«عرف "الشماغ الأحمر" ليتزين به الكثير من الشباب والرجال في المناسبات المختلفة، بينما يحرص الآباء والأجداد على ارتدائه صيفاً وشتاءً، لما له من دلالات تشير إلى الفخر، كما أن النساء يحرصن على التمسك به ليجعلن منه شالاً يلتف على أكتافهن، كما يجعلن منه عصبة يشد بها الرأس».

بحسب كلام السيد "علي المشيعل" رئيس اتحاد فلاحي "القنيطرة" في لقاء مع موقع eQunaytra يوم الخميس 10/7/2008 مضيفاً: يستخدم "الشماغ" في الأصل غطاءً للرأس، يقي حر الصيف وبرد الشتاء، ومن الصعب تحديد مسمى خاص "للشماغ" وفقاً للعادات الاجتماعية واللهجة المحلية، حيث يعرف "بالسلك" في منطقتي "الجولان وحوران" ويسمى في بعض أجزاء "بلاد الشام" "الحطة" أي ما يحطه الرجل على رأسه، وكان يربط على الرأس برباط لتثبيته مما عرف لاحقاً بـ"العقال".

يعد "الشماغ" اليوم وفي بعض المناطق جزءاً من اللباس الرسمي وطريقة وضعه تعبر عن شخصية واضعه، أو على الأقل الشخصية التي يريد أن يظهر بها أمام الناس، و"للشماغ" عدة طرق في ارتدائه، منها الشكل الاعتيادي وتدعى "الهدب" وتكون على شكل تاج وتعني الاعتزاز والافتخار والشباب والتأنق، الطريقة الثانية توضع جهة واحدة من "الشماغ" طيه فوق الرأس، وتترك الجهة الأخرى متدلية، أما الطريقة الثالثة فتتقاطع الأهداب من الخلف ليعقد على مقدمة "العقال" واليمين واليسار، والأخيرة يوضع "الشماغ" فوق الرأس دون "عقال" وكثيرا ما تستخدم من قبل رجال الدين الذين يرتدون طاقية بيضاء تحت "الشماغ"، كما يحرص الكثير من الناس على ارتداء "الشماغ المهدّب" إذ أصبح له عدة أشكال منها، المهدّب الثقيل ويكون سميكاً يتدلى منه على شكل أجراس "شرائب"، والمتوسط وهو اقل سماكة من السابق، وهو ابسط الأنواع وغالبا ما يشترى على نحو جاهز، ليحاك على أطراف "الشماغ".

محمد العلي

السيد "محمد العلي" يفضل اللون الأبيض "للشماغ" على اللون الأحمر، الذي استوحي لونه من لون "الطربوش التركي الأحمر" الذي كان سائداً في البلاد العربية، وقد سبق الرجل المرأة في لباس "الشماغ"، لكن لجماليته أدخلته المرأة في لباسها على شكل لباس "العصبة" الخفيفة وأصبح يوضع كشال يلتف حول الرقبة ويتدلى على الكتفين، وفيما يتعلق بالمناسبات التي يرتدى بها، فإن "اللصمة" أو "اللثمة" تلبس في حالات الحزن للتعبير عنه، وفي الصحراء يلبس "الشماغ" في حالات البرد والحر ولتفادي الغبار. وعن عادة قلب "الشماغ" ووضعه أسفل الذقن، فهي عادة استخدمها الناس عند طلب الثأر، وفي حالة الدخيل وطلب الأمان أو الجلوة حيث يوضع حول رقبة المدخول عليه وكأنه يقول: ما يمسني يمسك أنت.

أما قيمته فتكمن في اعتباره تراثا عربيا اشتهر به البدو منذ القديم أضافت إليه الصبايا في وقتنا الحالي بعض الحبكات الجديدة أو ما يعرف "بالشراشيب" التي تحاك على أطراف "الشماغ"، وتعتمد جودته على نوع القطن المصنوع منه وجودة النسيج ودرجة البياض، إضافة إلى مدى ارتكازه على الرأس.

علي المشيعل