يبقى للصناعة اليدوية طعم ومزاج خاص، لما تتميز به من إرث حضاري له واقعه المرتبط بعادات وتقاليد الشعوب، ومن ضمن الحرف اليدوية صناعة دلال القهوة العربية التي تشتهر بها "دير الزور" من خلال دلال "مزعل" ذات الصيت الذائع لما تتميز به من جودة التصنيع وجمال الشكل.

وللتعرف أكثر على هذه الصناعة الفريدة زار مراسل eDair-alzor بتاريخ 7/2/2009الحاج "علي إسماعيل المزعل" (الوريث الوحيد لهذه الحرفة وآخر صانعي الدلال من آل "مزعل") في محله الصغير المتواضع والذي لاتتجاوز مساحته /2×2/متر في سوق "الحدادين" وسط أسواق "دير الزور" القديمة، وكان معه هذ ا الحوار.

  • إلى أي عام يعود تاريخ هذه المهنة...؟
  • الورشة المتوضعة

    ** بدأ العمل في هذه المهنة في العام /1808م/ على يد جدي المرحوم "مزعل النحاس"، والذي ارتبط اسمه بالدلال حتى أصبحت تعرف بدلال "مزعل"، ثم ورث الحرفة من بعده عمي "يوسف النحاس" وهو صاحب الفضل في تعليمي هذه الحرفة، إضافة إلى والدي "إسماعيل" الذي تابع مسيرة عائلته.

  • ما الشيء الذي يميز دلال "مزعل" عن باقي الدلال...؟
  • أثناء العمل

    ** الدلال التي نقوم بصناعتها تتميز بالإضافة إلى أنها يدوية الصناعة فهي قطعة واحدة دون أي توصيل، في حين لم تكن تصنع الدلال لا في السابق وحتى هذا التاريخ إلا من قطعتين أو أكثر، وخاصة تلك التي كانت تأتي إلى "سورية" من "العراق" و"تركيا"، وقد كنا أول من ابتدع إبريق النحاس مع صحن الغسيل الذي يقدم حتى هذا الوقت في أرياف المحافظات أثناء الولائم لتغسيل الأيدي قبل الطعام، كما كنا أول من صمم "الشمعدان النحاسي".

    وقد اعتمد جدي الحاج "مزعل" في عمله على عدة بسيطة - وهي مستخدمة حتى الآن- وهي مؤلفة من "سنادين" و"نايات متعددة" و"مطارق متنوعة" و"جواكيك لطرق الدلال" و"ناريشة جمع الدلال".

    عدة العمل

  • كيف تقوم بتصنيع الدلال..؟
  • ** أولا نعتمد في تصنيع الدلال على النحاس الأحمر حصرا، وهو من أجود أنواع النحاس ويمنحنا في ذات الوقت مرونة في العمل، حيث تخضع عملية جمع الدلة عادة إلى نحو/40/عملية جمع يليها عملية تجمير في كل مرة، حتى نصل إلى مرحلة خصر الدلة، ثم تأتي عملية الدعبلة والسحق ثم الجلي بمواد خاصة للتخلص من الشوائب، لتبدأ بعدها عملية تطريق الدلة، وصناعة وتركيب الغطاء العلوي للدلة، والذي يتألف من قطعتين (الصحن والغطاء الفوقي).

  • كم من الوقت تحتاج للانتهاء من طقم الدلال، وماهي أسعارها....؟
  • ** يحتاج إنجاز طقم مؤلف من /6/ قطع حوالي شهر أو أكثر، فحين تنتج المعامل الحديثة نحو/100/دلة يوميا، ومن هنا تتميز الدلة التي نقوم بتصنيعها عن باقي الدلال، ودليل على ذلك أن قيمة طقم "دلال مزعل" المؤلف من /6/ قطع وسط حوالي/20000/ ليرة، في حين لاتتجاوز قيمة الأطقم الأخرى المصنعة آليا ال/10/ آلاف.

    * من زبائنك..؟

    ** حاليا اعتمد بشكل أساسي على السياح الذين يؤمون المحافظة من كافة أنحاء المحافظة، حيث أصبح للمحل شهرة عالمية، وكذلك أبناء المحافظة المقيمين في دول الخليج، إضافة إلى أهالي "دير الزور" ممن هم ميسورو الحال، على اعتبار أن قيمة الدلال أصبحت مرتفعة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

    * كلمة أخيرة

    ** لابد من لفت أنظار الجهات المعنية بالتراث والسياحة، بأن المهن اليدوية هي تراث وأصبحت نادرة في هذا الوقت، فلابد من الحفاظ عليها من الزوال، من خلال إقامة معاهد خاصة بتعليم هذه الحرف، وأنا أول المتطوعين بتقدم العون فيه مجانا.

    الحاج "علي" في سطور:

    من مواليد دير الزور /1968/، يحمل أهلية تعليم ودرس لمدة ثلاثين عاما، ليتفرغ بعدها للعمل في محل والده وجده الحاج "مزعل"، متزوج وله ولدان وبنتان.