وصل إلى ما لم يصله مطرب "إدلبي" قبله ولا بعده حتى الآن، فـ"روتانا" هي الحلم الأغلى الذي يداعب قلب كل فنان، وصلها وتعاقد معها ثم سرعان ما بدأ العد العكسي لأسباب عرفناها عندما التقى موقعنا eIdleb الفنان المطرب "محمود الأحمد" والذي تحدث عن بدايات مشواره الفني قائلاً: «بدايتي كانت كبداية معظم الفنانين، من المدرسة انطلقت وفي مراحل مبكرة جداً، عندما اكتشف معلمي الأستاذ "محمد رزوق" موهبتي وقدمني في الصف الأول الابتدائي لأشارك في مهرجانات الطلائع على مستوى المحافظة وأحرز مراكز متقدمة.

كما تسنى لي في المرحلة الابتدائية أن أحظى بالتعلم على آلة العود والتي دربني عليها الأستاذ الموسيقي القدير "جمال صباغ"، وكنت أتقنت آلة الناي قبلها، وأثناء هذه المراحل المبكرة من مشواري الفني كنت مختصاً بأداء الأغنية الفلكلورية وخاصة "الموليّا" السراقبية، إلى أن بدأت أميل في بدايات شبابي إلى الأغنية الفراتية».

*بعكس كثير من زملائك كانت إطلالتك الأولى على الجمهور من خلالة الشاشة الصغيرة وليس من خلال الحفلات الشعبية، كيف كان ذلك؟

مع الفنان سلوم حداد والفنانة المصرية سيمون

** انتبه بعض الملحنين لموهبتي من خلال المهرجانات فأوصلوني إلى التلفزيون العربي السوري في العام /1988/ فكتب لي الشاعر "أحمد قنوع" أغنية (قدّر الله والتقينا) ولحنها الموسيقار "سعيد قطب" وصُورت لصالح التلفزيون، وكانت من إنتاجي الخاص. بعدها مباشرة بدأت مسيرتي مع الحفلات الفنية، وأذكر ان أول حفلة شعبية لي كانت في بلدتي في العام /1989/.

  • إذا وقفنا عند هذه المرحلة من مشوارك الفني، هل كنت متقناً تماماً لأصول الغناء والعزف بشكل أكاديمي؟
  • ** ليس تماماً، ولكن في العام /1990/ تتلمذت على يدي الموسيقار السوري الكبير "قدري دلال" في الصولفيج الإيقاعي والغنائي ولمدة عام كامل، وكانت هذه مرحلة تحول في حياتي الفنية فقد أصبحتُ محترفاً، فسافرت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأقمت في دبي ست سنوات أحييت فيها عشرات الحفلات في الفنادق المتميزة، ومنها طرتُ إلى القاهرة (صانعة النجوم) آنذاك، حيث التقيت الموسيقار "صلاح الشرنوبي" وقمت بتسجيل سبع أغنيات من ألحانه، أما الكلمات فكانت للشعراء "مدحت قدور" و"هاني شحاته"، وقام بالتوزيع الموسيقي الموسيقار "يحيى الموجي" والفنان "عمرو عبد العزيز"، أما الإنتاج فكان لي شخصياً.

  • التعامل مع هذه الأسماء الشهيرة في عالم التلحين والتوزيع مكلف جداً، وبحاجة إلى تسويق يعود على الفنان بريع معقول، هل توافقني الرأي؟
  • ** الكاسيت كلفني /60/ ألف دولار، وما جعلني أتفاءل بالمجد والمال هو تبني شركة "روتانا" لهذا الكاسيت، حيث وقعت عقداً معي لمدة عشر سنوات، ولكنها للأسف لم تلتزم لأسباب لا أعرف تفاصيلها تماماً، فقمتُ بإهداء الكاسيت للتلفزيون العربي السوري دون مقابل إذ قال لي وقتها المدير العام للهيئة الأستاذ "عادل اليازجي" أنهم لا يستطيعون دفع أي مبلغ، فقبلتُ على أمل أن تنتشر الأغاني وتصل للجمهور، ولكن الأغاني وُضعت على الرف أو في الأرشيف لأنه يجب أن تتوافر إمكانات أخرى أو تنازلات أكثر لعرض هذه الأغاني.

  • في عز عطائك الفني توجهتَ للتجارة وأهملت الغناء، بعد أن حققت إنجازات غير مسبوقة على مستوى المحافظة، لماذا؟
  • ** المسيرة الفنية مسيرة شائكة، فيجب على الفنان أن يكون ممتلئاً مادياً كي يستطيع أن يتابع مسيرته ويسوّق نفسه، فعلى الأقل يجب أن ينتج الفنان "ألبوماً" واحداً في العام، وهذا مكلف جداً، لذلك اضطررتُ أن أجد عملاً رديفاً كي يكون هناك دخلٌ يغطي النفقات المطلوبة، وأخيراً قررت احتراف التجارة، أما الغناء فهو الهواء الذي أتنفس، ولكنني اعتزلته كحرفة».

  • شاهدناك في بعض المسلسلات التلفزيونية، كما أنك اشتغلت في التلحين، ماذا عن تجاربك تلك؟
  • ** شاركت في مسلسل (أبو العلا البشري) للكاتب "أسامة أنور عكاشة" والمخرج "محمد فاضل"، ومسلسل (الورد البلدي) مع الفنان "سلوم حداد" و"عدنان بركات" وهو من إنتاج التلفزيون العربي السوري.

    أما على صعيد التلحين فقد بدأت مشواري معه في العام /1993/ بأغنية من كلمات الشاعر الفلسطيني "خالد أبو خالد"، ثم قمت بتلحين أغان خاصة للأفراح الخليجية بمشاركة عدد من الشعراء "عبد العليم زيدان" – "مدحت قدور"، حيث حققت لي دخلاً مادياً كبيراً ساعدني بتنفيذ بعض المشاريع الفنية، وقد فاق عدد الأغاني التي لحنتها حتى الآن العشرين أغنية.

    يذكر أن الفنان "محمود الأحمد" من مواليد مدينة "سراقب" /1964/، وعضو نقابة الفنانين منذ العام /1981/.