"الأندرين" أو "اندرونا" ذات الأصل الروماني البيزنطي تقع على بعد /60/ كم شمال شرقي مدينة "حماة"، وذكرت على أنها كوم أو تل وهي تتراوح ما بين المدينة والقرية طبقاً لكتابة على قطعة فسيفساء سورية ظهرت في سوق التحف الأثرية في بيروت عام /1980/ م، ويعود الذكر الأخير لهذه المدينة إلى ياقوت الحموي عام/1225/ م.
تحتل "أندرونا" موقعاً يقارب (1.6) كم2، يضم 11 كنيسة وحصناً عسكرياً ضخماً وحماماً عاماً، إضافة إلى بعض الأبنية العامة الهامة وعدد كبير من المنازل وأربعة خزانات ضخمة في أطراف الموقع.
اشتهرت قديماً بزراعة الكرمة وأشجار الزيتون، ومنها كان يتم صناعة أجود أنواع النبيذ وزيت الزيتون، حتى إن الشاعر "عمرو بن كلثوم" ذكرها في مطلع معلقته الشهيرة، حيث قال:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا