«بعد إتمام مراسم العرس،تقوم والد العريس بتوجيه الدعوات الى كافة أهل القرية، وبعض الأصدقاء والمعارف في القرى المجاورة، لحضور ما يعرف بعشاء العريس».

الكلام للسيد "علي رشيد" في حديث لموقع eQunaytra (يوم الجمعة 21/11/2008) ويضيف: «يعتبر عشاء العريس في قريتنا "حرفا"، من عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية التي نعتز ونفتخر بها، ونحاول التمسك بها والحفاظ عليها، لأنها تقليد اجتماعي يدل على المحبة، ويجمع الأهل والأصدقاء وأبناء القرية. عادة ما يتم إقامة مأدبة العشاء للعريس، ثاني يوم من موعد ليلة الزفاف،، غالبا ما تكون في أوقات ما بعد العصر، هذا في القرية، طبعا هذا يعود الى الجو الاجتماعي الذي يسود في القرية، في حين يتم تحديد موعد عشاء العريس في المدينة في وقت متأخر من الليل. بعد تناول الطعام يتم دعوة جميع المدعوات الى السهرة وحفلات الدبكة والرقص، التي يشارك فيها شباب العائلة والمقربين من أهل العروس والعريس. يتم دعوة الجيران وبعض الأصدقاء وبعض المعارف والأقارب، للمساعدة في إعداد طعام العشاء، حيث يجتمع الكل في بيت أهل العريس. ويتم ذبح الخراف وتقطيعها من قبل شخص يتمتع بالخبرة، بما يتناسب من حجم المنسف العربي. وتبدأ النساء في عملية التجهيز والإعداد لصنع "الكبة" الجولانية التي نشتهر بطبخها، ليتم إضافتها الى المنسف، فتعطيه نكهة ومذاقاً خاص. يتخلل مراحل إعداد العشاء جو من الفرح والسهر والأغاني والأهازيج والزغاريد، يرددها الشباب والصبايا».

قمت بتوجيه الدعوة لحضور مأدبة العشاء، لجميع الأهل والجيران وبعض المعارف والأصدقاء في القرى المجاورة، بمناسبة حفل زواج ولدي "منذر ويوسف"، وهذه الدعوة تعد تقلياً اجتماعي يجمع المحبين على مأدبة العشاء، هو "دين وسلف" على كل واحد منّا أن يرده لأصدقاء عند زواج احد أولادهم.كما أن عشاء العريس يعد نوعاً من التلاقي للمباركة والتهنئة

الشيخ "يحيى أتمت" يقول: «قمت بتوجيه الدعوة لحضور مأدبة العشاء، لجميع الأهل والجيران وبعض المعارف والأصدقاء في القرى المجاورة، بمناسبة حفل زواج ولدي "منذر ويوسف"، وهذه الدعوة تعد تقلياً اجتماعي يجمع المحبين على مأدبة العشاء، هو "دين وسلف" على كل واحد منّا أن يرده لأصدقاء عند زواج احد أولادهم.كما أن عشاء العريس يعد نوعاً من التلاقي للمباركة والتهنئة».

علي رشيد

«يتم توجيه الدعوات لحضور عشاء العريس، الى جميع الأهل والجيران والأصدقاء، حيث يتم تكليف بعض الشباب والصبايا من صديقات وقريبات العريس، اللواتي يتوزعن على الحارات والمنازل في القرية، لدعوة كافة بيوت القرية، كما يتم توجيه الدعوات الى القرى المجاورة والمعارف، من خلال توزيع بطاقات الأفراح او بواسطة الهاتف. في البداية يتم اجتماع الشباب والصبايا الذين يسموّن "العزامّة" في منزل أهل العريس، ويتوقف حجم الدعوة بحسب حجم علاقة والد العريس مع الناس، فالبعض يقتصر الدعوة للمقربين والعائلة والجيران، في حين يحب البعض الأخر توسيع الدعوة لتشمل معظم أهل القرية. بعد أن يتم حصر المدعوين الى عشاء العريس يتوزع "العزامّة" على حارات ومنازل القرية، لدعوة أصحاب الشأن، ومن العبارات التي تردد عادة في مثل هذه المناسبة، عند وصول الصبايا المكلفات بالعزيمة، عبارة "عقبال العاوزين عندكم، وان شاء الله بتجوزوا الكل في حياتكم، نتأمل حضوركم لتناول مأدبة العشاء للعريس، فلان، يوم كذا الساعة كذا في منزل أهله يوم الجمعة". ويرد المدعوين بعبارات "ألف مبروك، أن شاء الله بيتهنوا، والله يتمم فرحكم على خير، وعقبالكم يا صبايا او يا شباب».

ويشير السيد "كمال حمود" من أهالي قرية "حرفا"، الى أن عادة عشاء العريس، في القرية، ليس المقصود به تناول الطعام فقط، بل هو نوع من التلاقي والمحبة والمشاركة الوجدانية، تجمع أهالي القرية، للفرح والمشاركة بالأفراح والسهر معا في جو من الألفة والمحبة والسعادة. ويضيف: «بعد أن يجتمع جميع المدعوين، في الوقت المحدد للعشاء، يبادر أهل العريس الى تقديم الطعام الذي عادة ما يكون المنسف العربي، سيد المائدة فيه، بمساعدة بعض الشباب الذين يتولون مهمة حمل المناسف، إضافة الى بعض الشيوخ الكبار في السن الذين يتقدمون موكب المناسف، ويرددون الأهازيج والقصائد التي تتناسب مع المناسبة، مثل عبارة "لمين هالدار الرفيعة وعالية، لمين هالمنسف اللي يمشي على حروفه، هذا لفلان ويا هلا بضيوفه". ولكن في الفترة الأخيرة وبعد ارتفاع الأسعار الذي طال حتى أفراحنا، أصبح البعض يكتفي بتقديم منسف من "الاوزي" الذي يصنع من لحم العجل او الغنم البلدي، إضافة الى زبادي اللبن وصحون الخضرة والسلطة، التي تقدم الى جانب الوجبة الرئيسية، أما بعض الناس المقتدرين ماديا، فأنهم يقدمون المنسف العربي مع الكبب والمليحية، وحديثا أصبح البعض يقدم أطباق "الاوزي" اللذيذة، حيث يقوم أهل العروس باستئجار طباخ مختص بذلك مقابل مبلغ من المال، ويقدم الى جانب منسف الاوزي، صحون اللبن الرائب والخضرة. ومن العادات والتقليد أن يقوم كبير العائلة من أقارب العريس، بسكب السمن العربي على المناسف، احتراماً وتكريماً للضيوف، وتسمى عملية صب السمن على المنسف "التقفير" حيث يردد المدعوين "الله يكثر الخير عليكم" والمقصود أهل العريس. بعد تناول العشاء يتوجه المدعوين الى السلام على العريس، الذي يقف الى جانب مائدة الحلويات والفواكه، ويتم المباركة له وتقديم "النقوط" وهو مبلغ من المال يقدم هدية للعريس بعد مأدبة العشاء، يقوم شاب او أكثر بتقدم القهوة المرة للضيوف».

كمال حمود

من جهتها توضح السيدة "ام طلال" بان السهرة التي تسبق يوم العرس، تقوم النساء بصنع "الكبة" الجولانية، ولهذه الأجواء طقوسها وتقاليدها وتضيف: «في الوقت الذي ينشغل فيه الرجال بذبح الخراف وتقطيع اللحم، تقوم النساء بتحضير الأواني الخاصة بصنع الكبة، ونقع البرغل بالقليل من المياه بعد تنظيفه من الشوائب وغسله بالماء النظيف، ويتم إضافة اللحم المفروم والبهارات والتوابل، ومن ثم تبدأ عملية "هرس" البرغل مع اللحمة. هذه العملية تستغرق بعض الوقت وتتم بأيدي النساء من دون استخدام اية آلات. في هذه الإثناء تقوم بعض النسوة بتحضير حشوة الكبة، التي تشمل الجوز واللحمة الناعمة والقليل من البصل المقلي على النار. بعد الانتهاء من عجن البغل يتم صنع "الكبب"، ويتم تكليف الشباب بعملية القلي على النار حتى الانتهاء من العمل، قد يستغرق الأمر وقتا طويلاً يمتد حتى ساعات متأخرة من الليل. وفي اليوم التالي يقوم الطباخ بتوزيع الكبب على وجه المنسف الى اللحمة والمليحية والبرغل المطبوخ».

عشاء العريس