قد يكون الزواج وتشكيل أسرة صغيرة هو حلم كل شاب وفتاة، ولكن بالتأكيد لم يحلم أحدنا في يوم من الأيام أن تزداد أسرته أربع أفراد دفعة واحدة، وهذا ما حصل في "حلب"..

ففي مشفى (الجابرية) وضعت السيدة "سوسن جاسم" أربعة توائم دفعة واحدة (ذكرين و أنثيين) بعد أن خضعت لعملية جراحية قيصرية لم تدم أكثر من 20 دقيقة، لتجد نفسها بعد ذلك أما لخمسة أطفال حيث سبق لها أن ولدت طفلة منذ أكثر من عام، والتوائم الأربعة كلهم بصحة جيدة وتبلغ أوزانهم 1.8 كغ، 2 كغ، 2.2 كغ، 2.6 كغ.

نعم موضوع الوراثة أمر شائع في عائلتنا، فأنا مثلا لدي ستة توائم أصغرهم الآن عمره 13 عاما، ويوجد في عائلتنا إجمالا أكثر من 17 توءماً كلهم شبان وبصحة جيدة

هذا النبأ لم يجلب الفرحة والسعادة لأفراد الأسرة وأقاربهم فحسب بل كان كما قال لنا مدير المشفى سبباً في جلب السعادة لجميع الموجودين في المشفى من أطباء ومرضى وزوار.

وللاطلاع على واقع هذه الحالة النادرة، التقينا الدكتور "محمد نهاد قطاية" الذي أجرى هذه العملية الجراحية بتاريخ 20/8/2008فحدثنا قائلا: «وصلتنا "سوسن" بحالة اسعافية حيث كان أحد الأطفال موجودا بشكل عرضي، فتم استدعائي لإجراء العمل الجراحي اللازم، وفعلا قمنا بإجراء شق في منطقة البطن وإخراج التوائم الأربعة، خلال فترة لا تتجاوز 20 دقيقة، بالنسبة لسبب هذه الحالة هو كما تبين لنا عامل وراثي موجود في هذه العائلة، حيث يسبب المبيض متعدد الكيسات أكثر من اباضة في كل دورة وهذا يؤدي بدوره إلى حمل أكثر من توءم، طبعاً هذا الأمر لا يشكل أي خطورة على صحة الأم، فالأم بصحة جيدة هي والتوائم الأربعة، وننوه أن الأم لم تكن تأخذ أي علاج أو دواء، لكنها كانت تظن أنها تحمل ثلاث توائم وفوجئنا بعد إجراء العملية أنهم أربعة توائم».

eAleppo أحبت مشاركة أفراد هذه الأسرة سعادتهم، فالتقتهم في بيتهم الصغير الواقع في حي (ميسَر) الشعبي وكانت لنا معهم اللقاءات التالية:

"أحمد جاسم" والد الأطفال حدثنا عن فرحته قائلا: «كانت فرحتي لا توصف ولم أكن أعرف كيف أعبر عن سعادتي، أأذرف الدموع أم أفرح أم أصرخ عاليا؟، الحمد لله الأطفال كلهم سالمون وبصحة جيدة وأمهم أيضا كذلك، وقد شاركنا فرحتنا كل من كان موجودا في المشفى ، طبعا نحن أثناء فترة الحمل لم نكن نعرف أنهم 4 توائم كنا نظنهم ثلاثة وبعد العملية فوجئنا أنهم أربعة، الحمد لله هذا كله من عطاء الله، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على تربيتهم ليكونوا على مستوى يفتخر بهم الوطن».

أما "سوسن الجاسم" والدة التوائم الأربعة فحسب ما قالت أن في الدنيا كلها لا توجد كلمات يمكن أن تعبر بها عن فرحتها على الرغم من أن تربية هؤلاء التوائم تحتاج جهدا كبيرا، ولم تخف "سوسن" في نفس الوقت تخوفاتها من المستقبل والإرهاق المادي خاصة وأن الأسرة وضعها بسيط جدا وتسكن في غرفة صغيرة مستأجرة، لكن الله حسب ما قالت "سوسن" لا يمكن أن ينساهم ولا بد أن عنايته ستصلهم لتعينهم على تربية هؤلاء التوائم الصغار.

"عواد الجاسم" جد الأطفال قال: «أنا أعمل سائقاً في الأردن، علمت بقرب ولادة ابنتي فعدت إلى سورية، وفعلا بعد حوالي أسبوع حان وقت الولادة، فقمنا بنقلها إلى المشفى بحالة اسعافية، حيث خضعت لعملية جراحية لم تدم طويلا، لنفاجأ بعدها بأن الله قد رزقهم بأربعة توائم، كان النبأ سارًا جدا فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا، وأنا أتمنى لهؤلاء الصغار مستقبلا مشرقا».

وعن موضوع الوراثة قال "عواد الجاسم" :«نعم موضوع الوراثة أمر شائع في عائلتنا، فأنا مثلا لدي ستة توائم أصغرهم الآن عمره 13 عاما، ويوجد في عائلتنا إجمالا أكثر من 17 توءماً كلهم شبان وبصحة جيدة».

نذكر أن العائلة اختارت لتوائمها الأسماء التالية:"علي"، "حمزة"، "وئام"، "مريم".