في وسط البلدة القديمة وعلى مقربة من شارع "الجلاء" الذي يتوسط مدينة "إدلب" يقع منزل "فتحية العياشي" وسط حارة تسمى بحارة "العياشي" هذا البيت الذي يعد من أقدم وأجمل البيوت الأثرية في مدينة "إدلب" وفي المحافظة يشكل نموذجاً لفن العمارة العربية والإسلامية بإبداعاته وجماليته التي ضاهت وطغت على فن العمارة السائدة في تلك المرحلة والتي لا تزال إلى اليوم شاهدة على عراقة وجمال هذا الفن المعماري.
تبلغ مساحة المنزل/720/ متراً ويلحق به بناء مستقل كان يستخدم مضافة وداراً ومقصداً لطلبة العلم ويتألف المنزل الأساسي من/10/غرف ومستودع وفسحة سماوية تستحوذ على نصف مساحة المنزل وأرضها مرصوفة بأحجار صلبة وفي وسطها بركة ماء ويحوي المنزل على ثمانية آبار تجميعية لمياه الأمطار، أما الملحق فيتألف من أربع غرف وتزين المنزل الأقواس والمنحوتات الحجرية إضافة إلى الأشجار والنباتات والورود التي تزيد جمال منظره جمالاً.
لقد حصلنا على موافقة وزارة الثقافة لتحويل المنزل من دار سكن إلى مطعم سياحي أسوة بالبيوت القديمة في كل من "دمشق" و"حلب" مع الالتزام بالمحافظة على المنزل كما هو وأن تكون التحسينات والإضافات متناسبة مع الطراز المعماري للمنزل دون إحداث أي تشويه يسيء إلى مظهره العام
موقع eIdleb التقى بتاريخ 14/12/2008 المحامي "صلاح الدين العياشي" المالك الحالي للمنزل والذي ورثه عن صاحبته "فتحية بنت برهان الدين العياشي" مفتي "إدلب" سابقاً والتي توفيت في العام /1998/ حيث قال: «إن بناء المنزل يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر وتعود ملكيته إلى آل العياشي الذين كانوا يسكنون في هذه الحارة التي كانت معظم أبنيتها مشابهة لهذا الطراز المعماري والبناء يمتاز بطراز معماري غاية في الجمال ولم يطرأ عليه أي تغييرات أو تحسينات ففي الجهة الشرقية هناك غرف تعلوها قبب على شاكلة قبب الحمامات ومن الجهة الجنوبية هناك غرف تعلوها أقواس حجرية مقلوبة ومن الجهة الشمالية توجد غرفتان وإيوان يعلوه قوس حجري عليه نقوش محفورة ومن الجهة الغربية توجد غرف تعلوها أقواس متصالبة وأسقف الغرف معظمها من الخشب وهي مبنية من الحجر المنحوت وأرضها مرصوفة بالبلاط القديم والرخام الملون».
وأضاف: «إن للمنزل أربعة أبواب واحد في كل من الجهة الجنوبية والشمالية وبابان من جهة الشرق، ونحن نسعى حالياً لفتح باب آخر في الجدار الغربي تحت القوس الحجري الموجود في الجدار والذي أصبح ظاهراً بعد انهيار جدار جامع "سيف" وسنعمل على أن يكون هذا الباب شبيهاً بأبواب الخانات القديمة وسيكون المدخل الرئيسي لزوار البيت».
وعن مدى إمكانية استثمار المنزل سياحياً قال "العياشي": «لقد حصلنا على موافقة وزارة الثقافة لتحويل المنزل من دار سكن إلى مطعم سياحي أسوة بالبيوت القديمة في كل من "دمشق" و"حلب" مع الالتزام بالمحافظة على المنزل كما هو وأن تكون التحسينات والإضافات متناسبة مع الطراز المعماري للمنزل دون إحداث أي تشويه يسيء إلى مظهره العام».