تقع مدينة "الكالوتة" الأثرية التي جعلت الشمس رمزا أساسيا في فلسفتها اللاهوتية بين"سمعان" وقلعتها وموقع "خراب شمس" الأثري، هذه المدينة شحت كتب التاريخ عن ذكرها ودراستها إلا ماندر من إشارة هنا وهناك، فكانت مدينة منسية، والزائر لها يحار من أين يبدأ؟ فسحر المكان وسكونه يخيم عليه بجلاله وجماله.

في مدينة "الكالوتة" الأثرية قلعة ومعبد ومقبرة ملكية، سنتحدث عنها بعد فك لغز كلمة "الكالوتة" التي هي من أًصل "سرياني" وتعني الموقع الحصين الذي يعانق الشمس.

هي من المدن التي لم تلق حظها من الدراسة التاريخية المعمقة كونها ذات مساحة صغيرة، وهي جديرة بالدراسة، فأقواس القلعة تشكل أنصاف دوائر مرتكزة يجعلها أكثر ثباتا وجمالا، والملاحظ في هذه القلعة الدقة في التصميم والتساوي في الأطوال والأبعاد والخبرة الهندسية

أما قلعتها فما تزال شامخة تتحدى الزمن، وتتألف من أعمدة صخرية مزخرفة وأقواس مقنطرة تكسوها النقوش، وهذه الأعمدة الأربعة تحيط بالقلعة من كل جهاتها، مما يسمح ببقاء أشعة الشمس تداعب تلك الصخور البازلتية الصلبة طوال النهار، وهذا ما يرجح اهتمام حضارتها بالشمس.

القصور

والمعبد يقع في أعلى القمة المطلة على القلعة، فعندما دخلنا إليه لاحظنا فوق بابه ثلاثة رموز ترمز إلى الشمس في مراحلها اليومية، فهناك نحت للشمس في الصباح، وآخر عند الظهيرة، وثالث وقت الغروب.

ومما أثار اهتمامنا أن المحراب في ذلك المعبد كان يتجه نحو الشرق، أي تجاه الشمس وثمة فتحة تسمح لأشعة الشمس بالدخول إلى المعبد وقت الصباح.

المقبرة الملكية

أما المقبرة الملكية فهي صخرية مزخرفة وعليها آثار كتابة غير واضحة، وأكبر الظن أنها كلمات لراحة نفس الميت، وتحوي المقبرة الملكية ستة قبور مخصصة لسلالة الملكية لقربها من القلعة، وثمة مقبرة أخرى نحتت في مساحة واسعة من الصخور الصماء.

وقد التقينا الباحث في التاريخ "علي أحمد" فقال عن هذه المدينة: «هي من المدن التي لم تلق حظها من الدراسة التاريخية المعمقة كونها ذات مساحة صغيرة، وهي جديرة بالدراسة، فأقواس القلعة تشكل أنصاف دوائر مرتكزة يجعلها أكثر ثباتا وجمالا، والملاحظ في هذه القلعة الدقة في التصميم والتساوي في الأطوال والأبعاد والخبرة الهندسية».

المعبد

والتقينا أيضا أحد الزائرين هناك السيد "أحمد حسن" فقال: «ما يهمني في هذه المدينة المعاني الفلسفية التي فيها كوني مهتم بالفلسفة، لا شك أن الجانب التاريخي هام لكن الفلسفة فيها شيء أجمل بالنسبة لي، فأنا أشعر الآن بالجمال يسيطر علي من كل جانب، ومهما تكلمت عن هذا الصرح العظيم تاريخيا أو جماليا فلن أستطيع الإحاطة بما أشعر به إزاء وقوفي أمامها، تلك الآثار الشامخة التي تدل على الإبداع الإنساني العريق، أجد نفسي هنا غير قادر على البوح، وربما كان الصمت أفضل من الكلام».

وختاما هل الصمت حقا أجمل من البوح، ربما! يقول الشاعر "نزار قباني":

فإذا وقفت أمام حسنك صامتا

فالصمت في حرم الجلال جمال

كلماتنا في الحب تقتل حبنا

إنَّ الحروف تموت حين تقال.