حين تدخل إلى حمام العثمانية، يختلط عليك جمال المكان مع عبق التراث، فتحتار بأيهما تهتم أكثر؟ سحر الحمام، يجعل السياح يغادرون بلادهم، يقطعون آلاف الأميال ليصلوا إلى النقطة المحددة على الخارطة السياحية، يحاولون اكتشاف سر الجمال في هذا المكان، هل هو في طريقة بناءه أم في كونه علاجاً، أم في التقاليد المتبعة فيه؟
تاريخياً يعود حمام العثمانية إلى نهاية العصر المملوكي وبداية العصر العثماني، ليس هناك من كتابات واضحة على جدرانه لكن من المرجح أن يكون من بناه هو "عثمان بن أرطغل" سنة (699هـ).
يوجد في الحمام مناشف مصنوعة من الحرير عمرها أكثر من مئة عام، مازلنا نستخدمها إلى الآن، كما أننا حاولنا أن نواكب التطورات، فصنعنا غرفة بخار من القرميد، إذ أن مديرية المدينة القديمة لا تسمح بالبناء الإسمنتي على اعتبار أنه يغير من المعالم الأثرية للحمام، يقوم الكثير من الناس بحجز الحمام قبل العرس، فيأتي أهل العريس، وأصدقائه فيتحممون ويغنون ويرقصون، ثم يتكيسون، ثم يخرج العريس من الحمام بعراضة
يتألف حمام العثمانية كغيره من الحمامات من ثلاثة أقسام: براني- وسطاني- جواني، البراني: هو عبارة عن مشلح للثياب، فيه عدد من الخزائن لحفظ الثياب والأغراض الشخصية، وفيه يجلس المستحمون ويشربون الشاي والقهوة والنرجيلة، وقسم وسطاني تكون فيه درجة الحرارة مقبولة عموماً تكون بحدود 40 درجة مئوية، هذا القسم مخصص للأشخاص الذين ليس لديهم القدرة على تحمل درجة حرارة الجواني العالية، أما الجواني فتصل درجة حرارته إلى 60 درجة مئوية. وللحفاظ على درجة الحرارة، فقد صنعت جدران الحمام من التراب والحجر والكلس والقنب، وبهذا الشكل تكون عازلا وحافظاً حرارياً يحفظ حرارة الحمام. أما الأرضية، فمصنوعة من الرخام والمرمر، ومصقولة بحيث تعطي باطن القدم ملمساً مريحاً.
eHama زار حمام العثمانية والتقى مع مستثمره السيد "عثمان فران"، والذي حدثنا عن الحمام قائلاً: «يوجد في الحمام مناشف مصنوعة من الحرير عمرها أكثر من مئة عام، مازلنا نستخدمها إلى الآن، كما أننا حاولنا أن نواكب التطورات، فصنعنا غرفة بخار من القرميد، إذ أن مديرية المدينة القديمة لا تسمح بالبناء الإسمنتي على اعتبار أنه يغير من المعالم الأثرية للحمام، يقوم الكثير من الناس بحجز الحمام قبل العرس، فيأتي أهل العريس، وأصدقائه فيتحممون ويغنون ويرقصون، ثم يتكيسون، ثم يخرج العريس من الحمام بعراضة».
وعن عدد الزبائن الذين يرتادون الحمام في هذه الأيام قال لنا السيد "عثمان": «تراجعت أعداد الزبائن في هذه الأيام، لا ندري لماذا، أحياناً لا يأتي إلى الحمام أي زبون وأحيانا يكون عدد الزبائن في اليوم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، أحياناً يأتي سياح أجانب ويحجزون الحمام، طبعاً نحن لدينا هنا نظام صباحي مخصص للسيدات من الساعة (12-5) عصراً، وللرجال من الساعة (7-12) ليلاً، ونسمح بدخول السيدات مع أطفالهن على أن لا تتجاوز أعمار الأطفال أربع سنوات، أما الأطفال الأكبر فعليهم مرافقة آبائهم».
وعن طريقة تسخين المياه في الحمام حدثنا يقول: "لدينا غرفة الحراق وهي بمساحة 10×3 متر مربع وتحوي على تنور لتسخين المياه يعتمد على حراق يعمل على المازوت، بالإضافة إلى مرجل للبخار، تدخل المياه عبر التنور من إحدى جهتيه باردة فتخرج ساخنة من الطرف الآخر، وتتجدد المياه باستمرار، أتمنى من وزارة السياحة أن تقوم بدعم المازوت المقدم للحمامات القديمة، وذلك بغية دعم الحركة السياحية».
إذا هذا هو حمام العثمانية والذي يقع في أحد الأحياء القديمة في مدينة حماه، والمسمى (حي الطوافرة) نسبة إلى آل طيفور والذين كانوا يملكون مجمل هذا الحي.عندما تخرج من الحمام ستجد أن جميع الذين يجلسون في البراني سيلقون عليك تحية الحمام.. (نعيماً).