يعتبر الفنان هشام الصوفي من أهم الموسيقيين الحماصنة والملحنين تحديدا حيث يوجد في أرشيفه مالا يقل عن (500) أغنية من كلماته وألحانه، قدم العديد منها لفنانين معروفين في الإذاعة والتلفزيون.

أسس عدد من الفرق الموسيقية في حمص، نال العديد من الجوائز وشهادات التقدير أضاف الكثير لآلة العود وجرب فيها الكثير ليعطيها مجالات أوسع في العزف والتلحين. الملحن الحمصي هشام الصوفي أخذته الموسيقا متأخرا حيث كان عمره (26) عاما حيث تعلم العزف على العود عند رجل ضرير يدعى "مشهور بطيخ"، استطاع تأمين (10) ليرات شهريا ليعطيها لأستاذه مقابل الدروس التي كان يتلقاها إلى أن استطاع تعلم العزف وقراءة النوتة وعزف أول قطعة " ساعة ما بشوفك حبيبي" بقي (48) ساعة يعزفها ويعيدها.

لكنه انتسب إلى نادي دوحة الميماس بسبب وجود الآلات حيث أن العزف عليها كان مجانا، في هذا السياق يقول الفنان الصوفي: " جذبتني آلة "الرق" وبقيت أعزف عليها في النادي وتعلمت على يد الأستاذ أمين غربال بشكل سماعي أيضا وللطرافة أنني لم أكن أملك رسوم الاشتراك رغم أنها زهيدة وكنت أعمل مقابل أجر الدروس في تنظيف النادي وأول حفلة عزفت فيها مع فرقة النادي وكنت فيها أعزف على الرق كانت عام (1969)م. "

تعلم الملحن الصوفي في بداياته الموشحات والأدوار والتقاسيم ثم اتجه إلى التلحين وكتابة كلمات الأغاني وتلحينها وكانت أول أغنية لحنها هي عبارة عن "وصلة موشحات كرد" لشعر ابن الفارض وأحمد شوقي وقدمتها فرقة دوحة الميماس. ثم كتب ولحن أغنية " ما أخونك " للفنان موفق الشمالي كما اشتغل عددا كبيرا من أغاني الأطفال. يقول الفنان الصوفي عن التلحين: " اللحن لا يأتي من الفضاء اللحن يأتي من الرأس المليء ليس بالموسيقا فحسب بل بالثقافة بشكل عام قضيت وقتا طويلا بين الشعر والرواية والقصة والمسرح أيضا فأنا دخلت مع الفنان بري العواني في بعض المسرحيات هنا أريد أن أقول لك أمرا أن الموسيقي الحقيقي بجب أن يكون ملما بالمسرح ولو قليلا لأن الغناء والعزف تمثيل وقراءة شخصية الشاعر أو كاتب الموسيقا. "

توسعت أعمال الفنان الصوفي فاشتغل العديد من الأغاني وكانت أغنيته عبارة عن مذهب و (3) كوبليه كل كوبليه لحن خاص به وليس كما الأغاني الدراجة هذه الأيام كتب ولحن لعدد من فناني الإذاعة والتلفزيون نذكر منهم على سبيل المثال (وضاح اسماعيل، فاتن حموي، ميري مصطفى)

قدم أغانيه في فرق مختلفة نذكر منها "مدى" و"نواة" وآخرها أوغاريت على مسارح ومراكز ثقافية متعددة في القطر ونال شهادات تقدير وأوسمة شرف أهمها جائزة أرونينا عام (1994) عن أغنيتين " ما أخونك " و " سؤال ".

يتحدث عن أولويات الفنان الجيد فيقول: " أن يعشق الموسيقا أولا، لا يمكن لأي فنان أن يبدع بدون قصة حب هذه القصة التي يكتب ويلحن لأجلها وتدخل في كل تفاصيل حياته فلا يعود يأبه بأغنية ملتزمة أو أغنية للجماهير بل يفعل كل ما بوسعه لإظهار حبه من خلال فنه لحبيبته وكأنها وحدها في الصالة. وأنا عشقت فتاة في شبابي ....فتاة كتبت لها العديد من القصائد والألحان لكنني تزوجت غيرها كما يحدث لمعظم الشبان ."

من الجدير بالذكر أن الفنان هشام الصوفي متزوج ولديه ستة أولاد ومنذ عشر سنوات تقريبا وهو يعمل في الأغنية السياسية والتي رفض أن يسميها ملتزمة أو شعبية لأنه يقول أنها تحاكي الواقع السياسي والاجتماعي للمواطن دون أن تلتزم بشيء ما، فالفن يعكس الواقع كما هو. قدم مع فرقتي (مدى ونواة) ومؤخرا فرقة "أوغاريت" عدد كبير من الأغاني من هذا النوع مثل" تطنيش" و"ماشي الحال " و " والشورايخ " كان يكتب ويلحن ويقدم الأغاني بشكل كوميدي. أما عن أمنياته فيقول: " عملت طوال حياتي في الموسيقا مجانا وكل الفرق التي أسستها كانت فرق غير مأجورة لدي أمنية صغيرة أن أذكر أسماء جميع الشبان الذين اشتغلوا معي هنا في موقعكم eHoms وهم: محي الدين عبارة «على الرق»،أحمد واضوح «طبلة »، أمير واضوح « بزق»، أمير الصوفي «فيولا»، روي عبد النور «كمان»، والمطربين شادي صالح- ولؤي صالح.

لو قرأوا هذه المقال فأنا أحييهم من خلاله.