«بعد أن يتم الاتفاق مع أهل العروس، على موعد "طلعة" العروس، من بيت أهلها، الى بيت العريس، يتم تجهيز الفاردة، من اجل الذهاب الى بيت أهل العروس، في يوم الزفاف».

بحسب كلام السيد "أبو نضال، قاسم حمود"، في حديث لموقع eQunaytra (يوم الجمعة 10/10/2008) على هامش زفاف ابنه "عاصم"، مضيفاً: «الفاردة من تقاليدنا وعادتنا العربية الأصيلة التي تربينا عليها، ورثناها عن أهلنا واجدانا، وتقع على عاتقنا مسؤولية توريثها للأبناء، لأنها تحمل في طياتها، الكثير من المعاني والقيم الأصيلة، إضافة الى أنها الطريقة الأفضل والأجمل، التي يتم فيها اخذ العروس من بيت أهلها الى بيت عريسها، وسط حضور أهل القرية، وجميع الأقارب والمحبين.

إنها مظهر اجتماعي، يعبر عن تعاطف ومشاركة الناس بعضهم لبعض في الأفراح وهي عادة ووسيلة، لا يمنك الاستغناء عنها، ولا بديل لها لجلب العروس من بيت أهلها. كما تعد نوعاً من طقوس الزواج عند معظم الناس، ولو اختلفت الطريقة او بعض الأمور الثانوية، لأن الزواج طقس اجتماعي، يحمل في مضامينه الفضيلة والأخلاق، ويعرف به الناس، وبالتالي تعد الفاردة في هذا الإطار، نوعاً من الفضيلة والكرامة، التي تحيط بطقوس الزواج

حيث يجتمع المهنئين والمحبين، وجميع المدعوين لحضور الفرح، عند أهل العريس، بعدها ينطلق الوفد مجتمعين الى منزل أهل العروس، إما سيرا على الأقدام إذا كان أهل العروس في نفس القرية، أو بواسطة موكب من السيارات، إذا كان بيت أهل العروس في قرية أخرى، أو بعيد عن بيت أهل العريس.

محمد صالح

يسير موكب الفاردة بالغناء والأهازيج الشعبية، التي يغنّيها كبار الجاهة او الأشخاص المعروفين بحفظهم للغناء الشعبي، الخاص بهذه المناسبة، وعند وصول الفاردة أمام بيت أهل العروس، يخرج أهل العروس والأقارب لملاقاة الفاردة، بالغناء والأهازيج ترحيباً بالضيوف، وتغنى في هذه الأثناء القصائد المعروفة "بالهجينه"، بعد الانتهاء من الأهازيج والقصيد، يتقدم كبار الجاهة للتسليم على أهل العروس والمستقبلين، وتقدم القهوة العربية كواجب للضيافة، وترحيباً بالضيوف. بعد الانتهاء من السلام والمباركة وتقديم التهنئة للعريس والعروس، يستأذن والد العريس أو الرجل الأكبر سناً في الفاردة، من والد العروس، للسماح لهم بأخذ عروسهم، اخذ الإذن يقوم احد إخوة العروس أو والدها بإخراجها من بيت أهلها، في هذه الأثناء يتقدم العريس، الذي يحضر مع الفاردة، ويسلم على عمه، ومن ثم يقف الى جانب عروسه، وتبدأ عملية نقوط العروس، لينتهي الأمر بالدعاء للعروسين بالتوفيق والسعادة في حياتهم الزوجية. من ثم تعود الفاردة مع العروسين بواسطة السيارات الى بيت العريس، لتناول مأدبة العشاء في بين والد العريس».

"محمد صالح" يصف الفاردة بأنها عادة جميلة وتعبر عن قيمة أخلاقية، فقال: «تكمن في القيمة المعنوية التي يتم فيها اخذ العروس من بيت أهلها الى بيت عريسها، فالزواج سنة الحياة، ولا بد من إعطاء هذه السنة قيمة أخلاقية، تليق بالزواج.

نضال حمود

وبشأن حجم وكبر الفاردة، فهذا الأمر يتوقف على حجم عائلة العريس، ومن ثم مشاركتهم الناس أفراحهم وأتراحهم، لأن الزواج كما يقال بالعامية "قرضة ووفا"، إضافة الى حجم الدعوة التي يوزعها أهل العريس على أهل القرية او الأقارب والأصدقاء والمعارف في القرى الأخرى».

بدوره عبر السيد "نضال حمود" الذي دعا الناس لمشاركته الفاردة لجلب عروس شقيقه "عاصم"، عن الفاردة بقوله: «إنها مظهر اجتماعي، يعبر عن تعاطف ومشاركة الناس بعضهم لبعض في الأفراح وهي عادة ووسيلة، لا يمنك الاستغناء عنها، ولا بديل لها لجلب العروس من بيت أهلها. كما تعد نوعاً من طقوس الزواج عند معظم الناس، ولو اختلفت الطريقة او بعض الأمور الثانوية، لأن الزواج طقس اجتماعي، يحمل في مضامينه الفضيلة والأخلاق، ويعرف به الناس، وبالتالي تعد الفاردة في هذا الإطار، نوعاً من الفضيلة والكرامة، التي تحيط بطقوس الزواج».