تذخر "سورية" بالكثير من الموارد الطبيعية الموجودة على أرضها أو في باطنها، ولهذه الموارد الجودة والشهرة على مستوى العالم حتى جعلت منها موارد مرغوبة في كثير من البلدان التي جربتها، ومن هذه الموارد "الرخام" الطبيعي الموجود بشكل وافر بأشكال وأنواع متعددة.

وللحديث عن "الرخام" الطبيعي موقع eSyria بتاريخ 18/12/2008، التقى السيد "مازن الحسين" صاحب أحد محلات بيع "الرخام" في منطقة "عين ترما" بريف "دمشق"، والذي حدثنا في البداية عن طريقة استخراجه بقوله: «إن هذه الثروة تستخرج من الجبال والبحار بأحجام وألوان عديدة ومختلفة مكتسبة من الطبيعة نتيجة تراكم طبقات الأرض الجيولوجية عبر عشرات الآلاف من السنين، ليستخدم في أعمال الديكور والإكساء بسبب جماليته وقدرته على البقاء طويلاً من خلال مقاومته للعوامل الجوية والطبيعية بالإضافة إلى دخوله في الكثير من الصناعات منها الحلي النسائية، ويستخرج الرخام من الجبال والبحار باستخدام عدة طرق منها التفجير وهي الطريقة التقليدية المتبعة هنا، والقص الكهربائي الأكثر استخداماً في الدول الأخرى والقص باستخدام "الليزر" الموجود في الدول المتقدمة، وبالتالي من الطبيعي أن يكون الرخام الأجنبي ذا جودة أعلى ليس بسبب طبيعته الأفضل إنما لطريقة استخراجه وصناعته الأكثر دقة وعناية».

توجد آلات خاصة تتولى مسألة قصه وتحويله إلى أشكال قابلة للاستخدام فتقوم بقص الكتل الرخامية حسب المقاسات المطلوبة ويتم بعدها معالجة الرخام باستخدام بعض المواد الكيميائية التي تساعد في سد الثقوب الموجودة في أغلب أنواع "الرخام" الطبيعي في حين تقوم هذه المواد بمعالجته من الشوائب الطبيعية الموجودة فيه حتى يصبح شكله مثل "الزجاج" بعد عمليتي الصقل والتلميع

وعن طريقة إنتاجه أضاف: «توجد آلات خاصة تتولى مسألة قصه وتحويله إلى أشكال قابلة للاستخدام فتقوم بقص الكتل الرخامية حسب المقاسات المطلوبة ويتم بعدها معالجة الرخام باستخدام بعض المواد الكيميائية التي تساعد في سد الثقوب الموجودة في أغلب أنواع "الرخام" الطبيعي في حين تقوم هذه المواد بمعالجته من الشوائب الطبيعية الموجودة فيه حتى يصبح شكله مثل "الزجاج" بعد عمليتي الصقل والتلميع».

السيد "مازن الحسين"

وأضاف: «وبالنسبة للأنواع الموجودة في سورية فهي من الأنواع المنافسة للرخام المستورد من الخارج "الغرانيت"، "الستواري الإيطالي"، "الأزرق البرازيلي"، "الرخام التركي"، أما الأنواع الوطنية المنافسة فأغلبها مستخرج من المنطقة الساحلية مثل "الكسبي"، و"البدروسي"، وهناك جحر "البازلت الأسود" المأخوذ من محافظة "السويداء" لأن منطقة "جبل العرب" كانت نشطة بركانياً في الماضي، لكن الرخام الأجنبي هو المرغوب فيه أكثر لأن طريقة استخراجه وصناعته أفضل من طريقة التفجير المتبعة هنا، والتي تضعف بنية الكتلة الرخامية من الداخل، وهناك بعض الأنواع المستوردة مرغوب بها أكثر مثل؛ "التركي" نتيجة رخص ثمنه، وهذا السبب يعود لكثرة الضرائب المفروضة على المستثمر هنا».

ومن العاملين في قص الرخام التقينا الشاب "محمد دياب" الذي قال: «لا تدخل في قص الرخام الطبيعي المواد الكيميائية فعندما تأتي الكتل الرخامية نقوم بقصها بآلات كهربائية وبإضافة الماء إليها فقط من أجل القص، إذ يتمتع الرخام الطبيعي بألوان رائعة تميزه عن غيره من الأنواع الرخامية الصناعية، ومن أهم هذه الميَزات عدم ذهاب لونه إذا تعرض لأشعة الشمس كثيراً، وعدم تحلله مع المواد الكيميائية والأحماض الموجودة في الكثير من المنظفات المستخدمة في البيوت، بالإضافة إلى أشكاله الرائعة والغريبة أحياناً، لذلك هو مرغوب به أكثر من الرخام المصنع من خليط المواد الكيميائية».

الشاب "محمد دياب"

أما الزبون "سامر أبو عجرم" فقال: «لِما للرخام من روعة ورونق يسر الناظرين ويعطي المنزل جمالاً يتباهى به الناس، قررت شراء الرخام الطبيعي لإكساء أرضية منزلي حتى أكون بذلك قد وضعت في منزلي أفضل أنواع الرخام على الإطلاق، فأنا أجد في الرخام الوطني الجودة والقدرة على تأدية الغرض الذي وجد من أجله فهو من أفضل الأنواع الموجودة في السوق بتفوقه على بعض الأنواع المستوردة من الناحية الجمالية والمادية، لذلك سأستخدمه في منزلي على الأرضية وبعض الجدران إن أعطاها جانباً جمالياً أكثر من الطلاء».

قطعة من الرخام الطبيعي الجاهز للاستخدام