود فريق "الحرية" إلى مكانه الطبيعي بين الأقوياء والمنافسة على بطولة الدوري، وهذا يحتاج إلى تكاتف الجميع فالعمل الرياضي عمل متكامل بين الأطراف، ولايكفي أن يكون المدرب جيداً، وأن تكون الإدارة جيدة أو اللاعب جيداً، بل ينبغي أن تتضافر الجهود لتشكل يداً واحدة تصعد بهذا الفريق ليكون فريقاً مثالياً، والحمد لله باشرنا بذلك فالإشراف العام ملقى على كاهل المدرب الوطني "ديبو شيخو" ويدرب الفريق الكابتن"إدريس ماردللي" بالإضافة إلى وجود لاعبين موهوبين».

أخيراً فقد وجد "عدنان أبو عجوز" نفسه في العمل الإداري، ولعل النجاح الذي حققه مع فريق الأشبال هو ماكان حافزاًكبيراً بالنسبة له، وجعله واثقاً بنفسه، وكل ذلك نبع من حبه للنادي الذي نشأ وترعرع فيه، وكل مايقدم في سبيله لاينتظر منه أي مقدم مادي على الإطلاق.