عائلة صغيرة، يبلغ أكبر أبنائها الثانيةعشر من عمره، استطاعت هذه الأسرة أن تحقق لنفسها مجدا كبيرا، فاستحقت دون آلاف العائلات في حلب لقب عائلة النوابغ. ماهي حكاية عائلة النوابغ؟ وكيف استطاع أبناؤها الصغار الحصول على هذا اللقب الذي ذاع صيته في العالم العربي والغربي؟ وماطموحات النوابغ ؟هذا ما سنقرؤه في الأسطر القادمة...

أول أبناء هذه العائلة وأكبرهم سنا هو "عبد الله شغالة" الملقب بالأمير وهو من مواليد حلب عام /1996/م، يحمل لقب "أصغرطفل حافظ للقرآن الكريم" في العالم، حيث بدا بحفظ القرآن الكريم عندما كان عمره ثلاث سنوات ونصف وحفظه وكان عمره أربع سنوات ونصف، وكان يحفظ في اليوم خمس صفحات، بتاريخ 18/8/2001 حصل الطفل "عبد الله" على إجازة في حفظ القرآن الكريم في مسابقة وزارة الأوقاف وكان أصغر متسابق وكان وقتها يحفظ 1000 حديث من الأحاديث النبوية الشريفة وأسماء الله الحسنى و1000 بيت من الشعر، كما كان قد أجاد وقتها القراءة والكتابة بشكل ممتاز.

كما حصل الطفل "عبد الله" على لقب أول طفل سوري يدخل الصف السابع مباشرة وكان عمره 9 سنوات، حيث قامت لجان تربوية متخصصة مشكلة من قبل مديرية التربية بحلب وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد بإجراء اختبارات شفهية وتحريرية للطفل "عبد الله" بجميع المواد الدراسية بدءا من الصف الثالث وحتى السادس، حيث استغرقت فترة الاختبار 15 يوما حصل خلالها الطفل عبد الله على الدرجات التامة بتقدير ممتاز ودخل مباشرة إلى الصف السابع.

كما حصل الطفل "عبدالله" على لقب أصغر طفل في العالم يؤلف كتابا دينيا أطلق عليه اسم (القراءات القرآنية في مختار الصحاح) وكان عمره وقتها 8 سنوات، وقد عرضت عليه عدة دور نشر طباعة هذا الكتاب.

ولم يهمل الطفل "عبد الله" العلوم العصرية، فحصل في مجال علوم الكومبيوتر على المركز الأول في مجال الطباعة الإلكترونية.

وبالإضافة إلى كل ماسبق فهو يحمل لقب أصغر طفل يحفظ مفردات القرآن الكريم.

زار الطفل "عبدالله" عدة بلدان عربية والتقى عددا من كبار العلماء ورؤساء الدول، حيث التقى الشيخ "يوسف القرضاوي"، وحاكم إمارة عجمان و"الشيخ علي الجفري "و"الشيخ محمد حسين يعقوب" و"الشيخ أحمد بدر الدين حسون" و"الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".

حصل الطفل "عبدالله" الأمير شغالة على عدة جوائز تكريمية نذكر منها:

*جائزة راشد بن أحمد المعلا للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية في أم القوين.

*شهادة تقدير من إدارة جامع سكر بحلب

*وما زال الآن عبد الله يواصل مسيرته العلمية، فهو يتعلم الآن القراءات القرآنية، ويطمح أن يحصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، ليرضي ربه ويخدم بلده ويكون جزءا هاما وفعالا في تطوره وتقدمه.

أما الشقيق الأصغر لعبد الله فهو "محمد نور" من مواليد عام 1997 م،حصل على لقب أصغر طفل سوري يحفظ القرآن الكريم في سن 7 سنوات (بعد أخوه عبدالله)، شارك في مسابقة "الملك عبد العزيز الدولية"،وحصل خلالها على شهادة تقدير لحفظه القرآن الكريم من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية.

يحفظ مئات الأحاديث النبوية الشريفة، وقد نال عدة إجازات في الحديث الشريف من الجهات المختصة، يتقن الكتابة والقراءة بشكل جيد جدا، ويتأهب لخوض سبر معلومات المرحلة الابتدائية، حيث يطمح بدخول الصف السابع مباشرة أسوة بأخيه عبد الله، كما بدأ بتعلم قراءات القرآن الكريم بعد أن ختم قراءة شعبة، وهو يحفظ أكثر من 500 بيت من الشعر، وحصل على إجازة من وزارة الأوقاف الإسلامية ومن مدرسة دار الحفاظ للقرآن الكريم بحلب، وكان ذلك على يد والده وجده والشيخ حمزة عطار في المدرسة الظاهرية.

أما "ضياء الدي" فهو من مواليد عام 1999 م، وكانت له قصة مختلفة بعض الشيء عن باقي أخوته، لكنها تسير في نفس الاتجاه، فقد حصل ضياء الدين على لقب أصغر طفل في العالم يحصل على إجازة دولية بقيادة الحاسوب، فقد ظهر اهتمامه بالمعلوماتية في سن مبكرة وكان شغوفا بالحاسوب وعلومه، حفظ القرآن الكريم حاضرا بشكل جيد وحفظ ثلثه غيبا وهو يتابع حفظه للقرآن الكريم غيبا لأنه كما قال لنا يعتبر طفلا كسولا بالنسبة لأخوته "عبدالله" و"محمد نور"،وهو مستمر أيضا بالتعمق في دراسة علوم الكومبيوتر، وقد منحته الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية رخصة ICDL وهي الرخصة الدولية المعترف بها في قيادة الحاسب في 138دولة في العالم.

أما رب هذه الأسرة فهو "أحمد شغالة" من مواليد حلب عام 1966 درس حتى الثانوية، ثم تابع دراسته في أحد المعاهد الفنية (قسم الكهرباء) وتفرغ بعد تخرجه للأعمال الحرة، واختص في مجال بيع وتصليح الساعات، وهو ابن العالم والشيخ والمربي الفاضل "عبد الله شغالة" الذي يعمل في مجال الخطابة وتدريس العلوم الشرعية في المدرسة الشعبانية للتعليم الشرعي ومدرسة الحفاظ منذ أكثر من نصف قرن، وقد حفظ القرآن الكريم منذ كان عمره عشر سنوات وكان معجزة زمانه، ثم تتلمذ على يد الشيخ "عبد الله سراج الدين"رحمه الله.

وقد كان "أحمد شغالة" يتمنى دائما أن يصبح مثل والده، لكن الظروف لم تكن مواتية له، فحفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم وكان يهتم بالعلوم الشرعية، إلا أنه أراد أن يحقق حلمه بأبنائه فكان له ما أراد بعد أن بذل جهودا مضنية في تربية وتعليم هؤلاء النوابغ الصغار.

وقد التقت السيدة "أسماء الأسد" بالنابغة "عبد الله" والنابغة "محمد نور" في قصر الضيافة بحلب، وقامت بإهدائهم جهاز كومبيوتر تعبيرا منها عن مدى فرحتها وسعادتها بوجود مثل هؤلاء الأطفال في سورية.