البيئة الشعبية كثيراً ما تقدم لنا نماذج مميزة من أبنائها الذين يمتلكون مشاريع ذاتية محمولة على همّ وطني جاء بلا ترتيب أو تنسيق مدرك عند هذا الإنسان ذكرا كان أم أنثى، بل عفو الخاطر على خلفية تربية رضعها مع حليب الأم/الوطن. وتوجيهات رب الأسرة البسيط لينمو ويقف شجرة دائمة الخضرة ضاربة جذورها بعمق الانتماء لهوية عربية.

السيدة "فاطمة الجاجة" تحدثت لموقع eHama لدى زيارتنا لها بمكتبها "بروضة الأندلس الحديثة" بتاريخ الخميس 5/3/2009 قائلة: «نتيجة الواقع الاجتماعي الذي خيم بظله القاسي علينا نحن النساء، حلمت بالحرية فأكثرت من القراءة لكل ما يقع تحت يدي واستطعت أن أكون متفوقة في الدراسة على زملائي، وتخرّجت من "دار المعلمات" أحمل "شهادة أهلية التعليم الابتدائي" عام/1972/ متزوجة ورزقت بأربعة أولاد تخرجوا جميعاً من الجامعة، البكر "مهندس معماري" والثاني "مجاز لغة عربية" والبنتين تحملان إجازة في "الأدب الانكليزي" والجميع تزوجوا وأصبح لديهم عائلاتهم».

كنت ولازلت أجيد العزف على "العود" وأملك صوتاً يساعدني في أداء الأغنيات والأناشيد، وكنت أدرس مادة "الموسيقا" في "معهد الصف الخاص" دروس نموذجية في العزف على "العود"، كما أنني أجيد "الرسم" حيث أرسم الحكايات على "الورق المقوى" وأقدمها للأطفال في "الروضة"، ولازلت أحب المطالعة، وأحضر كامل الفعاليات الثقافية في "المركز الثقافي العربي" والمهرجانات الفنية والأدبية وبشكل خاص الأنشطة "المسرحية"

وعن بداية نشاطاتها الاجتماعية أجابت قائلة: «ساعدتني الظروف أن أنتسب لمنظمة "الاتحاد النسائي" عام/1967/ ولديّ من العمر/17/عاما، استلمت قيادة وحدة نسائية، وفي عام /1974/ ترأست رابطة المدينة "للاتحاد النسائي" ثم رشحت عن نساء "حماة" للدور التشريعي الخامس "لمجلس الشعب" عام/1990/ولغاية عام /1994/ بعد انتهاء عملي بالمجلس عملت بمختلف النشاطات الاجتماعية، وفي عام/1996/ترأست منظمة الاتحاد النسائي في "حماة". بعد هذه الرحلة التي أكسبتني الكثير من الخبرات في الحياة، استقر بي الوضع في هذه "الروضة" التي أسستها عام/1998/ ومازلت مستمرة بالعمل بها مع كادر ممتاز من المعلمات المتخصصات بالتربية».

السيدة فاطمة في أحد الأنشطة

وعن هواياتها الخاصة أجابت: «كنت ولازلت أجيد العزف على "العود" وأملك صوتاً يساعدني في أداء الأغنيات والأناشيد، وكنت أدرس مادة "الموسيقا" في "معهد الصف الخاص" دروس نموذجية في العزف على "العود"، كما أنني أجيد "الرسم" حيث أرسم الحكايات على "الورق المقوى" وأقدمها للأطفال في "الروضة"، ولازلت أحب المطالعة، وأحضر كامل الفعاليات الثقافية في "المركز الثقافي العربي" والمهرجانات الفنية والأدبية وبشكل خاص الأنشطة "المسرحية"».

وعن عملها في "الاتحاد النسائي" ودوره في توعية "المرأة" أوضحت: «كما أسلفت دخلت المنظمة وأنا بنت /17/عاما، وأعتبر "الاتحاد النسائي" بيتي الثاني، فقد تربيت ونشأت في هذه "المنظمة" التي جعلت مني شخصية قادرة على استقطاب الأخوات "النساء" للعمل في "المنظمة" التي تقوم بتعليم "المرأة" وتثقيفها وتدريبها على مهنة ترتزق من خلالها، وتقوم بمساعدتهن على محوي أميتهن ورفع سويتهن الثقافية والمعرفية. كما يقوم "التحاد النسائي" بالنشاطات، والندوات في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية "للمرأة" في المجتمع، وتعديل نصوص بعض "القوانين" التي تهضم حق "المرأة" مثل "قانون الأحوال المدنية" وأمور أخرى لازالت تطرح من خلال المؤتمرات "النسائية" محليا وعربيا وعالميا. والسعي الدائم في تأمين دخل مادي "للمرأة" يحميها من "غدرات الزمان" كما يقول المثل الشعبي"».

السيدة فاطمة مع الأطفال

وعن دور "المرأة" في القضية التشريعية بمجلس الشعب أجابت: «بداية لابد من التنويه إلى الدور الفعال الذي لعبته وتلعبه المرأة السورية لإيصال صوتها ومساهمتها عبر "مجلس الشعب" وكل مفاصل الدولة من رئاسة الحكومة، حيث تشغل السيدة الدكتورة "نجاح العطار" منصب نائب رئيس الجمهورية، وفي مجلس الوزراء، والوزارات، وحتى أصغر وحدة اقتصادية، واجتماعية. أصبح للمرأة دور واضح عبر الأماكن التي تشغلها، وبشكل خاص تمثيلها في "مجلس الشعب" بدوراته المتعاقبة، ساهمت وتساهم "المرأة" في الحوار والنقاشات التي ينتج عنها تعديلات مهمة في نصوص "القانون" الذي يهضم حقوق "المرأة" كما أسلفت من سابق. ونطمح لتحقيق مكاسب أكبر فهي بالنهاية إنسان مثلها مثل الرجل كلاهما يتعاونان على تحقيق الأجمل، والأفضل بالحياة، في سياق العدالة الاجتماعية"».

وعن المهام التي كانت تطمح في تحقيقها لدى وجودها في "الدور التشريعي الخامس بمجلس الشعب" ولم يتحقق بعد قالت: «كنت أطالب دائماً أن تبقى "المرأة المطلقة" في بيت الزوجية لتربي الأطفال، مع التعهد بعدم الزواج. لأنه بوصفي "زوجة" أدركت بعد الدراسة والمسح الاجتماعي الذي قمت به، والمشاهدات بالعين المجردة، أن الكثير من "النساء" المطلقات قد تشردن بالشوارع، وخصوصاً من لا معيل أو أهل لها،هذه تتشرد قولاً وفعلاً، عدا عن مشاكل أخرى، كنت أتمنى أن لا تصل إليها "المرأة/الأم". وقد كتبت وصرحت بالصحافة مطالبة وقوف الرأي العام معي في هذا المطلب الحق "للمرأة المطلقة" لكن للأسف لازال الموضوع قيد الحوار والنقاش، وكنت أطال بضرورة تأمين مصدر معاشي "للمرأة" بشكل عام و"المرأة المطلقة" بشكل خاص، وهذا سيكون في صالح المجتمع بالعموم"».

قضيتها المرأة

والجدير بالذكر أن السيدة "فاطمة الجاجة" عضو فعال بالجمعيات الخيرية التطوعية، وفي "جمعية أصدقاء البيئة" و"جمعية العاديات" أيضاً.