يزخر نهر الفرات بأنواع عديدة، من الأسماك الشهية واللذيذة، ولكل نوع من هذه الأنواع صفاته الخاصة وطعمه الخاص، إلا أنها في النهاية تشترك جميعها بأنها ذات مذاق رائع، فهناك الأسماك ذات الأحجام الكبيرة، كسمك "الكرسين" وسمك "الكارب" و"الجري"، وغيرها الكثير من أنواع الأسماك التي يمكن تناولها إما مشوية على الفحم أو بالفرن أو مقلية بالزيت، وهناك أنواع أخرى تتميز بحجمها الصغير، وهذه لا يناسبها إلا طريقة واحدة في الطهي، وهي القلي بالزيت، ويأتي في مقدمة هذه الأنواع، سمك "البوري"، الذي يختص بحجم صغير جداً، وطعم رائع، ويكاد لا يخلو مطعم من مطاعم "الرقة"، التي تقدِّم وجبات السمك من هذا النوع، والذي لا يقدم إلا مقلياً، موقع eRaqqa وبتاريخ (15/11/2008)، توجه إلى سوق الأسماك في مدينة "الرقة"، والواقع في شارع "الكورنيش"، والتقى بالصياد "ياسين الحمود"، وهو صاحب مسمكة "الصالح"، وبسؤاله عن أنواع سمك "البوري"، وعن مواصفاته التي تميزه عن باقي الأسماك، أجاب قائلاً: «في الحقيقة إن سمك "البوري" من أسماك الفرات الأصيلة، والتي لم يتم استزراعها أو جلبها من مناطق ثانية، أما فيما يتعلق بأنواعه فأعتقد أن "البوري"، وحسب معلوماتي ليس له سوى نوع واحد، لكن له لونان، الأبيض والأسود، ويعود سبب الاختلاف في اللون، إلى طبيعة المناطق التي يعيش فيها سمك "البوري"، فمن خبرتنا بصيد الأسماك، لاحظنا أن "البوري" الذي يعيش في نهر "البليخ"، يكون لونه مائلاً للبياض، أما الذي يعيش في مجرى نهر الفرات، فيميل لونه في الغالب للسواد، و"البوري" من أنواع السمك الصغيرة، حيث لا يتجاوز وزنه الـ/100/ غرام، فأنا شخصياً لم أرَ خلال فترة عملي بالصيد، أو من خلال تجارتي بالأسماك، سمكة "بوري" تجاوزت هذا الوزن، وإذا حدث أن رأى أحد الصيادين أو التجار، سمكة بهذا الوزن، فإنه يدعو زملائه لمشاهدتها، وذلك لندرة وجودها، ويلعب المكان الذي تعيش فيه أسماك "البوري"، دوراً هاماً في تحديد وزنه، ففي المياه المالحة نسبياً، يكون حجم سمك "البوري" أكبر من حجم الأسماك من نفس النوع، والتي تعيش في المياه العذبة، حيث أن الأخيرة لا يتجاوز وزنها في أحسن الأحوال الـ/50/ أو /60/ غراماً».

ويضيف "الحمود": «وعن أماكن عيش سمك "البوري"، فإنه لا يعيش في كل المسطحات المائية، فعلى سبيل المثال، فلا وجود للبوري في بحيرة الأسد، على الرغم من أن المياه الموجودة في البحيرة مصدرها نهر الفرات، وحقيقة إنني لا أعرف السبب الحقيقي لهذه الظاهرة، أما عن أماكن تواجده الفعلية، فيأتي نهر الفرات في المقام الأول، حيث أن مجرى النهر هو الموطن المثالي لسمك "البوري"، ثم يأتي ثانياً مجرى نهر "البليخ"، وكما أسلفت سابقاً، فإن "البوري" الذي يعيش في نهر "البليخ"، يتميز بحجمه الكبير نسبياً قياساً لغيره، ومن الأماكن التي يمكن العثور فيها على تواجد جيد لسمك "البوري" فيها، هي المسطحات المائية التي تتفرع عن نهر الفرات، وهي كثيرة، ومن أشهرها "صراة الدلحة"، وفيما يخصُّ الموسم الذي يبدأ فيه سمك "البوري" في التزاوج ووضع البيوض، فهو تقريباً يتزامن مع موسم تكاثر باقي أنواع الأسماك الأخرى، وهذا الموسم يمتد من تاريخ /15/ آذار وحتى /1/ حزيران، ويطلق الصيادون على هذا الفترة اسم موسم المنع، حيث يمنع صيد السمك في هذه الفترة من قبل مديرية الزراعة».

وعن أماكن عيش سمك "البوري"، فإنه لا يعيش في كل المسطحات المائية، فعلى سبيل المثال، فلا وجود للبوري في بحيرة الأسد، على الرغم من أن المياه الموجودة في البحيرة مصدرها نهر الفرات، وحقيقة إنني لا أعرف السبب الحقيقي لهذه الظاهرة، أما عن أماكن تواجده الفعلية، فيأتي نهر الفرات في المقام الأول، حيث أن مجرى النهر هو الموطن المثالي لسمك "البوري"، ثم يأتي ثانياً مجرى نهر "البليخ"، وكما أسلفت سابقاً، فإن "البوري" الذي يعيش في نهر "البليخ"، يتميز بحجمه الكبير نسبياً قياساً لغيره، ومن الأماكن التي يمكن العثور فيها على تواجد جيد لسمك "البوري" فيها، هي المسطحات المائية التي تتفرع عن نهر الفرات، وهي كثيرة، ومن أشهرها "صراة الدلحة"، وفيما يخصُّ الموسم الذي يبدأ فيه سمك "البوري" في التزاوج ووضع البيوض، فهو تقريباً يتزامن مع موسم تكاثر باقي أنواع الأسماك الأخرى، وهذا الموسم يمتد من تاريخ /15/ آذار وحتى /1/ حزيران، ويطلق الصيادون على هذا الفترة اسم موسم المنع، حيث يمنع صيد السمك في هذه الفترة من قبل مديرية الزراعة

أما الصياد "حسان مصطفى"، فقد تحدث عن مشكلة حقيقية تواجه معظم الصيادين والتجار على حدٍّ سواء، وذلك بقوله: «هناك مشكلة قديمة مازلنا نواجهها مع مديرية الزراعة والثروة السمكية، حيث أن هناك معادلة يصعب علينا إدراكها، وهي أن دوريات الزراعة تعمل على مصادرة شباك الصيادين المخصصة لصيد سمك "البوري"، بحجة أن قياس هذه الشباك غير نظامي، ومخالف للمواصفات التي تتطلبها عملية حماية الثروة السمكية، فالشباك التي يستخدمها الصيادون في صيد سمك "البوري" هي من قياس /24/ ملم، وهي بالكاد تفي بالغرض، أما القياس المسموح به من قبل مديرية الزراعة فهو /30/ ملم، وهذا القياس لا يمكن من خلاله صيد سمك "البوري"، والذين جربوا هذا القياس يعرفون ذلك تماماً، وباختصار فإن المديرية تهدف من وراء هذه الإجراءات، هو أن يكبر سمك "البوري" حتى يصبح بقياس /30/ ملم، وهذا ما نعتقده نحن الصيادون، ضرب من المستحيل، فسمك "البوري" من الأسماك الصغيرة التي لها حجم معين تتوقف عنده عن النمو، فكما نعلم، ومن خلال ممارستنا لمهنة الصيد لعشرات السنين، أن القياس المثالي للشبك الذي يتم به صيد "البوري"، هو /24/ ملم، وأكبر سمكة "بوري" شاهدتها في حياتي لا يتجاوز وزنها الـ/100/ غرام في أحسن الأحوال، لذلك فإننا نرجو إعادة النظر بهذا الموضوع، من قبل مديرية الزراعة والثروة السمكية، وإجراء تجارب علمية ميدانية، للوقوف على حقيقة الأمر».

الصياد ياسين الحمود.

وعن التسمية الحقيقة لسمك "البوري"، يتحدث الدكتور "أحمد دهام العلي"، والذي يحوي في مكتبته، موسوعة علمية، تتحدث عن الحيوانات المائية، حيث يقول: «في الحقيقة إنني لست متخصصاً في هذا النوع من البحث، إلا أنني أعتقد أن تسمية "البوري" التي يتداولها الناس في محافظة "الرقة"، وفي المنطقة الشرقية عموماً، ليست دقيقة، فهذه التسمية وغيرها من التسميات الأخرى، التي تطلق على أنواع عديدة من الأسماك، ما هي إلا تسميات أطلقها الصيادون منذ عشرات السنين، على الأسماك التي يصطادونها، وهي في الغالب تسميات شعبية ومحلية وغير علمية، وبالنسبة لي فإنني لا أعرف التسمية الحقيقية العلمية، التي تطلق على هذا النوع من الأسماك الذي يدعوه سكان المنطقة الشرقية بالبوري، وكل ما أعرفه عن سمك "البوري" هو ما قرأته في "الموسوعة العربية العالمية"، حيث تذكر حرفياً: "البوري" اسم يطلق على نوعين مختلفين من الأسماك هما"البوري الرمادي" اللون، و"البوري الأحمر" الشهير "بأبي ذقن"، والنوع الأول، سمك لونه أزرق فضي، يتراوح طوله بين /30/ و /60/ سم، وله رأس غير حاد وفم صغير، وأسنانه إذا وجدت، تكون ضعيفة جدًا، ويعيش بأعداد كبيرة بالقرب من الشواطئ في جميع المناطق المعتدلة والاستوائية تقريبًا، أما النوع الثاني فهو سمك "البوري" الشائع أو المخطَّط، وهو الأكبر والأفضل، ويزن ما بين /4,5/ و/5/ كجم، أما "أبو ذقن" أو "البوري الأحمر" فهو سمك صغير الحجم، ذو ألوان زاهية ويعيش عادة في البحار الدافئة، وله فم صغير وأسنان ضعيفة، له مجَسّان يُطلق عليهما (البربل) يتدليان من ذقْنه كخيطين».

الصياد حسان مصطفى
أثناء التنظيف