عندما سألناه في أي عام ولدت قال: «ولدت عام /1320/ هجري». وبعملية حسابية تبين أن عمره حسب التقويم الميلادي /109/ سنوات، في حين تؤكد بطاقته الشخصية تاريخ مولده في العام /1900/ للميلاد. إنه المعمر "سلوم حسن العبد الله" من ناحية "صبورة" التابعة لمدينة "سلمية" والتي تبعد عنها إلى الشمال الشرقي بـ /25 كيلو متر/.
موقع eHama زاره في منزله وكان أن أخذنا منه بشق الأنفس بعض العبارات، فسمعه خفيف، بل خفيف جداً وهذا وما أكده لنا في كل مرة نسأله فيها. سألناه أين ولد فقال: «ولدت في قرية "أم طويقية" زوجتي اسمها "وردة" الله يرحمها». وهذه القرية تقع إلى الشمال قليلاً على الطريق الذي يربط "سلمية" بـ "حماة". وعن عدد أولاده قال: «عندي ثمانية أولاد هم "حفيظة" وهي من مواليد /1928/ و"رمضان" ويعمل مزارعاً ويدعى "أبو أنور" و"ابراهيم" وهو متوفي، و"يونس" وهو أستاذ محامي يعمل في "حلب" ثم تأتي "فرنجية" و"كهرب" وهي متوفية أيضاً وآخر الأولاد هو "أحمد" وهو أستاذ محامي أيضاً ويعمل في "سلمية"».
ولدت في قرية "أم طويقية" زوجتي اسمها "وردة" الله يرحمها
لم يذكر إلا مواليد ابنته "حفيظة"، أما بقية مواليد أبنائه فقد نسيها. عن أصدقائه سألناه لكنه لم يعد يذكر أحداً منهم، مكتفياً بالقول: «أولاد "سلهب" راحوا إلى "الزهيرية"». وسألني هل تعرفهم؟ فأجبته أنني منهم فاطمأن لي. عندما دخلت غرفته توقعت أن أجد رجلاً متهالكاً لا يقوى على الحركة، فإذا به يمج لفافة تبغ من النوع الذي يسمونه (عربي تقيل) يتمتم ببعض ذكرياته فيقول في إحداها: «كانوا سيأخذوننا إلى السفر برلك، أنا لم أذهب كنت صغيراً، اختبأنا من (الجندرمة)».
وتوجهنا إلى السيدة "توفيقة عمران" وهي زوجة ابنه المحامي "أحمد" فسألناها عن عمها "سلوم" فقالت: «هو طريح الفراش منذ تعرض لسقطة نتيجة تعثره بجلبابه، فشعر حوضه، فلزم الفراش، ونصحه الأطباء أن يشرب الحليب، وهو منذ ذلك اليوم حتى الآن يشرب الحليب بواقع كوب سعته 250غ من الحليب، يتسلى بشربه حوالي ثلاث ساعات».
وعن حالة التدخين التي ما انفك يدخن طوال زيارتنا له قالت: «كما تراه، إن لم يكن يدخن فهو يتسلى بلف السجائر ووضعها إلى جانبه، واللافت أن الطبيب نصحنا أن يبتعد عن التدخين، لكنه وفور خروجه من عملية بروستات وعودته من التخدير، طلب سيجارة، متهماً الطبيب أنه لا يعرف شيئاً». وعن العملية التي أجريت له قالت السيدة "توفيقة": «عملية البروستات التي أجراها له الدكتور "عبد الرحمن عزو" كانت من أندر العمليات التي ينجو منها من هو في عمره، فالدكتور "عزو" طلب منا تصريحاً أنه ليس مسؤولاً عما سيترتب لاحقاً من جراء العملية، وأن نسبة نجاحها لا يتعدى 1% لمن في عمره، لكن العملية نجحت وتعافى من البروستات، وبعد إجراء الفحوصات له تبين أنه لا يعاني من الكوليسترول ولا من السكر، كان حالة نادرة تعجب بها الأطباء».
وعندما سألناها مَن مِن أولاده يعتني به أكثر قالت: «بحكم تواجدي أنا زوجة الابن الأصغر في بيت "العيلة" فقد كنت أنا وأولادي من نقوم برعايته، ومن قبله كانت زوجته (حماتي) رحمها الله. جميع أبنائه منتشرون في أماكن مختلفة، ولكن أكثر من يعوده في كل شهر هو ابنه المحامي "يونس" يأتي من "حلب" ليؤدي له بعض الحاجيات». ولما سألنا عن عدد أحفاده، قمنا مع السيدة "توفيقة" بعملية حسابية ترافقها اتصالات هاتفية أجراها حفيده "بلال" نسأل عن فلان وعدد أولاده، وخلصنا في نهاية الأمر إلى رقم /165/ ولداً، وولد ولد، وولد ولد ولد».