«تبقى مهنة تنجيد المفروشات بما تتضمنه من الحفر والرسم على الإسفنج، المهنة التي تدخل بيوتنا، على اختلاف طبقات وشرائح المجتمع، حيث يكاد لا يوجد منزل إلا وتجد فيه غرفة منجّدة تنجيداً عربياً او إفرنجياً، بحسب ذوق الشخص، وبأشكال متنوعة ومختلفة».
الكلام للسيد الحرفي "محمود جمعة" في لقاء مع موقع eQunaytra، مضيفاً: « تعلمت مهنة تنجيد المفروشات العربية، منذ أكثر من عشر سنوات. ومن اجل ذلك قمت بفتح محلين لتنجيد المفروشات العربية وبيع السجاد والموكيت، في بلدة "خان أرنبة". بعد أن وجدت توجها من قبل معظم المواطنين، بالإقبال على تنجيد غرف او غرفتان في المنزل، تماشيا مع التطور.
تعلمت مهنة تنجيد المفروشات العربية، منذ أكثر من عشر سنوات. ومن اجل ذلك قمت بفتح محلين لتنجيد المفروشات العربية وبيع السجاد والموكيت، في بلدة "خان أرنبة". بعد أن وجدت توجها من قبل معظم المواطنين، بالإقبال على تنجيد غرف او غرفتان في المنزل، تماشيا مع التطور. حيث درجت العادة في بلدات وقرى محافظة "القنيطرة" على الاهتمام بغرفة معينه من غرف المنزل، وايلائها عناية خاصة، تسمى هذه الغرفة "المضافة" التي يتم فيها استقبال الضيوف. مهنة تنجيد المفروشات العربية تحتاج الى مكان واسع اضافة الى جملة من الأدوات الاساسية في العمل مثل ماكينات الخياطة وماكينة لحبكة الأقمشة، وأخرى لحبكة الموكيت والسجاد
حيث درجت العادة في بلدات وقرى محافظة "القنيطرة" على الاهتمام بغرفة معينه من غرف المنزل، وايلائها عناية خاصة، تسمى هذه الغرفة "المضافة" التي يتم فيها استقبال الضيوف. مهنة تنجيد المفروشات العربية تحتاج الى مكان واسع اضافة الى جملة من الأدوات الاساسية في العمل مثل ماكينات الخياطة وماكينة لحبكة الأقمشة، وأخرى لحبكة الموكيت والسجاد».
وعن طريقة شغل المفروشات العربية وتنجيدها يضيف السيد "فندي فرزان" صاحب محل "دانييل" للمفروشات العربية في بلدة "خان أرنبه" قائلاً: «في البداية يتم اخذ قياسات الغرفة المراد تنجيدها بدقة، بعد ذلك يتم الاتفاق مع الزبون على نوع الفرشات والأشكال التي يحب أن نحفرها على الواح الإسفنج. بعد الاتفاق على الشكل النهائي للغرفة يتم اخذ قياسات القماش والبدء بأعمال التفصيل والقص والتطريز، في هذه الأثناء يتم حفر الإسفنج وفق الشكل المطلوب، وإجراء بعض أعمال اللصق لبعض الواح الإسفنج، التي تحتاج الى ذلك.
وعند الانتهاء من الحفر واللصق وأعمال الخياطة، نقوم بإضافة بعض الزخارف والرسومات على المفروشات باستخدام أدوات خاصة لذلك، من اجل إعطاء لمسة جمالية وديكور معين للغرفة، بعد تطبيقها على ارض الواقع. لا يمكن إغفال مرحلة من العمل على حساب أخرى، فجميع المراحل يجب أن تتطابق فيها الأعمال، سواء كان ذلك بحفر الإسفنج او بأعمال قص القماش وتفصيله، والخطأ في عملنا غير مسموح ويمكن أن يتسبب في تخريب المرحلة التي نخطئ فيها، سواء في الإسفنج او القماش، وبالتالي التسبب في خسارة ثوب القماش او طبق الإسفنج.
بعد الانتهاء من كافة أعمال التفصيل والخياطة ولصق الإسفنج، يتم تركيب قماش كل قطعة على قطعة الإسفنج المخصصة لها، وتثبت على قطعة الإسفنج باستخدام أزرار خاصة بهذه المهنة تثبت على القماش والإسفنج معا، فتعطي أشكالا جميلة للفرشة. ليصار بعد ذلك الى الاتصال بصاحب المفروشات من اجل اخذ موعد للذهاب الى منزله وتركيب الغرفة، بما تتضمنه من فرشات وستائر وغيرها، من بعض الكماليات الإضافية التي يحب البعض إضافتها الى المفروشات، مثل الركايات "المخدات" التي توضع من اجل راحة الضيف، اضافة الى وضع قطعة من الستانلس او النحاس او الخشب تحت الفرشات او على جوانب الغرفة التي يتم تفصيلها بطريقة المفروشات الإفرنجية التي تسمى في منطقتنا "التواطي" (مصطبة على محيط غرفة مخصصة للاستقبال)، حيث توضع الفرشات على كافة جوانب الغرفة، التي تكون مبنية على شكل مستطيل او مربع، بحيث تتسع لأكبر عدد ممكن من الضيوف».
ويشير السيد "مرعي الحمصي" الى أن تكلفة تنجيد غرفة الضيوف، تختلف بحسب رغبة الزبون ونوعية القماش والإسفنج المستخدم ويضيف: «بعض الغرف يمكن أن تبلغ تكلفتها المادية أكثر من خمسين ألف ليرة سورية، في حين تكلف غرفة أخرى عشرين ألف ليرة سورية، الأمر يعود الى نوع الإسفنج ومتانته. وفي مهنتنا يتم وضع الإسفنج من نوع الضغط الممتاز لتنجيد المفروشات، في حين يستخدم الإسفنج من نوع الضغط العالي لتنجيد المساند والركايات. حيث تصل كلفة فرشة الإسفنج الواحدة نحو 1000 ليرة سورية، في حين يكلف المسند نحو 600 ليرة سورية، والركاية 156 ليرة سورية. أما بالنسبة للقماش المستخدم في تنجيد المضافات العربية فهو من النوع الغالي والفخم، الذي يشمل قماش المخمل بأنواعه والساتان، وأسعار هذه الأقمشة تختلف بحسب جودتها وقدرة الزبون المادية. في معظم الحالات يتم تنجيد الغرف من قماش المخمل ذو الأسعار المقبولة التي تتراوح بين 275 و500 ليرة سورية. في محصلة العمل يتم حصر التكلفة النهائية للمضافة، من جميع هذه التكاليف لمعرفة تكلفة غرفة الضيوف بعد اضافة الستائر والإكسسوارات المتعلقة بالستائر. وقد درجت العادة عندنا في محافظة "القنيطرة وجبل الشيخ" على تقسيط تكلفة تفصيل غرفة الضيوف او المضافة العربية، تماشيا مع ظروف المواطنين الاقتصادية، اضافة الى أن معظم مناطق "سورية" بدأت تتعامل بأسلوب التقسيط، حرصا على مصلحة المواطن وأصحاب المحلات المرتبطة ببعضها البعض».
الحرفي "كفاح صالح" وهو صاحب محل لتنجيد المفروشات العربية في قرية "حرفا" يقول: «تشهد فترة الصيف حركة تنجيد نشيطة، نتيجة إقبال الكثير من الأفراد على الزواج، وبالتالي فهم بحاجة الى عفش منزل جديد، كما أن حركة المواسم الزراعية تكون في أوجها والقدرة الشرائية للمواطنين تكبر، فيسعون الى تجديد مفروشات منزلهم القديمة بأخرى جديدة. اضافة الى أن عادة انتقال الأشخاص الى منازلهم الجديدة تكون في فترة الربيع والصيف، وبالتالي هذا المنزل الجديد يحتاج الى مفروشات وسواها.
وقد درجت العادة في قريتنا، بان يقوم أهل الفتاة المقبلة على الزواج بإهدائها غرفة تنجيد جديدة تقوم بأخذها معها يوم زفافها، الى منزل الزوجية الجديد، حرصا من الأهل على مساعدة ابنتهم في تأسيس وفرش عفش المنزل الجديد، الذي يحتاج الكثير من المستلزمات وأهمها الفرشات العربية. كما أن حركة العمل في مهنة تنجيد المفروشات العربية، هي في حركة مستمرة، ولو انتابها بعض الهدوء النسبي، ولكن الحرفي الماهر يعرف كيف يجذب الزبائن لبضاعته. ففي فصل الشتاء تنشط حركة تنجيد الموبيليا والكراسي الخشبية والصوفايات، كما درجت اليوم أعمال تصنيع وتنجيد الطاولات والطرابيزات الأرضية، والتي لها طابعها الجمالي الخاص وديكورها الأنيق، حيث يتم وضع مرآة على الوجه العلوي للطاولة او الطربيزة».