«هو للأمير كمال وللغني جمال وللفقير مال، وأمر الدنيا والدين تحت شيئين قلم وسيف والسيف تحت القلم، ما فتئت هذه الحكم العربية تحفز حملة الخط العربي على الإبحار أكثر فأكثر والغوص في أعماق بحر الخط العربي، الذي هو فن من أرقى الفنون وموسوعة عصي على التاريخ أن يرسم لها حدوداً».
هذا ما جاء على لسان الخطاط "ياسر المسالمة" خريج معهد الفنون التطبيقية/ قسم الخط العربي/ الذي التقاه فريق eDaraa في 28/10/2008/ للبحث في أصل الخط العربي وتابع قائلاً: «تعتبر الكتابة مطلع تاريخ الشعوب والأمم وهي وسيلة تدوين عاداتهم والتعبير عن أفكارهم، وكل خطاط هو فنان بالضرورة، ومن المعروف عن الحروف العربية تمتعها بالحيوية والتي استمدت كما ذكر الإمام "علي بن أبي طالب": «من مطاوعتها واستدارتها وانبنائها على أصل هندسي ثابت وقاعدة رياضية معروفة»، فأصل الحروف العربية (الألف) الذي هو خط مستقيم جعلوه قطر الدائرة، أما بقية الحروف فهي أجزاء من الدائرة المحيطة بهذا القطر منسوبة إليه، لو أعيدت الحروف إلى التسطيح وأزيل تقوسها لكانت كلها من الألف بنسبة معينة ثابتة. وقد تباينت الآراء في أصل الخط العربي حسب ما ورد في الأبحاث التي تناولت أصل الخط العربي ومنها الكتاب الذي يحمل اسم/ نشأة الخط العربي/ للمؤلف "محمود شكر الجبوري" الأستاذ والأديب المهتم بحفظ تراث عروبتنا، هذا الكتاب درس نظريات وآراء عدة حول أصل الخط العربي ومنها الرأي الحديث الذي يقول:
تعتبر الكتابة مطلع تاريخ الشعوب والأمم وهي وسيلة تدوين عاداتهم والتعبير عن أفكارهم، وكل خطاط هو فنان بالضرورة، ومن المعروف عن الحروف العربية تمتعها بالحيوية والتي استمدت كما ذكر الإمام "علي بن أبي طالب": «من مطاوعتها واستدارتها وانبنائها على أصل هندسي ثابت وقاعدة رياضية معروفة
«أجمعت آراء الباحثين أن العرب الأوائل لم تكن لهم دراية بالكتابة، إلا حيث كان لهم بالمدينة اتصال. وقد كان اتصالهم نتيجة لانتجاعهم تلك الأطراف الغنية المحيطة بشبه جزيرة العرب من "اليمن" و"وادي الفرات الأوسط" و"سوريا" و"نجوع النبط" و"حوران" وهذه القبائل غيرت طريقة معيشتها واتخذت أسلوبا جديداً في التحضر وحيث أن هذه المناطق القريبة من الحضارة الرومانية في "الشام" استوطنوها الذين جاؤوا من "جنوب الجزيرة العربية" والذين يحملون ثقافة عرب الجنوب تكونت لديهم ثقافة جديدة بمرور الزمن وتعلموا التجارة والميران على القتال وتكونت منها وحدات عربية سياسية وأهمها مملكة "النبط"».
والرأي السائد اليوم بين العلماء أن النبط "عرب" مثل سائر العرب وإن استعملوا الآرامية في كتاباتهم بدليل أن أسماءهم هي أسماء عربية خالصة، وأنهم رصعوا كتاباتهم الآرامية بكثير من الألفاظ العربية وقد سبب تدوين النبط كتاباتهم بالآرامية خسارة فادحة لأنه حرمنا الحصول على نصوص بلهجات عربية قديمة نحن في اشد الحاجة لها لما لها من فائدة في دراسة تطور اللهجة العربية التي نزل بها القرآن الكريم والمراحل التي مرت بها. وقد أكد الكثير من الباحثين من خلال الاكتشافات الأثرية أن الخط النبطي اشتق من الخط النبطي المتأخر والدليل على ذلك النقوش النبطية وهي "نقش النمارة" و"نقش زيد" و"نقش حران" وعلى نحو ما استعار النبط خطهم الاول من الآراميين استعار "العرب" خطهم الاول من الأنباط وقد عثر على نقش "أم الجمال" الحجري في منطقة "أم الجمال" وتقع في جنوب "حوران" من أعمال شرق "الأردن"، ويعود هذا النقش لقبر "فهر بن سلبي" مربي "جذيمة" ملك "تنوخ" الذي عاصر الملكة "الزباء" وقد كتب بالخط النبطي المتأخر و تاريخه /250/بعد الميلاد.وهناك نقش آخر في "أم الجمال" وهو أحدث نص عربي عثر عليه حتى الآن ويعود تاريخه لأواخر القرن السادس بعد الميلاد.