«ينتمي العرض المسرحي "العاري والأنيق" الذي قدمته فرقة المسرح الشبيبي في "درعا" للكاتب الايطالي "داريوفو" إلى النصوص الساخرة التي قدمها الكاتب والحاصل على جائزة نوبل للآداب في مرحلة مبكرة من حياته محاولاً التعرض للأوساط الاجتماعية القائمة على الزيف وتحديد ذلك الزيف من خلال أنماط اجتماعية تنتمي لطبقات مسحوقة وربما اتخذ العرض مساراً مختلفاً ومخالفاً لما أراده "داريوفو" فقدم بطريقة متواضعة فنياً وأدائياً وربما كان الأجدى بفرقة "درعا" أن تجتهد في تقديم صورة مسايرة للعرض من حيث الفكرة على الأقل».
والكلام السابق هو الرأي الذي قدمه لنا الناقد المسرحي "جمال آدم" بعد حضوره على صالة المسرح القومي بـ"طرطوس" عرض فرقة المسرح الشبيبي في "درعا" ضمن فعاليات مهرجان الشباب المسرحي الرابع بتاريخ "13/4/2009".
يبقى الإنسان بجوهره وليس بمظهره ولباسه فكرة أردنا أن نقدمها من خلال عرضنا اليوم وذلك من خلال الحوار الذي يدور بين مجموعة شخصيات العرض ومنهم شخصيتي الزبال والسفير العاري الذي اخترنا له عربة القمامة مكاناً يختبئ فيه بعد أن هرب من أحد المنازل
وفي لقاء خاص مع السيد "حسين السالم" مخرج "العاري والأنيق" تحدث عن عرضه قائلاً: «يبقى الإنسان بجوهره وليس بمظهره ولباسه فكرة أردنا أن نقدمها من خلال عرضنا اليوم وذلك من خلال الحوار الذي يدور بين مجموعة شخصيات العرض ومنهم شخصيتي الزبال والسفير العاري الذي اخترنا له عربة القمامة مكاناً يختبئ فيه بعد أن هرب من أحد المنازل».
وعن الموسيقا التي استخدمت في العرض قال: «الموسيقا ايطالية من أصل النص حيث إن "داريوفو" مؤلف ومخرج مسرحي قريب من الشارع أو المتلقي الفقير وهناك مبالغة بالحركات حيث إن العمل أقرب ما يكون إلى التهريج المبسط من خلال الكلمة والفعل لنتمكن من جذب المشاهد أما الديكور فهو عبارة عن حديقة عامة يأتي إليها زبال يفتح عربته ليجد فيها رجلاً عارياً ويعرف منه أنه سفير».
وفي لقاء آخر مع السيد "فراس المقبل" ممثل مسرحي وهو من قام بدور الزبال الذي يمثل الشخصية الرئيسية في العرض قال: «أردت من خلال العرض أن أوصل فكرة مفادها مثلما يقال باللغة العامية "توب العيرة ما بيدفي ولو دفى مارح يدوم" والزبال في العرض هو شخص احتال عليه عدة أشخاص سلبوا نقوده وحتى لباسه الذي أخذه السفير بعد أن وعده بوظيفة جيدة لكنه لم يفِ بوعده وخسر الزبال كل شيء حتى لباسه الذي أخذه السفير وغاب».
ومن خلال استطلاع أجريناه لرصد بعض الآراء بالعرض قال السيد "علي إسماعيل" مخرج في المسرح الشبيبي وممثل في مسرح "طرطوس" القومي: «النص جيد من نوع الكوميديا "الفالس" التي تعتمد على نوع من التهريج المنظم المنضبط المنظم وهي معقولة وخفيفة لكن أداء الممثلين كان بحاجة إلى تكثيف جرعات البروفات كما أن هذا النوع من الكوميديا يتطلب نوعاً من الأداء المبالغ به، حيث إن الممثل لا يعيش الشخصية التي يؤديها لكنه يبالغ بالضحكة والانفعال وهذه من أدوات الانفعال وبرأيي كان من الواجب العمل بشكل أكبر على أداء الممثلين».
يشار إلى أن العرض هو أول تجربة إخراجية للمخرج "حسين السالم" مع فرقة المسرح الشبيبي في "درعا" التي أسست منذ "10" سنوات ولم يغير في النص المسرحي وقد قام بأداء الشخصيات في العرض السادة "فراس المقبل" و"حسين العميان" و"نضال جنازرة" و"فتحي خليفة" و"رشا النحاس".