إلى الجنوب الغربي لقرية "كفر اليحمول" التي تقع إلى الشمال من مدينة "إدلب" وعلى بعد حوالي /15/ كم وبين أشجار الزيتون التي تشكل غابة حقيقية يقع موقع "بيت رأس" الأثري الذي يضم مجموعة من الأوابد التاريخية التي مازالت شاهداً حياً على أصالة هذه المنطقة وسَكَنِها منذ القديم، ومن أهم هذه الأوابد الأثرية "معصرة الخمر" التي تغنى بخمرها عدد من الشعراء وذكرها عدد من المؤرخين في كتبهم التاريخية.

وعن حكاية هذه الموقع الأثري ومعصرة الخمر موقع eIdleb التقى الكاتب والباحث "محمد خالد عمر" ابن قرية "كفر اليحمول" ليحدثنا عن حكاية هذه المعصرة الأثرية والذي بدأ حديثه قائلا: «أن المنطقة الواقعة إلى الشمال من "معرتمصرين" كانت تشتهر بكرومها وعنبها كما هو مذكور في كتب التاريخ فكان لا بد من وجود معاصر لصناعة الخمر والدبس في تلك الفترة، وموقع "بيت رأس" ذكره "ياقوت الحموي" في كتابه "معجم البلدان" عندما قال: «هناك ثلاث قرى على رؤوس مثلث واحد إذا صهلت الخيل في إحداها تسمع القريتان الباقيتان كناية عن القرب و"بيت رأس" هي إحدى هذه القرى الثلاثة التي تقع في الجهة الغربية الجنوبية من "حلب" على بعد ثمانية فراسخ على حد قوله».

وقد ذكرت كتب التاريخ بأن زوجة أحد الخلفاء الأمويين كانت تصطاف فيه فاختنقت بحبة عنب وماتت هناك

ويتابع "العمر" قوله: « اشتهرت قرية "بيت رأس" بمعصرة لصناعة الخمر يعود تاريخها إلى العهد الروماني حتى أن "حسان بن ثابت" شاعر الرسول (ص) في يوم فتح "مكة" تغنى بخمرتها حيث يقول:

الكاتب والباحث محمد خالد عمر

كأن سبيئةً من بيتِ رأس ٍ

قبر مملوكي في موقع بيت رأس

يكونُ مزاجهاعسلٌ وماءٌ

فنشربها فتتركنا ملوكـــــاً

وأسداً ماينهنهنا الّلقـــــــاءُ

وهذا التغني بخمرة "بيت رأس" يعني أن خمرتها كان ينتشي بشربها كل الندماء من "الجزيرة العربية" إلى "روما" وقد ذكر خمرة "بيت رأس" "أبو نواس" و"بشار بن برد" في شعرهما و"أبو العلاء المعري" في كتابه رسالة الغفران عند ما جاء بمثل ٍ شعري لـ"أبي نواس" يتغنى بخمرةِ "بيت رأس"».

ويضيف: «هناك آثار أخرى في هذا الموقع فإضافة إلى المعصرة هناك "مدفن أثري" قديم منحوت على أحد جدرانه صورة "رأس ثور" مما يدل على أن الموقع كان مأهولاً بالسكان منذ العهد الوثني كما يوجد في الموقع قبور توجد عليها إشارات تدل على أنها قبور "أيوبية"».

و"بيت رأس" اسم لموقع آخر في الأردن والقول مازال للأستاذ "العمر": «وقد ذكرت كتب التاريخ بأن زوجة أحد الخلفاء الأمويين كانت تصطاف فيه فاختنقت بحبة عنب وماتت هناك».