يحتفل المسيحيون في مختلف أنحاء العالم وفي الشرق خصوصا بعيد القديسة "بربارة" يوم (4/12) وتعد قصة عذابها بسبب اختيارها للمسيحية وهي من عائلة وثنية من أشهر قصص القديسين المسيحيين. ولدت "بربارة" في مدينة "نيقوميدية" في آسيا الصغرى (تركيا) ويختلف المؤرخون في تحديد زمن ولادتها واستشهادها...
فقد ارتأى بعضهم أنها نالت الشهادة عام /235م/ إبان الاضطهاد السابع الذي أثاره الإمبراطور "مكسيمانس الغوثي" ضد المسيحي، ويرى البعض أن هذا الرأي هو الأقرب للصحة، بسبب ما جاء في قصتها أنها راسلت العلامة "أوريجانس" المتوفي عام /255م/ وتنصرت على يديه.
ولدت القديسة "بربارة" في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة "نيقوميدية"، وكانت الابنة الوحيدة لوالدها "ديوسقورس" الوثني المتعصب، والمشهور بكرهه للمسيحية أما وحيدته "بربارة" فكانت دمثة الأخلاق، لطيفة ومتواضعة، تحب الناس كافة. ماتت والدتها وهي صغيرة وكان والدها قد ملأ جوانب القصر أصناما لشتى الآلهة التي كان يعبدها لتتمثل به وحيدته بالسجود والعبادة
حياتها وعذاباتها واستشهادها ولأخذ فكرة شاملة عن سيرة حياة هذه القديسة موقع eHoms التقى الأب "سمير حداد" والذي حدثنا عنها قائلا: «ولدت القديسة "بربارة" في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة "نيقوميدية"، وكانت الابنة الوحيدة لوالدها "ديوسقورس" الوثني المتعصب، والمشهور بكرهه للمسيحية أما وحيدته "بربارة" فكانت دمثة الأخلاق، لطيفة ومتواضعة، تحب الناس كافة. ماتت والدتها وهي صغيرة وكان والدها قد ملأ جوانب القصر أصناما لشتى الآلهة التي كان يعبدها لتتمثل به وحيدته بالسجود والعبادة».
وعن تعذيبها واستشهادها قال الأب "سمير": «"بربارة" كانت تراسل العلامة "أوريجانس" وتلقت منه تعاليم الدين المسيحي والذي صار فيما بعد معلما لها وكانت تواظب على الصلاة والتأمل بسيرة السيد المسيح حتى ظهر لها السيد المسيح في الحلم كطفل صغير واعتبرت هذه الرؤية نقطة تحول في حياتها الدينية وبعد أن اعترفت بذلك جهارا ورفضها بالزواج من وثني وتحطيمها للأصنام تلقت أشد أنواع العذاب الجسدي من قبل حاكم المدينة آنذاك ثم سجنت. لكن الرواية تقول أن حالتها الصحية عند خروجها من السجن كانت بأبهى صورة رغم التعذيب الشديد الذي تعرضت له مما جعل الحاكم يدعي أن آلهته هي السبب في شفائها فقالت له "بربارة" ردا على ادعائه: "لو كان لأصنامك حياة لاستطاعت أن تحمي نفسها في اليوم الذي حطمتها في قصر أبي، الإله الحي هو الذي ضمد جروحي".
فاستشاط الحاكم غضبا وطلب من جنوده أن يقطعوا رأس "بربارة" وطلب أبوها من الحاكم أن يأذن له بقطع رأسها بيده فسمح له بذلك، فقادها أبوها إلى خارج المدينة وعندما وصل إلى قمة الهضبة جثت "بربارة" على الأرض وضمت يديها إلى صدرها على شكل صليب وحنت هامتها، فتناول أبوها الفأس وهوى به على رقبتها».
رموز ودلالات الاحتفال بعيد القديسة بربارة
الأب "أسعد نايف" حدثنا عن رموز ودلالات الاحتفال بعيد القديسة "بربارة" فقال: «للاحتفال بعيد القديسة "بربارة" في الشرق طابع خاص فهناك كنائس مسماة باسمها مثل كنيسة القديسة "بربارة" في "بعلبك" والتي يعتقد أنها مرت منها عندما كانت هاربة من جنود الإمبراطور آنذاك، ومن احتفالات البيئة الشعبية بعيد هذه القديسة سلق حبة القمح "الحنطة" والمسماة "بالسليقة" ولذلك بعدٌ لاهوتي وإيماني فالسيد المسيح تكلم عن حبة القمح التي تموت كي تعطي الحياة والقديسة "بربارة" ماتت مشبهة بحبة القمح».
أما عن موضوع ارتداء الأزياء التنكرية في عيد "البربارة" فقال الأب "أسعد": «أحد الأساطير تقول أن القديسة "بربارة" أثناء هروبها من جنود الحاكم نصبوا لها كميناً تنكروا فيه بزي الفلاحين ومن هنا يحتفل أولادنا بلبسهم وجوه وأزياء تنكرية كل عام في عيد القديسة "بربارة" لكن هناك بعض الانحرافات التي ظهرت في هذا السياق والتي رفضتها الكنيسة فالبعض يتنكر بوجوه أشرار ووجوه مرعبة وأصبحوا يتفننوا بإثارة رعب الطفل وهذا أمر مرفوض تماما بعيد للفرح والبراءة».
أما عن رأي الكنيسة في الاحتفالات الشعبية بأعياد القديسين فقد تحدث الأب "نايف" قائلا: «الكنيسة لها الإيمان اللاهوتي والعقائد التي تخرج بصفة مجمعية بابوية في بعض الأحيان وهي ملتزمة بها، أما فيما يتعلق بالتدينات الشعبية والطقوس التي تمارس في أعياد القديسين فإذا كانت لا تمس صلب العقيدة وتساعد الأطفال على التعرف على حياة القديس تعتبرها الكنيسة بداية الإيمان الطفولي للأيمان الناضج أما إذا كانت تفرق وحدة الإيمان المسيحي وتدعو للشقاق أو كانت من بيئة ذات سمعة أخلاقية سيئة مثل عادة لبس الصلبان المقلوبة التي ظهرت في بيئة صهيونية فإنها ترفضها رفضا تاماً»..