«تعد بلدة "الشيخ سعد" الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة "درعا" وعلى بعد ثلاثين كم منها من اقدم وابرز المدن التي شهدت انجازات حضارية وعاشت تاريخاً حافلاً في فترات زمنية طويلة بدءاً من الالف الثالث قبل الميلاد».

هذا حديث الباحث التاريخي "نضال شرف" الذي التقاه eDaraa بتاريخ 2/9/2008 ليحدثنا عن آثار وتاريخ الشيخ سعد، فأوضح: «يخبرنا التاريخ عبر ما رصده لنا في سجله من حكايات الانشاء والعمران أن "حوران" كانت وعلى مر العصور قبلة للكثير من الحضارات التي تعاقبت عليها، وتتبدى لنا صورتها اليوم من خلال ما تركته من معالم مختلفة ما يدعونا للبحث في تاريخها، وتعد بلدة "الشيخ سعد" احدى المدن الهامة القديمة وقد اضحت اليوم بلدة اثرية ورد ذكرها في العديد من الكتب والمؤلفات التاريخية حيث توالت وتعاقبت عليها مجموعة من الاحداث التاريخية ذكرها "المصريون" القدماء عام /1300/ ق.م في حملاتهم ودخولهم للمنطقة وقد اكدت ذلك الكتابات الهيروغليفية التي وجدت على بعض المكتشفات الاثرية التي عثر عليها اثناء التنقيب في تل "الشيخ سعد" وقد عرفت عبر التاريخ باسماء عديدة منها مدينة "الشمس" و"قرنيم عشتروت" و"لاريسا" أي المدينة الجديدة.

نحن هنا لمتابعة اعمال التنقيب التي قمنا بها في موسم عام /2007/ في موقع "تل الشيخ سعد" حيث تم الكشف سابقاً عن مسلة "مصرية" تعد من اهم المكتشفات الاثرية خلال الموسم السابق وهي نصب تذكاري بارتفاع /3/م وعرض /120/ سم مؤلف من قطعتين من حجر البازلت وقد وجد في الباحة الخارجية للمعبد الذي دعي من قبل البعثة "التشيكية" بمعبد "الاسود" (سمي معبد الاسود لأن البعثة "التشيكية" كانت قد قامت في عام /1924 / باعمال تنقيب واكتشفت منحوتات حجرية على شكل اسود على غاية من الاهمية وهي معروضة حالياً في المتحف الوطني "بدمشق") ويحتوي النصب على صورة للملك "رمسيس الثاني" وصورة للآلهة بينهما نقوش باللغة الهيروغليفية وقد اقامه "المصريون" في عهد "رمسيس الثاني" خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد حين دخولهم منطقة "حوران" لملاقاة الجيش "الحثي" الذي كان يسيطر على شمال سورية في معركة "قادش" التي جرت بالقرب من مدينة "حمص" ومعنى وجود هذا النصب يبين أنه خلال الالف الثاني قبل الميلاد قد مر "المصريون" من منطقة "حوران" وصولاً لمنطقة "قادش"

في العهد "اليوناني" ومع دخول "الفرس" الى منطقة "حوران" قسموها الى (ميرزبانتين) فجعلوا من "الشيخ سعد" (ميرزبانة) كاملة نتيجة لكثرة الخيرات فيها.. في حين شكلت الفترة "الرومانية" مرحلة جديدة حيث عرف الوجه الحضاري نمطاً آخر اذ انتشرت المعابد بشكل كبير حتى قيل عنها بلدة المعابد والديانات، وفي عام /106/م اصبحت اسقوفية من اسقوفيات الولاية العربية وفي العام /117/م قام "الغساسنة" بعهد الملك "هاذريان" بانجاز طريق يمر من "الشيخ سعد" الى "فلسطين" سمي بعد ذلك باسم طريق الحرير نظراً للتبادل والنشاط التجاري الكبير. وفي حقيقة الامر هذا الواقع والتتابع التاريخي الذي عرفته المدينة القديمة اعطى دفعاً كبيراً للعديد من المؤرخين لزياراتها حيث زارتها الباحثة "ارتيريا" في القرن الرابع الميلادي نظراً لاهميتها الدينية التي تنبثق من كثرة المعابد والاهم من كل ذلك وجود مغتسل او حمام النبي "ايوب" ومقامه اللذين يشهدان حالياً اقبالاً كبيراً بقصد السياحة الدينية وكان النبي "أيوب" من "العوسيين"، ("العوسيون": مربو الاغنام العواس)، كما عاشت المدينة خلال الفترة المسيحية ازدهاراً كبيراً نتيجة النشاط الزراعي الذي شجع على قيامه وصول المياه نتيجة فتح وجر قني لري وسقاية الارض، ومن المراكز الدينية المهمة "دير ايوب" وسوق "ايوب" الذي اصبح فيما بعد من اهم الاسواق في "بلاد الشام" لبيع وشراء الحبوب والكثير من المنتجات الصناعية من "دمشق" باتجاه "الجزيرة العربية" وبالعكس.

نضال شرف

بعد الفتح الاسلامي شهدت المدينة تطوراً وازدهاراً كبيرين والجدير بالذكر أن التخطيط لمعركة "اليرموك" الهامة والشهيرة والتي انتهت بالنصر المؤزر للاسلام جرى في منطقة "الشيخ سعد" تحديداً حول دير "ايوب" ومن الاحداث الهامة عقد مؤتمرات اسلامية منها مؤتمر الجابيه، كما جرت مبايعات في عهد بعض الخلفاء من الفرع "المرواني" و"السفياني". وفي الفترة العباسية اصبحت مقراً باتجاه "فلسطين" من خلال طريق الحرير أو التجارة.

الفترة "العثمانية" لم تكن اقل حظاً حيث جعلت من منطقة "الشيخ سعد" مركزاً لها في لواء "حوران" عام /1872/ وهي اليوم تتمتع بقيمة اثرية حضارية كبيرة جداً تتجلى بشكل واضح من خلال وجود مقام وحمام النبي "ايوب"».

باسل الجهماني

كما التقى eDaraa الآثاري "باسل الجهماني" اثناء قيام بعثة التنقيب من دائرة آثار "درعا" باعمال تنقيب بموقع "تل الشيخ سعد" بتاريخ 2/9/2008 حيث ذكر لنا: «نحن هنا لمتابعة اعمال التنقيب التي قمنا بها في موسم عام /2007/ في موقع "تل الشيخ سعد" حيث تم الكشف سابقاً عن مسلة "مصرية" تعد من اهم المكتشفات الاثرية خلال الموسم السابق وهي نصب تذكاري بارتفاع /3/م وعرض /120/ سم مؤلف من قطعتين من حجر البازلت وقد وجد في الباحة الخارجية للمعبد الذي دعي من قبل البعثة "التشيكية" بمعبد "الاسود" (سمي معبد الاسود لأن البعثة "التشيكية" كانت قد قامت في عام /1924 / باعمال تنقيب واكتشفت منحوتات حجرية على شكل اسود على غاية من الاهمية وهي معروضة حالياً في المتحف الوطني "بدمشق") ويحتوي النصب على صورة للملك "رمسيس الثاني" وصورة للآلهة بينهما نقوش باللغة الهيروغليفية وقد اقامه "المصريون" في عهد "رمسيس الثاني" خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد حين دخولهم منطقة "حوران" لملاقاة الجيش "الحثي" الذي كان يسيطر على شمال سورية في معركة "قادش" التي جرت بالقرب من مدينة "حمص" ومعنى وجود هذا النصب يبين أنه خلال الالف الثاني قبل الميلاد قد مر "المصريون" من منطقة "حوران" وصولاً لمنطقة "قادش"».

المسلة الفرعونية