شهد القطاع السياحي في سورية قفزة نوعية في الآونة الأخيرة، حيث احتلت سورية المرتبة الثانية عالمياً في تطور سياحة الأعمال، حسب التقرير الذي أصدره المجلس الدولي للسياحة والسفر في جنيف، محافظة ريف دمشق برزت بقوة على الخارطة السياحية السورية لما تتمتع به من
مواقع سياحية مهمة تشكل عامل جذب للسياحة الترفيهية، كما تحتضن مواقع دينية تجتذب الكثير من السياح سواء من الداخل أو من الدول العربية والأجنبية.
أن السياحة في محافظة ريف دمشق تشكل ما يزيد عن 40% من السياحة في سورية، نظراً لخصوصيتها الجغرافية والأثرية، وتوضع العديد من المواقع الدينية التي تسمح بتنشيط سياحة دينية من مختلف دول العالم كما هو الحال في صيدنايا ومعلولا والسيدة زينب وغيرها
تتربع محافظة ريف دمشق على عرش السياحة السورية وذلك وفق ما صرح به محافظ ريف دمشق " نبيل عمران"، حيث بيَن المحافظ «أن السياحة في محافظة ريف دمشق تشكل ما يزيد عن 40% من السياحة في سورية، نظراً لخصوصيتها الجغرافية والأثرية، وتوضع العديد من المواقع الدينية التي تسمح بتنشيط سياحة دينية من مختلف دول العالم كما هو الحال في صيدنايا ومعلولا والسيدة زينب وغيرها».
eSyria التقت بتاريخ 29\6\ 2008، مع "عبد الباري الشعيري" رئيس غرفة سياحة ريف دمشق. تحدث الشعيري عن الدور الذي تلعبه غرفة سياحة ريف دمشق قائلاً:«من أولى المهام التي تضطلع بها غرفة سياحة ريف دمشق هي التعريف والترويج للكنوز السياحية الموجودة في المحافظة، الثقافية والتراثية والشعبية والتاريخية، وبهدف تنشيط السياحة الداخلية عملنا على إصدار دليل سياحي خاص تم توزيعه في كافة المحافظات السورية، يحمل أسماء وعناوين كافة الفعاليات السياحية المتواجدة على أرض المحافظة من فنادق ومجمعات سياحية، مطاعم ومسابح، مكاتب سياحة وسفر، إضافة إلى أبرز المعالم الأثرية والتاريخية في المحافظة، حتى يتمكن الزائر سواءً من المحافظات السورية أو من الدول العربية من التعرف على كل ما تحتويه المحافظة من فعاليات وما تقدمه من خدمات، إضافة إلى ذلك غرفة سياحة ريف دمشق تساهم في المهن التراثية التي تشتهر بها المحافظة من صناعة القش والسلال والزجاج،بهدف المحافظة عليها وتشجيع متابعة العمل بها».
حول واقع السياحة في المحافظة قال:« محافظة ريف دمشق تتصف باتساع مساحتها وترامي أطرافها فهي تحد أربعة دول عربية وتجاور خمس محافظات سورية، أغلب القطاعات السياحية متواجدة على أرض المحافظة، وقرابة 30% من الاستثمارات السياحية العربية والمحلية تقام فيها، هذا بالإضافة إلى المشاريع السياحية الإستراتيجية الكبيرة والمتوسطة التي تم ترخيصها في السنوات الأخيرة والتي هي قيد الإنشاء حالياً يتركز معظمها في محافظة ريف دمشق، والسبب في ذلك ما تحويه من مناطق سياحية جميلة، إضافة إلى قربها من العاصمة والتشجيع والاهتمام من مختلف الجهات العامة».
عن آفاق السياحة في سورية ومحافظة ريف دمشق أضاف «محافظة ريف دمشق تحتل المرتبة الأولى بين محافظات القطر في المجال السياحي، وهذا يدفعنا إلى المزيد من العمل لتطوير هذا القطاع الهام، سورية ستأخذ مكانها الطبيعي في صناعة السياحة العالمية لأننا نمتلك المقومات الأساسية لهذه الصناعة فلدينا الطبيعة بمختلف أصنافها وألوانها، تنوع العصور والحضارات، المعالم التاريخية والتراثية والثقافية، هذه المقومات من الصعب توفرها في دولة واحدة، والأهم من ذلك طباع شعبنا ومحبته لكافة الزائرين والسياح».
مديرة السياحة في غرفة سياحة ريف دمشق قالت:«محافظة ريف دمشق من أهم المحافظات السورية من حيث الامتداد الجغرافي والتنوع المناخي، إضافة إلى تنوع الخدمات السياحية المقدمة في المحافظة، ونحن نملك الأرضية الأساسية حيث يمكنك أن تجد أجواء البادية والجبل والسهل، البنى السياحية تشهد تطوراً في المحافظة هذا جعل جزء كبير من المستثمرين يتجهون إلى محافظة ريف دمشق».
النشاطات التي تقوم بها المديرية قالت عنها:« نولي اهتماما خاصاً لموضوع الترويج الداخلي خاصة بعد أن رصدت وزارة السياحة ميزانية مالية كبيرة لكافة المحافظات السورية للقيام بحملات ترويجية، هذا يعطي الفرصة للمنافسة بين المحافظات والقيام بعمليات ترويج مؤثرة، نقوم حالياً بحملة تصوير تشمل كافة المواقع الأثرية والتاريخية في المدن والبلدات التابعة للمحافظة، نتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف لنتجاوز التقصير تجاه بعض المعالم التاريخية الهامة التي لا يعرفها المواطنون السوريون فكيف سيتعرف عليها الزائر الأجنبي، لدينا أيضاً تعاون مع مكاتب السياحة والسفر لوضع هذه المعالم التاريخية على خارطة الزيارات السياحية. بشكل عام قطاع السياحة في المحافظة يشهد تقدماً متسارعاً، والاستثمارات السياحية ستفاجئ الناس في السنوات القادمة».
وهنا نذكر بعضا من أهم المواقع والمدن السياحية في ريف دمشق:
مقام السيدة زينب الذي يقع في الضاحية الجنوبية لدمشق وعلى بعد 10 كم، ويتميز بالتزيينات البراقة المشغولة بالفضة والذهب والقيشاني والزجاج المعشق والثريات الفاخرة، ويعتبر من أهم المواقع السياحية الدينية حيث يحج إليه كل يوم المئات من السياح والزوار.
صيدنايا تقع على بعد 30 كم من دمشق وترتفع نحو 1313 م عن سطح البحر، وتتميز بديرها المشهور بأيقونته العجائبية، وفيها كنسية صوفيا ودير الشيروبيم الذي بني في القرن الثالث الميلادي ويرتفع ألفي متر عن سطح البحر.
دير عطية: تبعد عن دمشق 90 كم إلى الشمال الشرقي تشتهر بمتحفها الجميل وطراز بنائها الحديث.
يبرود: فيها أقدم كهوف عصور ما قبل التاريخ وهو كهف اسكفتا، إضافة إلى كنيسة السيدة، ومئذنة جامع الخضر، والمقابر الجماعية لإنسان ما قبل التاريخ
قارة : مدينة سياحية أثرية تشتهر برسوم جدارية في كنيسة القديس مار سركيس، وفيها دير مار يعقوب الذي يضم أجمل الرسوم واللوحات من القرن الثاني عشر الميلادي.
وهناك العديد من القرى والمدن المهمة من الناحية الأثرية والسياحية مثل: النبك، عربين، قطنا، دروشا، سعسع، خان الشيح، الكسوة.