«يقع "تل مبطوح" الأثري على الضفة اليسرى لوادي "عقربه"، وعلى بعد 37 كم غرب مدينة "الحسكة" و8 كم شمال جبل "عبد العزيز" تبلغ مساحة التل الرئيسي تسعة وعشرين هكتارا، ويرتفع عن السهول المحيطة بحدود 16م»، هذا ما قاله السيد "عبد المسيح بغدو" مدير دائرة الآثار في محافظة "الحسكة" لموقع eHasakeh الذي التقاه بتاريخ 21/3/2009.

وأضاف قائلا: «هو عبارة عن تل دائري الشكل قطره الداخلي 542 م والخارجي 833 م ويحيط به سوران داخلي وخارجي يتخللهما سبعة مداخل ظاهرة، وهي على الأغلب- بوابات المدينة القديمة للموقع- تتجه نحو المدن القديمة الهامة مثل: "تل براك"

هو عبارة عن تل دائري الشكل قطره الداخلي 542 م والخارجي 833 م ويحيط به سوران داخلي وخارجي يتخللهما سبعة مداخل ظاهرة، وهي على الأغلب- بوابات المدينة القديمة للموقع- تتجه نحو المدن القديمة الهامة مثل: "تل براك" و"تل بيدر" و"تل خويرة" و"تل الحريري" و"ماري"، ومواقع أخرى. بين عامي 1986 و2001 أجرت بعثة أثرية أميركية من جامعة "يل" برئاسة "فرانك هول" أعمال مسح اثري شملت جميع المواقع الأثرية الواقعة شمال وجنوب منطقة جبل "عبد العزيز"، ومن ضمنها "تل مبطوح شرقي"، في عام 2001م بدأت بعثة أثرية سورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف أعمال التنقيب الأثري في الموقع برئاسة الدكتور" أنطوان سليمان" والأستاذ "عبد المسيح بغدو" بالتتابع بهدف التعرف على بنية تكوين التل من الناحية المعمارية، ومعرفة الدور الاقتصادي والتجاري لهذه المدينة خلال الألف الثالث ق.م.

و"تل بيدر" و"تل خويرة" و"تل الحريري" و"ماري"، ومواقع أخرى.

عبد المسيح بغدو

بين عامي 1986 و2001 أجرت بعثة أثرية أميركية من جامعة "يل" برئاسة "فرانك هول" أعمال مسح اثري شملت جميع المواقع الأثرية الواقعة شمال وجنوب منطقة جبل "عبد العزيز"، ومن ضمنها "تل مبطوح شرقي"، في عام 2001م بدأت بعثة أثرية سورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف أعمال التنقيب الأثري في الموقع برئاسة الدكتور" أنطوان سليمان" والأستاذ "عبد المسيح بغدو" بالتتابع بهدف التعرف على بنية تكوين التل من الناحية المعمارية، ومعرفة الدور الاقتصادي والتجاري لهذه المدينة خلال الألف الثالث ق.م.».

وعن بعض المكتشفات الأثرية في التل يضيف "البغدو": «دلت الكسر الفخارية المنتشرة على سطح التل أن تاريخ الاستيطان في الموقع يعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث ق.م، وفي الجهة الشمالية ما بين السور الداخلي والخارجي وجدت كسر فخارية تعود إلى الألف الثاني ق.م، والى فترة الحضارة البيزنطية، وفترة الحضارة العربية الإسلامية. بينت أعمال التنقيب المنهجي التي تمت في الموقع خلال ستة مواسم في عدة قطاعات وجود حضارة هامة، وذلك من خلال الكشف عن بقايا معمارية متعددة، ذات نظام معماري محصن متمثل في مدينة ذات نظام مدني، وديني، وعسكري، وسياسي.

امتازت العمارة المدنية بوجود أبنية سكنية ذات جدران عريضة تقوم على أساسات حجرية كلسيه طليت جدرانها الداخلية بالجص الأبيض، تم التعرف عليها في القطاعين p:j تألفت معظم منازلها من غرف كبيرة احتوى محيطها الداخلي على مصاطب للجلوس مبنية من اللبن، ومطلية بالكلس، وغرفة صغيرة، وباحة أرضيتها مرصوفة بالحجارة والكلس، عثر في داخلها على ساحقات حبوب، وتنانير، واقنية لتصريف المياه، تنفتح أبوابها على الشوارع وتفصلها عن بعضها بعضاً مسارات ترتبط بها مباشرة، وعدة غرف صغيرة تم الكشف عليها في القطاع I معظم أرضيتها وجدرانها مطلية بالجص، يخترقها شوارع يعتقد إنها ورشات لصناعة الجلود، ومواد أخرى.

بالإضافة إلى مجموعة غرف صغيرة كشف عنها في القطاع Q عثر في داخل إحداها على ختم اسطواني عليه زخارف لحيوانين يجران عربة عليها شخصان، يعود إلى الفترة الأكادية القديمة، وفي القطاع p تم التعرف على مجموعة أبنية جدرانها مغطاة بطبقة من الكلس، مبنية من اللبن المستطيل، عرضها حوالي متر واحد، وعثر في داخلها على جرة صغيرة احتوت على مجموعة من الأدوات البرونزية ذات الأشكال والأحجام المختلفة.

أما العمارة الدينية فقد تمثلت بوجود معبدين، الأول تم الكشف عنه في القطاع N وهو ذو شكل مستطيل مؤلف من قاعة واحدة، CELLA طوله 14م وتراوح عرض جدرانه بين 1,6 إلى 2م شيد على أساسات حجرية ضخمة، معظم جداره الغربي مغطى باللبن المربع الشكل، يقع مدخله في منتصف الضلع الجنوبي، ويقابله مصطبة على الضلع الشمالي من الداخل والخارج.

أما المعبد الثاني فتم التعرف عليه في القطاع C وهو ذو شكل شبه مربع، مؤلف من قاعة واحدة CELLA، طوله 12م، وعرض جدرانه 2م شيد على أساسات حجرية ضخمة، مدخله في نهاية الضلع الغربي من الجهة الشمالية، ويقابله مصطبة بارزة متدرجة نحو الداخل والخارج على الضلع الشرقي، عثر في منطقة المعبد على أربعة كسر فخارية عليها طبقات لختم اسطواني، مع سطر عليه كتابة باللغة المسمارية الأكادية القديمة تعني "الملك هو الهي"، وتميزت التحصينات الدفاعية ذات الصفة العسكرية التي كشف عنها في القطاع a_b_c بأجزاء من سور المدينة الداخلية المبني من اللبن الذي تراوح عرضه ما بين 3 و5م، وبرجين متقابلين يقعان على طرفي المدخل، لم يبق منهما سوى القاعدة الحجرية.

وتم التعرف في القطاع A على عدة غرف، وقبر احتوى على أواني فخارية تعود إلى نهاية فترة "نينوى" 5، أي منتصف الألف الثالث ق.م، وتعود إلى أقدم سويه تم التعرف عليها في الموقع».

ومن جانب آخر تحدث "البغدو" قائلا: «ارتبطت البيئة الجنائزية في الموقع بوجود العديد من المدافن المختلفة الأشكال، التي اعتمدت طريقة الدفن القديمة، المعروفة بدفن "فجر السلالات"، وتمثلت العمارة السياسية بوجود منشأة معمارية ضخمة تم التعرف عليها في القطاع K محاطة بجدران طويلة، زاد ارتفاعها على 4م، وعرضها 2م، توضع في داخلها غرف وممرات، احتوت على مبنى مبني من اللبن الأحمر القوي، يعتقد انه مبنى إداري هام مؤلف من عدة غرف، وباحة عثر في داخلها على مجموعة تنانير، يحدها من الجهة الشمالية والجنوبية باحتان كبيرتان، وجد على أرضية الباحة الجنوبية طبقة من الرماد ما دل على تعرض المبنى لحريق كبير، ويحيط به من الجهة الشرقية والغربية جدار حجري ضخم، ضم الجدار الغربي درج حجري مؤلف من عشرة درجات، ما يرجح وجود طابق ثان.

ومن اللقي الأثرية الهامة التي كشف عنها في التل، أختام اسطوانية، وأدوات برونزية فؤوس وخناجر ومخارز حجرية، ومجموعة من الأواني الفخارية (جرار، طاسات مختلفة الأحجام، بالإضافة إلى دواليب، وعربات، ودمى حيوانية، وإنسانية مصنوعة من الطين أبرزها دمية "الربة الأم"».

وعن المعطيات التاريخية لهذا الموقع الأثري قال: «من خلال دراسة المكتشفات الأثرية في تل مبطوح شرقي تمكنا من التوصل إلى معطيات هامة حول تاريخ الموقع، والبيئة المعمارية التي شكلت مدينة ذات حضارة لها كيانها السياسي والديني والاقتصادي، بدءا من المرحلة "الأكادية" القديمة أي حوالي 2400 ق.م، وانتهاء بالمرحلة "الأكادية المتأخرة" أي حوالي 2100 ق.م.