«مسلسل "أسمهان" في الحقيقة له سلبيات عديدة وإيجابيات كثيرة من أهمها أنه كرس في ذاكرة الجمهور العربي أن "اسمهان" لم تكن شخصية فنية فحسب، بل صاحبة موقف فني ووطني حينما عملت في البداية على إجراء المصالحة الوطنية للكتلة الوطنية في منزل الأمير "حسن الأطرش" بدمشق ثم جاهدت للحصول على استقلال بلادها عبر المفاوضات الأجنبية حيث برهنت الحلقة الأخيرة من المسلسل وبالوثائق أنها عملت ذلك مقابل الاستقلال الوطني لبلدها سورية لا كما كتب عنها».

هذا ما تحدث به الفنان والمخرج "وليد العاقل" (المسرح الشبيبي) لموقع eSuweda بتاريخ 13/10/2008 وأضاف قائلاً: «استطاع المخرج أن يجعل من حبكته الدرامية وأسلوبه في الإضاءة الوهاجة، برهاناً على التوثيق التاريخي مستخدماً ألواناً معينة، وهذه طريقة مميزة في إخراج المسلسلات التاريخية والشخصية، كما استطاع أن يعيّشنا معه طوال فترة شهر "رمضان" المبارك بشغف وتتبع لأحداث هذا المسلسل، جاعلاً الحبكة الفنية الدرامية في معالجة الأحداث وانتقاء الشخصيات الفنية الموفقة والموهوبة، لإقناع الجمهور بدور تلك الشخصيات، وإن كان جائراً في معالجة بعض الشخصيات، كشخصية "فريد الأطرش" إذ جعله غير مبال أمام شقيقته "اسمهان"، وقد دارت وقائع المسلسل بإيقاع منتظم في كثير من مشاهده، محاولاً تجسيد الحقبة الزمنية التي مرت بها البلاد بحالتها الثورية وخاصة في جبل العرب كيف كانت الثورة السورية ومجرياتها؟ مع العلم أن كثيراً من الأحداث الهامة لم تذكر كعادة الدراما المحلية في تجاهل مواقف الثورة والثوار في المنطقة الجنوبية، إلا أن المسلسل يستحق الاحترام والتقدير على كثير من الجوانب الإيجابية التي قدمها».

تعتبر الفنانة الكبيرة "اسمهان" نقطة تحوّل في عالم الفن العربي حينما حاول الموسيقار الكبير "محمد القصبجي" أن يجعل من لحنه لأغنية "يا طيور" عاملاً أساسياً في نقلها للعالمية، ليعرف العالم أن تراثنا الفني العربي غني وقادر أن يدخل الأوساط الفنية الأخرى باقتدار وقوة دون أن يضحي بشيء من أصالته

وأضاف: «تعتبر الفنانة الكبيرة "اسمهان" نقطة تحوّل في عالم الفن العربي حينما حاول الموسيقار الكبير "محمد القصبجي" أن يجعل من لحنه لأغنية "يا طيور" عاملاً أساسياً في نقلها للعالمية، ليعرف العالم أن تراثنا الفني العربي غني وقادر أن يدخل الأوساط الفنية الأخرى باقتدار وقوة دون أن يضحي بشيء من أصالته».

الفنان والمخرج وليد العاقل

وتحدث المطرب والملحن "فوزي عليوي" عن السلبيات الفنية والموسيقية فقال: «للمسلسل سلبيات عديدة وذلك حينما أغفل الحالة الفنية ومقدرتها الموسيقية في أداء "اسمهان" وطبيعة صوتها، إذ إن الجمهور لا يعرف "اسمهان" السياسية والمفاوضة والمتمردة على واقعها الاجتماعي، بل المطربة التي تحمل الخال الذي على ذقنها من جهة اليسار لا اليمين، ووصلت بصوتها وقدرتها الصوتية إلى حد المساواة مع سيدة الغناء العربي "أم كلثوم"، مع التجاهل لمواقف "أم كلثوم" في المسلسل ومدى طبيعة العلاقة بينهما وصراعهما الفني وإبعاد الشبهة في تدخل مقتلها كما أذيع، وكرس مفهوم الدهشة في التقاء "اسمهان" و"فريد" مع "أم كلثوم" و"عبد الوهاب" وهذا في الحقيقة لا أعتقد أن يكون بهذه الصورة التي قدمها المسلسل، وهناك تساؤل: لماذا لم يضع المسلسل صوت "اسمهان" الحقيقي بدلاً من صوت الفنانة الواعدة "وعد البحري" على الرغم من توافر اسطوانات "اسمهان" بكثرة؟ والمسلسل خلق فرصة لتداول اسطواناتها أكثر في الأسواق، والفنانة "وعد البحري" أجادت بلا شك في كثير من الأغاني ولكن يبقى الأصل مختلف في الأحاسيس والطبيعة وخاصية صوت "اسمهان" في أغاني "هل تيم البان"، و"أيها النائم"، و"أنا إلي أستاهل"، و"ليال الأنس"، وغيرها، التي أظهرت الأحرف المفخمة في صوتها، وكنا نأمل من القائمين على الجانب الموسيقي والفني أن يحرصوا على "اسمهان" وصوتها بدلاً من استخدام صوت غيرها، وكذلك الموسيقار الخالد "فريد الأطرش" الذي قدم عدداً من أغانيه مع توافر اسطواناته بكثرة لست أدري المبرر لذلك، للشهرة والإظهار أم... ماذا؟

وقد ورد خطأ واضح على لسان "فريد الأطرش" بأن أغنية "يا ريتني طير" الذي ذكرها المسلسل بأنها من كلمات "يحيى اللبابيدي" وألحان "فريد الأطرش" وهذا خطأ واضح فالأغنية هي من كلمات وألحان "يحيى اللبابيدي" والتي غناها في الأصل ليس "فريد" بل "إيليا بيضا" اللبناني لكن "فريد" أحبها وأخرجها بأجمل مما غنيت، و"فريد" لم تكن أغنيته الأولى "تطلع يا قمر بالليل" وكأنما أرادوا من المسلسل تكريس بأن "فريد" فقط محصور بالأغنية الشعبية بل هو موسيقار قدم القصيدة والمنولوج والأوبريت السينمائي والموال والأغنية الشعبية وذلك بقصد أو بغير قصد لإخراجه من دائرة الطبقة الأولى من الملحنين بذاك العصر، مع جعله شخصية لا مبالية أمام شخصية "اسمهان"، وأيضاً هذا الموقف لماذا؟.. هل بقصد الإساءة الفنية أم ماذا؟.

الملحن والمطرب فوزي عليوي

اعتمد المسلسل على الدراما ولم يجعل للتأثير الموسيقي كثيراً على طبيعته كأن غيب شخصية الموسيقار "رياض السنباطي" ودوره الذي قدم "لاسمهان" "الدنيا بأيدي والكل عبيدي" من كلمات "د. سعيد عبده" و"أيها النائم لأحمد رامي" التي قدمت دون ذكر الملحن في المسلسل».

ويذكر أنه بالإضافة ما ذكره المختصون عن إيجابيات المسلسل وسلبياته فإنه أثار ناحية خطيرة تطرقت إلى الطائفية حين استخدمت بعض الأقلام البعد الطائفي ونشرت على المواقع الإلكترونية أموراً لا تمت إلى الحقيقة بصلة، أمثال الصحفي "سعيد اسماعيل" في جريدة الأخبار المصرية، ولعله لم يقرأ التاريخ جيداً، حتى يهرف بما لا يعرف. فالثورة السورية الكبرى وعلى لسان قائدها المفغور له "سلطان باشا الأطرش" حملت شعار "الدين لله والوطن للجميع"، والثوار والأحرار كانوا على نهج الثورة، مثلما قال "فارس بيك الخوري" في وقفته المشهورة على منبر "الجامع الأموي": "إذا دخل الفرنسيون لحماية المسيحيين فكلنا إسلام".

الكاتب نبيه القاضي

ويذكر الكاتب والمؤرخ "نبيه القاضي" في كتابه "تاريخ دعوة الموحدين الدروز" قائلاً: «إنهم العرب العاربة القحطانيون.. والعرب المستعربة العدنانيون المنتسبون إلى عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل ومقرهم الرئيس بالحجاز فعرفوا بالعدنانية أو القيسية أو عرب الشمال ومن أشهر قبائلهم مَعَد التي تفرع عنها إياد ونزار التي انقسمت إلى قسمين ربيعة في شمال العراق ومُضَر في الحجاز وتفرعت إلى عدة قبائل منها قريش».