"أبوك مين يا صبية"، "أوراق الزيزفون"، و"مغرم بعيونك"، من منا لا يعرف هذه الأغاني التي تعود بنا إلى زمن الفن الأصيل وعمالقة الغناء العربي، "وليد توفيق" المطرب اللبناني واحد منهم أمتع وأطرب الناس
بهذه الأغاني ولا يزال كذلك إلى الآن، دون أن ننسى ما قدم من أفلام سينمائية "سورية- مصرية- لبنانية" لا تزال عالقة في أذهان الجمهور العربي حتى هذه اللحظة.
طيبة القلب والنية الصافية، والبعد عما حرمه الله، وحب الحلوين
"وليد توفيق" الذي يحضر مهرجان "دمشق" السينمائي في دورته السادسة عشرة، وذلك تكريماً للأفلام السينمائية التي قدمها خلال مسيرته الفنية التقيناه يوم الاثنين 3/11/2008 في حوار عاد بنا إلى زمن الفن العربي الأصيل هذه بعض من ذكرياته، تجربته السينمائية حدثنا عنها قائلاً: «التجربة السينمائية التي قدمت فيها بعض الأفلام المشتركة "السورية- اللبنانية" من أجمل ما قمت به في حياتي، قلة عدد الأفلام المقدمة يعود إلى أن الإنتاج السينمائي في ذلك الوقت كان يسير بعجلة بطيئة وينتج سنوياً فيلمين أو ثلاثة أفلام على أبعد تقدير، رغم ذلك الأفلام التي عملت فيها كانت السبب الرئيسي في إطلاق نجومية "وليد توفيق" لدى الجمهور العربي، حيث كنا نعمل مع كبار النجوم في ذلك الوقت من مخرجين وممثلين مما ترك أثره لدى الجمهور حتى هذه اللحظة، تجربتي السينمائية في "مصر" – يتابع "وليد توفيق"- وليس من السهل النجاح فيها قدمت خلالها خمسة أفلام إلا أن حصلت حرب الخليج».
غيابه عن السينما العربية، واحتمال عودته مجدداً قال عنها: «كما قلت اندلاع حرب الخليج وتوقف الإنتاج السينمائي فترة من الوقت أبرز أسباب هذا الغياب، ليعود بعدها هذا الإنتاج مجدداً عبر أفلام تجارية "هشك بشك" والتي لا تعني لي أي شيء ولست مستعداً للعمل فيها، لذا طلقت السينما وابتعدت عنها لكنني اليوم أطلب ودها من جديد وأريد العودة عن قراري وخطبتها مرة أخرى، وفي حال وجدت فكرة فيلم جميل ومكتوب فأنا أرحب به، خاصة في ظل الحركة السينمائية التي تشهدها بعض الدول "مصر- سورية"، إضافة إلى تطور الدراما السورية بشكل كبير جداً وفي حال تم نقل هذا التطور إلى السينما سيكون هنالك أعمال مذهلة».
فيلم "سمك بلا حسك" أول الأفلام التي قدمها، سألناه عما يحمله من ذكريات: «في سورية تعاملت مع كبار النجوم السينمائيين اللبنانيين والسوريين، أمثال "دريد لحام"، "رفيق سبيعي"، "محمود جبر"، ليكون ثمرة هذا التعاون الفيلم الأول الذي قدمته في العام /1975/ "سمك بلا حسك"، وعمل معي نجوم سوريين "صباح الجزائري"، "دريد لحام"، ومن "دمشق" وفي هذا الفيلم عرف الجمهور العربي "وليد توفيق"، وهو إلى هذه اللحظة ما زال يعرض في الفضائيات العربية بشكل شبه يومي».
رؤيته اليوم لما يقدم في السينما من أفلام، وما يعرض في الفضائيات من أغانٍ: «بصراحة لا يمكننا أن ننكر تقديم أعمال سينمائية راقية تلامس الواقع وحياة الناس، إضافة إلى وجود بعض الأغاني الجميلة التي تمتع الجمهور ولكننا لا نزال نطمح إلى الأفضل والأجمل، أصوات شابة كثيرة حققت نجاحاً عربياً وإن اختلفت الطرق في ذلك ولديكم "علي الديك" الذي يقلده المطربون في الوطن العربي وأعتقد أن سر نجاح غنائه لقربه من الناس وصدقه مع نفسه، هناك أيضاً "شهد برمدا، شادي أسود" وهم من الأصوات الجميلة».
من وجهة نظرك كيف يمكننا إيجاد حلول لإيقاف الأغاني الهابطة: «الشيء الوحيد الذي ليس عليه رقابة في الفضائيات اليوم هو "الفيديو كليب" كما أن كل شخص يستطيع العمل في هذا المجال وإخراج أغنية، بالسينما هنالك الكاتب والممثل والمخرج ولكل منهم أدوار معروفة، أما في الفيديو كليب فالمصور يعمل في الإخراج وهذه كارثة لأنه لا يعرف ما يقدم ولا يملك بعد رؤيا لتجنب جرح مشاعر الجمهور وهو معذور لجهله».
أسرار نجاح الأغاني والأفلام العربية القديمة، أوضحها لنا "وليد توفيق" قائلاً: «نحن بحاجة اليوم إلى علاقات تربطنا وتجمع بيننا في الوسط الفني وهذه من المهمات الأولى للمسرح والسينما، في السابق كانت الألفة والمودة تجمع العاملين في الأغنية أو الفيلم، المطرب يجلس مع الشاعر والملحن ويتناقش معه في كتابة الأغنية وتلحينها وتقديمها هكذا كنا نكتب الأغنية أيام زمان ولهذا كانت تنجح، أما اليوم فهم يبيعون الأغنية بالحقيبة وقد قمت بإعادة تجربة التعاون بين المؤلف والمطرب من جديد بأغنية "يا بحر" فجلست مع "نزار فرنسيس" وتحاورنا في الشكل الأمثل لنجاح الأغنية».
أيامك الأولى في "دمشق" كيف تراها اليوم؟ «أجمل أيام حياتي، "دمشق" هي معشوقتي الأولى وهي موطن النرجس والياسمين، وأنا لم أنقطع أبداً عنها وأملك فيها منزلاً ومزرعة ودائم التواصل معها».
في حال قررت المشاركة في فيلم سينمائي من ستختار من النجوم؟ «كما اخترت سابقاً في فيلم "سمك بلا حسك" الفنانة الجميلة "صباح الجزائري"، أختار اليوم "سلاف فواخرجي" خاصة بعد أدوارها التي قدمتها مؤخراً ومشاركتها في السينما المصرية أعطاها الكثير من الثقة والنجومية، كما أنها تمتلك حساً طفولياً جميلاً».
سر شبابك الدائم هو سؤالنا الأخير؟ «طيبة القلب والنية الصافية، والبعد عما حرمه الله، وحب الحلوين».
"وليد توفيق" عبر في نهاية حوارنا عن سروره البالغ لتكريمه خلال حفل افتتاح مهرجان "دمشق" السينمائي الدولي السادس عشر، وأهدى هذا التكريم لأمه التي قدمت معه لأول مرة إلى "دمشق" وإلى كل من عمل معه من فنانين ومخرجين.