«هي للغني والفقير على حد سواء، يستخدمها رجال الدين حتى الناس العاديون، ولكن لا يعلم معناها أو هدفها الحقيقي سوى المختصين، ألا وهي ضمان الصلاة دون انقطاع، فالمسبحة مستخدمة من قبل الجميع على الرغم من أن أصلها وتاريخها قد يكون غامضاً بعض الشيء».
هو وصف "للمسبحة" أو "السبحة" المتعارف عليه، كما ذكره السيد "جورج الراهب" الذي يبيع المسابح مع غيرها من أنواع التحف الشعبية عندما التقى به موقع eHoms بتاريخ (11/12/ 2008) ليحدثنا أكثر عنها بالقول: «أنا لا أصنع المسابح وإنما أبيعها منذ زمن بعيد، وهي تصنع في المعامل الخاصة بها، وحتى في البيوت والمنازل وهذا ما كان متبع قديماً، من تجميع الخرز، ذي الحبات الكبيرة والصغيرة بإتقان، من ألوان مختلفة أيضاً وقد يرمز اللون بحد ذاته إلى شيء معين، ففي الديانة المسيحية ذات اللون الأزرق هي مسبحة "العذراء مريم" وتتألف من (خمسين حبة)، وبعضها من (339) حبة، إضافة إلى أننا نستورد "المسابح" من بعض البلدان ولا سيما "الخشبية" التي تنقع أحياناً بماء "الورد" أو عطور (مياه عطرية)، هذا وقد كانت المسبحة رمزاً للتعارف في زمن قديم كمسبحة "السمكة" مثلاً ، والآن يشتريها الكبار والصغار، وتعدّ من الهدايا الفاخرة، والآن نبيعها على شكل "أساور، وخواتم"».
الألوان في "المسابح" هي مجرد اجتهادات شخصية لكن بعضهم يقول أن المسبحة "السوداء" هي تدل على الحزن والألم وهو ليدلنا على أهمية أن نكون مجدّين في صلاتنا وحياتنا، والأزرق لصفاء النفس،....
ولكن ما الذي يعرفه الكبار في السن عن تاريخ "المسبحة"، حيث التقينا السيد "ممدوح بركة" الذي حدثنا بالقول: «لقد اختلف الكثيرون في تحديد نشأة "المسبحة" وبدايتها فيذكر البعض أنها ترتبط بعلاقة وثيقة مع كل الديانات القديمة، واستخدمها كهنة تلك العصور في أداء بعض طقوسهم وعباداتهم بهدف التقرب من الآلهة التي كانوا يعبدونها، والبعض الآخر استخدمها للسحر والشعوذة، ولكن الأقدم من بين من استخدمها كان الهنود وهم من أبدعوا في ابتكاراتها».
ويضيف بالقول: «أما نحن في طفولتنا فقد اخترعنا مسبحتنا الخاصة فقد كنا نأتي ببذور "الزيتون" بعد أكل الحبة ونجففها، ونحفّها بالجدران حتى تصبح ملساء ناعمة، ونثقبها بإبرة محماة على النار، لندخل الخيط فيها وفي بعض الأحيان نلونها حتى نزيد من بهجتها ولنميز "مسبحة أحمد عن مسبحة سعيد" والبعض الآخر كان يصنعها من الخيوط الصوفية أو الحريرية الملونة التي تزيد عن أحد "الشالات" التي تصنعها لنا أمهاتنا في "الشتاء"، ولكن المسابح بشكل عام لها مواد كثيرة تصنع منها، وحسب ما أعرفه فهي قد تصنع من الصخور، الأحجار، الحصى الملونة التي تنتشر بين الأشجار أو الموجودة في قعر البحار، وسمعت أيضاً أنها تصنع من (عظام الموتى وأسنانهم) وهو ما يسمى "بالحرز"، إضافة إلى أن "مسابح" المناطق "الساحلية" كانت تصنع من "القواقع" و"الأصداف البحرية"».
ولكن ماذا عن "الألوان" وعن ذلك يقول: «الألوان في "المسابح" هي مجرد اجتهادات شخصية لكن بعضهم يقول أن المسبحة "السوداء" هي تدل على الحزن والألم وهو ليدلنا على أهمية أن نكون مجدّين في صلاتنا وحياتنا، والأزرق لصفاء النفس،....».
هذا والجدير بالذكر أن "المسبحة" لها أهمية كبيرة عند "المسلمين والمسيحيين" ولاستخدامها أصبحت مقسمة إلى خانات، "فالمسبحة" ذات (99) حبة مقسمة إلى ثلاثة خانات كل منها يحتوي (33) حبة وهو عدد حبات المسبحة الصغيرة، ويفصل بينها "شواهيد" أو ما يدعى "بالدرك"، وأيضاً تختلف أنواعها بين البلدان الموجودة فيها فلها أسماء مثل "الكهرب"، "العاج"، "اليسر"، "النارجيل".