تهتف الأرواح فرحة بعودته إلى أرض الوطن الذي ارتوى بدمائهم الذكية، عاد الشهداء وعاد الفرح معهم وطعم الانتصار.تقف حمص على أبواب المدينة تستقبل ابنيها الذين غادراها منذ عشرين عاماً ليؤكدا أن فلسطين هي القضية الكبرى لنا.

في 24/7/2008 وعلى باب المدينة الشمالية وقفت القيادات السياسية والحزبية والروحية والأمنية والعسكرية لاستقبال عودة جثماني الشهيدين "محمد عزوان عطا عفان" و"هلال مصطفى الخيال" حيث جرى تم تأدية التحية العسكرية لهما واستقبالهما استقبال الأبطال والفاتحين، ليجولا بعد ذلك في مخيم العائدين مع وقفتي عز أخيرتين أمام بابي منزلهما، قبل أن يستقر بهما المطاف بجنازة شعبية ورسمية مهيبة في مقبرة تل النصر.

في المساء كان مخيم العائدين على موعد مع حفل تأبيني حاشد للشهيدين البطلين، حضره المهندس"محمد إياد غزال" والشخصيات الرسمية في المحافظة.

"ماجد دياب" ممثل الفصائل الفلسطينية في مخيم العائدين بدأ حفل التأبين بكلمة أكد خلالها على "عودة الجثامين التي أعادت معها الفرحة الممزوجة بنشوة النصر في مخيم العائدين" فيما أكد شقيق الشهيد "محمد عزوان" أن أهل المخيمات " أقوياء ككل أشجار الوطن التي لا تقتلع رغم الظلم والبعد والاضطهاد" معتبراً أن الشهادة هي "الطريق الوحيد إلى الوطن وقد اختار الشهداء هذا الطريق في زمن الانهيارات والهزائم لندخل في عصر البطولات والنصر".عميد الأسرى المحررين "سمير القنطار" أبرق لذوي الشهيدين ناقلاً تحيات أهل الجبل الصامد والمقاومة الأبية صاحبة عملية الرضوان والنصر المؤزر معاهداً والدي الشهيدين على الاستمرار في النضال لتحرير آخر شبر من أرضنا المغتصبة.

من جهته أكد المهندس "محمد إياد غزال" على التمسك بخيار المقاومة لتحرير الأرض والأسرى لتستمر مسيرة النصر التي بدأها سيد المقاومة ووعدها الصادق السيد "حسن نصر الله" والصادق الواعد سيد الوطن "بشار الأسد".

وفي حديث لموقع eHoms قال فضيلة المفتي "فتح الله القاضي" :" إن الله وعد لمن خرج مجاهداً في سبيله، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فقد ضمن على الله أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى بيته الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة".

فيما قال "مصطفى محمد الخيال" والد الشهيد "هلال مصطفى الخيال": "فرحتي لا نهاية لها، وشعوري اليوم غريب فأنا غير مصدق أن هذا الأمر قد حدث، فلم يكن لي أي أمل باستعادة رفات ابني، بالرغم من المحاولات السابقة حيث قالوا أنه يمكن أن يحضروه لي لكن هذا الأمر لم يحدث حتى تفاجئنا بالحديث عن عودة الأسرى واستعادة رفات الشهداء ومنها ابني، كان ابني يتدرب مع المقاومة لكن لم يكن لنا علم بأنه يتحضر لعملية استشهادية في لبنان وحتى غادر إلى لبنان طلب إخراج قيد من المختار كونه كان صغير السن ولم تكن لديه بطاقة شخصية، يوم استشهد انتابنا موجة من الفرح كون الشهادة حلم لكل الفلسطينيين حيث نتمنى أن نكون كلنا شهداء على أرض فلسطين، في البداية شعرت بالحزن لعودة رفات ابني من فلسطين (أرضنا الغالية) لكن ما لبث أن اتضحت الصورة عندما علمت أن رفاته كان أسيراً في مقابرهم، والحمد لله اليوم هو بين أهله وعلى أرض وطنه حيث سورية وفلسطين واحد،وأصبح بإمكاننا زيارة ضريحه وقراءة الفاتحة له متى شئنا، لدي عشرة أبناء كان هلال السادس بينهم، هذا العرس الذي زف به هلال أروع مما تخيلناه حيث التشييع الرسمي والشعبي من كافة أطياف أبناء الوطن وقيادته الرسمية والسياسية والروحية في حمص،وكان لمشاركتهم الأثر الكبير في التخفيف من المصاب باستشهاد هلال ورفاقه".

فيما قال الأستاذ "بسام حسون" رئيس هيئة اللاجئين بحمص: "هذا النصر الناتج عن المقاومة الناتجة بدورها عن الاحتلال الصهيوني للأرض، نحن في بلد اعتاد على الانتصارات، في بلد فيها التربية القومية هي التربية الأساسية لكل فرد فيه، فهنيئاً لهذا الشعب بهذه المقاومة وهذه القيادة التي كان لها الدور الرئيسي في تحقيق هذا النصر، لقد عادت الجثامين وعادت معها الثقة بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية، اليوم بدأ النصر مجدداً وعزز انتصار المقاومة اللبنانية، فكل شهيد هو إنسان حي وهو عبارة عن مشعل في طريق المقاومة التي تودي للنصر وبالتالي للتحرير، المقاومة المسلحة لم تنتهي بل تغيرت المعايير والظروف المحيطة دولياً حيث نختار اليوم خيار السلام مما أعطى المحارب استراحة حيث يمكن أن يأتي التحرير بالسلام، ومع هذا لازالت البندقية مشرعة حتى تحرير كل شبر أرض عربية، اليوم هو عيد النصر حيث الشعب يرقص فرحاً بالنصر، وهذا ما رأيناه من خلال المشاركة الشعبية والرسمية والروحية والسياسية".

الجدير ذكره أن الشهيدين العائدين إلى حمص هما:

الشهيد "محمد عزوان عطا عفان" من منظمة الجبهة الوطنية التقدمية الذي استشهد بتاريخ 23/2 /1989 في منطقة زرعيت في لبنان، والشهيد "هلال مصطفى الخيال" مواليد /1975/ من جبهة التحرير الفلسطينية الذي استشهد بتاريخ 1/8/1989 بمنطقة تل العباد.