تعد الأزياء الشعبية جزءاً هاماً من تراثنا وهوية ثقافية واجتماعية نحملها معنا أينما توجهنا، فهو الصورة التي تعبر عن حياتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن الأجداد، ومن هنا تأتي أهمية المحافظة عليه وإبقائه حياً في الذاكرة. من هذه الأزياء "القمباز" و"الطربوش" الإدلبي الذي انتشر في مختلف المناطق ومنها "بنش" إحدى مدن محافظة "إدلب" والواقعة إلى الشرق منها بحوالي/ 10/ كم والتي حافظ بعض أهلها على هذا الزي من اللباس الرجالي حتى مطلع القرن الحادي والعشرين.
فيما لا يزال البعض ممن عاصر أولئك الأشخاص وخاصة من أبنائهم مصرّين على المحافظة على هذا التقليد والزي حيث تعود الذاكرة بهم معه إلى تفاصيل كل عمل أو حركة من حياة آبائهم وأجدادهم حيث كانوا يلبسونه في كل المناسبات.
عادة ما كان أهل البلدة يرتدون هذا الزي في كل المناسبات وأكثر من كان يرتديه هم الأغنياء والمثقفون وكبار العائلات ووجهاء البلدة الذي لهم مكانة شعبية واجتماعية عند الأهالي ومنهم والدي الذي كان إماماً ومؤذناً في جامع السوق حيث كان يرتدي "القمباز" و"الطربوش"، ومن الأشخاص الذين كانوا يرتدون هذا الزي في البلدة أيضاً "حسن عبيد" و"مصطفى عقيل السيد" و"شعبان فرحات" و"عبسي حاج حمدان" و"عبد الوهاب عبيد" وجميعهم كان يرتدي "القمباز" مع "الطربوش" والبعض كان يضع "الحطاطة" بدلاً من "الطربوش"
ومن هؤلاء الأشخاص "عبد العظيم عنداني" الذي يقطن في"بنش" ولا يزال محتفظاً بلباس والده المؤلف من "القمباز" و"الطربوش" و"الشالة" رافضاً التخلي عنها مهما كانت المغريات المقدمة من قبل جامعي التحف القديمة رغم أنه يرتدي زياً حديثاً من (طقم و كرافة) ولا يرتدي "القمباز" و"الطربوش" إلا ما ندر وفي مناسبات خاصة كتلك التي خصنا بها عند زيارة موقع eIdleb له في منزله الأثري بتاريخ 11/3/2009 والذي يحتفظ فيه بكل ما هو أثري وقديم وله علاقة بالتراث الشعبي.
حيث تحدث لنا عن هذا الزي الشعبي الذي كان ولا يزال يفاخر به كل من يلبسه واصفاً إياه بالقول: «"القمباز" هو ثوب كان يرتديه الرجال وهو عبارة عن قطعة من القماش الجوخ تشبه الكلابية بالشكل العام إلا أنه يختلف عنها بأنه مفتوح من الأمام، من الأعلى إلى الأسفل وينتهي بـ"ردة" أو "شريط" من الأعلى بعرض/ 3/ سم تلف الرقبة من الأمام من اليمين لجهة اليسار حيث ينتهي الشريط بعروة وزر.
و"القمباز" مبطن من الداخل في نصفه العلوي بقطعة قماش أطلس ويضع من يرتديه على خصره إما "كمر" عريض أو " شالة" من الحرير مربعة الشكل تقريباً طول حرفها حوالي المتر لونها خمري أو أسود ويرتدي الشخص فوقه إما "جاكيت" أو "مشلح" من الجوخ الخشن، أما "الطربوش" الذي يوضع على الرأس فهو مصنوع من الجوخ الأحمر مبطن من الداخل بقطعة قماش وقش لامتصاص العرق ويوجد على طرفه السفلي قطعة قماشية من الحرير عادة ما تكون إما بيضاء أو صفراء وبيضاء عرضها لا يتجاوز / 4/سم تسمى "زبتاي"، كما يوجد "شرابة" وهي مجموعة خيوط تتدلى من الأعلى إلى الأسفل وعادة ما تكون من خلف "الطربوش"».
وقال: «عادة ما كان أهل البلدة يرتدون هذا الزي في كل المناسبات وأكثر من كان يرتديه هم الأغنياء والمثقفون وكبار العائلات ووجهاء البلدة الذي لهم مكانة شعبية واجتماعية عند الأهالي ومنهم والدي الذي كان إماماً ومؤذناً في جامع السوق حيث كان يرتدي "القمباز" و"الطربوش"، ومن الأشخاص الذين كانوا يرتدون هذا الزي في البلدة أيضاً "حسن عبيد" و"مصطفى عقيل السيد" و"شعبان فرحات" و"عبسي حاج حمدان" و"عبد الوهاب عبيد" وجميعهم كان يرتدي "القمباز" مع "الطربوش" والبعض كان يضع "الحطاطة" بدلاً من "الطربوش" ».